صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً، قَالَ: «آمِينَ» ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: «آمِينَ» ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: «آمِينَ» ثُمَّ، قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، فقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ» جامع الأحاديث (8/ 493)
صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 140) الطبرانى ، والحاكم ، والبيهقى عن كعب بن عجرة
هذا الحديث تناول ثلاثة أشياء رمضان وبر الوالدين ،وصلاة على النبي أو وجوب رد الصلاة على النبي إذا ذكر اسمه ولكن السؤال لماذا هذهالثلاثة بالتحديد وما العلاقة بين هذه الثلاثة حتى تذكر في حديث واحد ؟
أولا بالنسبة لرمضان :
لأن في رمضان من الفضائل ما لا يوجد في غيره ، وفيه من الأجر ما لا يوجد في غيره وهو فرصة للطائعين ، وزيكفيك أنك تعبد الله الله وأنت مرتاح من عدوك الدود فإن رسول الله قال في الحديث الذي رواه أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ » رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان ، والحاكم ، وأبو نعيم فى الحلية ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، وفى السنن الكبرى عن أبى هريرة [تعليق الشيخ الألباني] : حسن صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/ 68) , ((المشكاة)) (1960 ـ 1961).
ومن غريب الحديث :((صفدت)) : شدت بالأصفاد ، وقُيدت بالأغلال . ((مردة)) : مفردها مارد وهو المتجرد للشر .
فمن لم يغفر له في رمضان فمتى سيغفر له ؟ !!! فمن لم يغفر له في رمضان فهو مستحق للطرد والبعد عن رحمة الله
تخيل معي حبيبي في الله أنك في مبارة من المباريات وأمك خصم قوي لا يدعك أن تحرز هدفا واحد بل من الصعب جدا أن تحرز هدفا وقلت من الصعب وليس من المستحيل فالنسبة لضعاف النفوس أمثالنا يكون من الصعب ثم فجأءة أخذنا الخصم فلم يعد إلا أنت والكرة والمرمي فارغا ونطلب منك ان تحرز هدفا فارغا في 30 دقيقة فإذا لم تحرز أهدافا فإنك لا تستحق هذا الكرم من الله
ثانيا بالنسبة لبر الوالدين
فإن والديك هما سببا وجودك بعد الله فكم تعبت والدتك وهي حامل فيك وأنت في بطنها تتمنى وجودك في الدنيا حتى ولو كانت على حسابها حتى ولو ماتتت هي وكم سهرت معك وأنت مريض وكذلك أبوك كم أفني شبابه في العمل حتى يوفر لك حياة رغيدة وقد يتحمل في سبيل ذلك مشاق العمل أزو كراهته وتوبيخ صاحب العمل .... من اجل الله أولا ثم من أجلك فلا يكون مكافئتهم هي إزلالهم كالعبيد بل من العدل والإنصاف أن تبر والديك في كبرهما كما براك في صغرهما بل الآن قد نفعل لهم ونحن نتمنى موتهمت أما هما فقد كان يعملان لك وهما ينمنيان حياتك حتى ولو ماتا من اجل ذلك المهم اعلم جيدا أن والديك هما جنتك ونارك
ثالثا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
أعجبني كلام الإمام ابن القيم حين قال : أن كل خير نالته أمتُه في الدنيا والآخرة، فإنما نالته على يده وهذا كلُ إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكرِه وحمده، وأداءِ القليل من حقه صلى الله عليه وسلم أن نكثر الصلاة عليه وأنه من ذكر عنده اسم النبي صلى الله عليه وسلم وجب عليه أن يصلي عليه
ولكن ما العلاقة بين هذه الثلاثة حتى تذكر في حديث واحد؟
قلت أنا تامر : لعل أن في الثلاثة فيهم من البركات العظيمة ففي رمضان فيه من البركات التي لا تكون في غيره وكذلك من بَرَ والديه تحققت له من البركات ومن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر من ذلك سهل الله له كل عسير –فاللهم صلى على محمد صلاة تفتح بها علينا كل أبواب اليسر والتيسير وصلى على محمد صلاة تغلق بها علينا كل أبواب العسر والتعسير
كذلك
في رمضان من لم يبر والديه ويرد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فصومه ناقص فالنبي يقول في الحديث الذي يرويه أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » رواه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد
فمن أذاى والديه بالكلام والفعل وضرب والديه وشتمهما فيرمضان فلا اعتقد أن صومه صحيحا أصلا إذا من لم ينهه صومه عن الموبقات فلا حاجة لله للصوم أي أن الصوم مردود لأن الهدف الأصلى من الصوم هو التقوى قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ][البقرة : 183] كذلك من لم يرد الصلاة على النبي فإن صومه ناقص لهذا الحديث الذي بين أيدينا
فها نحن في رمضان شهر المغفرة والعتق من النيران فما هو هدفك ؟
ما هو شعارك الذي رفعته لمّا جاء رمضان ؟
لابد أن يكون لك هدف تسعى لتحقيقة في رمضان وشعار لابد أنترفعه مثل :
* لابديل عن الجنة
* لن يكون رمضان هذا العام كسابقه من الأعوام الماضية الذي كان فيه رمضان ضائعا
* لابد من أن تعتق رقبتك من الجنة هذا الشهر .................................
لأنه إذا مضى رمضان هذا العام فلا تضمن أن يعود في العام القدم أم لا كذلك إذا لم يغفر لك في رمضان فمتى سيغفر لك ؟
وتذكر أن الله عز وجل يقول لك هو أيام قال تعالