tamer.page.tl
  القاتلة
 

القاتلة

1- كفى حمقا فهذه صفاتها                                       2- تنبه ففرق بين الغاية والوسيلة                                 3- كيف الخلاص

 

1-   كفى حمقا فهذه صفاتها                                      

1-  ملعونة
* عن أَبِي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ وَعَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .رواه الترمذي وحسنه  الألباني

2-  حقيرة سريعة الزوال
* قال تعالى :[ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً ][الكهف : 45]
* قال تعالى : [
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] [يونس : 24]
* قال تعالى :[
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ] [الحديد : 20]
*
قال أبو الدرداء من هوان الدنيا  على الله أنه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها إحياء علوم الدين (3/ 208)
قال بعضهم الدنيا جيفة فمن أراد منها شيئا فليصبر على معاشرة الكلاب
إحياء علوم الدين (3/ 208)

3-  غرور خداعه
قال تعالى :[ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ][الكهف : 7]
قال تعالى :[
لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ][الحجر : 39]
قال ابن القيم : أتت امرأة من آل النعمان بن المنذر وكانوا في صحة وأموال عظيمة حيث كانوا ملوك العرب فقال لها رجل من العرب ماذا فعل بكم قالت أصبحنا وما في العرب أغنى بيت منا ثم أمسينا وما في العرب بيت أفقر منا لقد سلب ملكهم في ليلة
* انظر الأن إلى صدام وما حدث له هذا خير دليل
قال تعالى
:[ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ][لقمان : 33]
وقف علّي على القبور فبكى وقال : السلام عليكم أهل القبور أنخبركم بأخبارنا أم الأزواج وأما البيوت فقسمت فما أخباركم   ثم بكى  وقال  سكتوا والله لو نطقوا لقالوا لو تزودوا فإن خير الزاد التقوى
هي الدنيا تقول بِملء فِيِها ... حذار حذار من بطشي وفتكي
 فلا يغرركم حسن

ابتسامي ... فقولي مضحكٌ والفعل مبكـي
قرأ الحسن [فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ][الأنعام : 44] فقال: مكر بالقوم ورب الكعبة، أعطوا حاجاتهم ثم أخذوا.

4-  القاتلة مجرمة
* روي أن عيسى عليه السلام كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة فقال لها كم تزوجت قالت لا أحصيهم قال فكلهم مات عنك أم كلهم طلقك قالت بل كلهم قتلت فقال عيسى عليه السلام بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين كيف تهلكينهم واحدا بعد واحد ولا يكونون منك على حذر إحياء علوم الدين (3/ 214)
*
يروي أن سيدنا عيسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى عليه السلام أنهما رغيفان فقط! فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ؟! فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين فقط !
لم يعلق نبي الله وسارا معاً، حتى أتيا رجلاً أعمى، فوضع عيسى عليه السلام يده على عينه، ودعا الله له فشفاه الله عز وجل، ورد عليه بصره، فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله !
قال عيسى عليه السلام لليهودي: بحق من شفا هذا الأعمى، ورد عليه بصره، أين الرغيف الثالث ؟!
فرد اليهودي: والله ما كانا إلا اثنين !!
ثم سارا حتى أتيا نهرا كبيراً، فقال اليهودي : كيف سنعبره ؟ فقال له عيسى عليه السلام: قل باسم الله واتبعني، فسارا على الماء، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله!
و سأل عيسى عليه السلام صاحبه اليهودي مرة ثالثة: بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين !!!
وعندما وصلا الضفة الأخرى جمع عيسى عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً، فتحولت إلى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟!
فقال عيسى عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث ؟! فقال عيسى عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته (!) فقال عيسى عليه السلام: هي كلها لك، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا !
* * *
لم يلبث اليهودي إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان، فلما رأوا الذهب ترجلوا، وقاموا بقتله شر قتلة
وهكذا مات هذا اليهودي، ولم يستمتع بالذهب إلا دقائق معدودة
* * *
بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب، بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة ؟! فقال له صاحبه: فكرة رائعة! فنادوا الثالث وقالا له: هل يمكن أن تشترى لنا طعاما لنتغدي قبل أن ننطلق ؟
ووافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك ؟!
وقام هذا الرجل بوضع السم في الطعام ليقتل صاحباه ويحصل على المال كله بمفرده، وعندما عاد استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات، ثم جلسا يتناولان الطعام الذي أحضره لهما، وهما لا يعلمان بالطبع- أنه مسموم، فنما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا
* * *
وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده، فقال: "هكذا تفعل الدنيا بأهلها وطلابها

5-  هوانها على الله
*
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ- أحاطت به الناس من جانبه - فَمَرَّ بِجَدْىٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ ذاهب الأذن سواء كان من أصل الخلقة أو مقطوعه - فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ » . فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَىْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ « أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ » . قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْباً فِيهِ لأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ « فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ »   رواه مسلم  

6-  قوادة إلى النار
*
سمعت الفضيل بن عياض قال قال ابن عباس رضى الله عنهما يؤتى بالدنيا يوم القيامة فى صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية مشوه خلقها فتشرف على الخلائق فيقال أتعرفون هذه فيقولون نعوذ بالله من معرفة هذه فيقال هذه الدنيا التى تشاجرتم عليها بها تقاطعتم الأرحام وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم ثم يقذف بها فى جهنم فتنادى يا رب أين أتباعى وأشياعى فيقول الله عزوجل ألحقوا بها أتباعها وأشياعها   عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (25/ 47)
* قال تعالى :[
مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ][هود : 15]
* قال
علّي بن أبي طالب رضي الله عنه : الدنيا والآخرة ضرتان إن
أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى

2-   تنبه ففرق بين الغاية والوسيلة  

هي ما يوصل إلى الغاية ومن كانت الدنيا غايته منتهى أمله أن يكون طبيب أو أن يكون مهندس أو أن يكون مليونير ...................هذا هو الذي يرافقها إلى الآخرة
قال تعالى :[
مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ][هود : 15]
قال تعالى :[ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً ][الإسراء : 18]
 وَقَالَ^ « مَنْ كَانَ هَمُّهُ الآخِرَةَ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ » . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني

*  عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَشْرَبَ قَلْبَهُ حُبَّ الدُّنْيَا الْتَاطَ مِنْهَا بِثَلَاثٍ: شَقَاءٍ لَا يَنْفَدُ عَنَاهُ، وَحِرْصٍ لَا يَبْلُغُ غِنَاهُ، وَأَمَلٍ لَا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ، فَالدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ فَيَأْخُذَهُ، وَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ "رواه الطبراني وهو حسن كما ذكر المنذري
إما أن نتخد الدنيا وسيلة إلى الآخرة فهو المطلوب ولا شيء غيره
فإني أجمع مالا لأعف زوجتي ، ولأعلم أولادي لنصر ديني ليكون هذا زادي معي في الآخرة ليس فيه شيء فقد ذهب الفقراء إلى رسول الله  فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ . فَقَالَ « وَمَا ذَاكَ » . قَالُوا يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونُ وَلاَ نَتَصَدَّقُ وَيُعْتِقُونَ وَلاَ نُعْتِقُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَفَلاَ أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلاَ يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ » . قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً » . قَالَ أَبُو صَالِحٍ فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ » .  البخاري ومسلم وأحمد واللفظ لمسلم فسماه فضل وإنما حصل الدنيا ولكنها مطية
وهذا عبد الرحمن بن عوف
عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَيْنَمَا عَائِشَةُ فِى بَيْتِهَا إِذْ سَمِعَتْ
صَوْتاً فِى الْمَدِينَةِ فَقَالَتْ مَا هَذَا قَالُوا عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ . قَالَ فَكَانَتْ سَبْعَمِائَةِ بَعِيرٍ - قَالَ - فَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ مِنَ الصَوْتِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَبْواً » . فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتُ لأَدْخُلَنَّهَا قَائِماً . فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا وَأَحْمَالِهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .رواه أحمد والبزار وحسنه وصححهأحمد شاكر وضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ والألباني
* وقد ضرب الإمام أبو حامد لذلك مثالاً برجل ذهب حاجا وأقسم ألا ينشغل عن حجه بشيء وفي طريقه أصلح دابته وقدم ملها علف وبر طعامها وشرابه فصنع ما صنعه إلا أنه غير حانث في يمينه
* سليمان الراجحي السعودي يملك سبع طائرات يمكن أن يسافر في ثلث ساعة إلا أنه يسافر بالسيارة في سبع ساعات ونصف فيسئل عن ذلك فيقول حتى أستمتع بتلاوة كلام ربي
* المصيبة في ركون الدنيا في قلوبنا وهذا الذي أشار  الآيات إليه يريد أي بلقط نبته كانت الدنيا في أيديهم وأصبحت في قلوبنا وصدق علي بن أبي طالب حيث قال : من كان يملك الدنيا كلها ورغب عنها وقدمها جسرا يعبر عليه إلى الله كان زاهدا ومن لم يملك شيئا منها وطمع فيها فليس بزاهد
* ولتعرف هي في قلبك أم في يدك                                     سل نفسك

* كم من الناس أخاصم للدنيا أم لك ؟

* قاطعت أخي وأختي وقرابتي من أجل ميراث

* أتنزه بافخر المطاعم والمشارب بما يزيد عن الأعتدال وأعي بغضها

* بغض أهل الصلاح والنيل منهم والتحريض عليهم حقدا وغيظا

* بغض ومعاداة من ينافسه في الدنيا  

*  الإزدراء الدائم لنعمة الله وعدم الرضا بما قضاه ورؤية نفسه شقي مظلوم في هذه الدنيا

* الحديث الدائم عنها وعن خيراتها ومتعها وعدم ترك سبيل يوصل إليها ولو على حساب دين الله

كل هذا وغيره دليل تربعها ي قلوبنا وهذا هو المحظور

3-   كيف الخلاص

1- الرضى فإن الأمور تجري بمقادير الله
قال تعالى :[ وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ][الزخرف : 33]
قال تعالى :[
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ] [آل عمران : 178]

قال تعالى :[ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ][الزخرف : 32]

·       ففي حديث قدسي يخاطب فيه المولى سبحانه وتعالى عبده ويقول بجزء منه: ..... يا ابن ادم خلقتك للعباده فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً وإن لم ترضى بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموماً}[1]

2-       اقصد البحر وخل القنوات

لأنه الله الغاية والهدف إذا تحقق ذلك تخلصت منها وتلتها

·       وأوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام يا موسى كن لي كما أريد أكن لك كما تريد
نزهة المحبين وروضة المشتاقين  ومدراج السالكين وطريق الهجرتين [2]
* قال الله لها من خدمنا فاخدميه ومن خدمك فاستعمليه[3]

·   إنما مثلنا ومثلها ولله المثل الأعلى كمثل رجل غني استأجر دارا وأخدمه خدما فشغل هذا الرجل برضا المخدوم ومحاولة قربه وترك المستخدم له ومن بيده أمره ، أفبعد هذا حمق ؟! 

3-  صبرًا آخره صحبة سيد الشاهدين
* فقد قال النبي
^ للأنصار وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا، حَتَّى تَلْقَوْنِي، عَلَى الْحَوْضِ " رواه أحمد بسند صحيح
*
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ لِأَبِيهَا: " قَدْ أَوْسَعَ اللَّهُ الرِّزْقَ فَلَوْ أَنَّكَ أَكَلْتَ طَعَامًا أَلْيَنَ مِنْ طَعَامِكَ، وَلَبِسْتَ ثَوْبًا أَلْيَنَ مِنْ ثَوْبِكَ، فَقَالَ: «سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكَ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهَا مَا كَانَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا كَانَتْ فِيهِ مِنَ الْجَهْدِ» حَتَّى أَبْكَاهَا، فَقَالَ: " قَدْ قُلْتُ لَكِ: إِنَّهُ كَانَ لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، وَإِنِّي إِنْ سَلَكْتُ غَيْرَ طَرِيقِهِمَا سُلِكَ بِي غَيْرَ طَرِيقِهِمَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي مِثْلِ عَيْشِهِمَا؛ لَعَلِّي أَنْ أُدْرِكَ مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ "[4] المنتخب من مسند عبد بن حميد ت صبحي السامرائي (ص: 38) والحاكم في مستدركه قال صحيح على شرط الشيخين
* وكان
أبو مسلم الخولانى قد علق سوطا في مسجد بيته يخوف به نفسه وكان يقول لنفسه قومى فوالله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلل منك لا منى فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه ويقول أنت أولى بالضرب من دابتى وكان يقول أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن يستأثروا به دوننا كلا والله لنزاحمهم عليه زحاما

4- معرفة أخيار الزاهدين
* فهذا رسول الله ^ ينام على حصير قد أثر في جنبه
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ، قَالَ: فَجَلَسْتُ، فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارٌ- أي كان الحائل بن الجسد الشريف وبين الحصير الإزار فقط-  ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبهِ، وَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ، نَحْوِ الصَّاعِ، وَقَرَظٍ فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ، وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ، فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟» ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَالِي لَا أَبْكِي؟ وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى، وَذَلِكَ كِسْرَى، وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، قَالَ: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ، وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟» قُلْتُ: بَلَى   متفق عليه
* قال علي ّ عنها : يا دنيا إلى تعرضت أم إلي تشوقت هيهات غرى غيرى لقد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير آه من قلة الزاد ووحشة الطريق
*
وهذا سلمان 
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْداً فَتَرَكْنَا مَا عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ يَكُونَ بُلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ . قَالَ ثُمَّ نَظَرْنَا فِيمَا تَرَكَ
إدواة وجفنة ومطهرة - فَإِذَا قِيمَةُ مَا تَرَكَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَماً أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُونَ دِرْهَماً . رواه أحمد حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين
*
سالم بن عبد الله بن عمر  رضي الله عنهم يلقاه سليمان بن عبد الملك وهو في الكعبة وقد استغرق في صلاته وتسبيحه وركن بعدها إلى جدار وقد انشغل بذكر الله فقال له سليمان: سلني حاجة أقضها لك يا أبا عمر! .. فلم يجب سالم... فكرر سليمان عليه القول .. فقال سالم: والله لأستحي أن أكون في بيت الله عز وجل ثم أسأل أحد غيره !... فانتظر سليمان حتى خرجوا من الكعبة وكرر عليه قائلا: ها نحن قد خرجنا من المسجد فسلني حاجة أقضيها لك! قال سالم: أمن حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ .. استغرب سليمان وأخذته الدهشة وقال: بل من حوائج الدنيا يا سالم! .. فنظر إليه وابتسامة عريضة على شفتيه وقال: إنني لم أطلب حوائج الدنيا ممن يملكها ، فكيف اطلبها ممن لا يملكها؟ ...

5-  الدنيا إيجار جديد                   (نهايته الموت )
* هذا كقانون الإيجار الجديد لا يمكن أن يبني صاحب الشقة فيها شيئا لأنه سيتركها بعد سنة أو خمس فما بالك بالدنيا مع أن الموت أقرب من ذلك
 * ذهب رجل الى علي بن أبي طالب ليكتب له عقد بيت ، فنظر علي الى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فكتب:
اشترى ميت من ميت بيتاً في دار المذنبين له أربعة حدود ، الحد الأول يؤدي الى الموت ، و الحد الثاني يؤدي الى القبر ، و الحد الثالث يؤدي الى الحساب ، و الحد الرابع يؤدي اما للجنة و اما للنار .
فقال الرجل لعلي:ما هذا يا علي ، جئت تكتب لي عقد بيت ، فكتبت لي عقد مقبرة ...!!  فأنشد سيدنا علّي قائلا :

النفـس تبكـي على الدنيـا و قد علمـت ..... أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها
لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها ..... الا التي كان قبل المـوت بانيـــها
فان بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه ..... و ان بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيــــها
أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها ..... و دورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها
أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة ..... حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها
فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت ..... أمست خــرابا و أفنـى المـوت أهليــها
لا تـركـنن الـى الــدنيـا و مـــا فيــها ..... فالـمــوت لاشــك يفـنيـنا و يفـنيـها
لكـل نفــس و ان كــانــت علـى وجـل ..... مــن الـمـنـية آمــال تقــويــها
الــمرء يبـسطها و الــدهر يقبضـــها ..... و النفـس تنشرهــا و المـوت يطويـها
إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة ..... الديــن أولـهــا و العــقــل ثانيـــها
و العـــلم ثـــالثـــها و الحلم رابعها ..... و الجود خامسها و الفــضل سادســــها
و البــر سـابـعهـا و الشـكـر ثامنها ..... و الصبر تاسعــهـا والليــن باقيــها
و النــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها ..... و لسـت أرشــد الا حين أعصيـــها
و اعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها ..... و الجار أحمــد و الرحمن ناشيــها
قصــورها ذهــب و المسك طيـنـتـها ..... و الزعفــران ربيــع نابــت فيـــــها
أنــــهارها لبــن محض و من عـســـل ..... و الخمر يجري رحيقــا في مجاريها
و الـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة ..... تسبــح الله جهراً في مغـــانيهـــا
مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها ..... بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا

فقال الرجل أشهدك أنه صدقة لله جل وعلا

 

 



[1] هذا الحديث موضوع لا أصل له
فهذا الحديث الموضوع لا أصل له في شيء من كتب السنة المعتمدة
بل لا ليس له ذكر حتى في الكتب المصنفة لكشف الأحاديث الموضوعة

و قال عنه الشيخ ابن عثيمين : غير صحيح
وقيل من الإسرائيليات

[2] ذكره ابن القيم في مدارج السالكين بلفظ: أوحى الله تعالى إلى موسى كن لي كما أريد، أكن لك كما تريد. ولم يعلق عليه ولم يزد على هذا، ثم ذكره في كتابه طريق الهحرتين وفيه: أن موسى في رعايته نام عن غنمه فاستيقظ فوجد الذئب واضعا عصاه على عاتقه يرعاها فعجب من ذلك، فأوحى الله إليه: يا موسى، كن لي كما أريد، أكن لك كما تريد. ولم نطلع على من ذكر هذا الحديث بأزيد من هذا، ولا من علق على صحته من عدمها، وقد ورد قريب من هذا المعنى في بعض الأحاديث القدسية، كما جاء في مسند الروياني عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، إن في التوراة لمكتوب: يا ابن آدم اتق ربك، وبر والدك، وصل رحمك؛ أمدد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى

 

[3]  حديث موضوع

[4] [التعليق - من تلخيص الذهبي] 424 - فيه انقطاع

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free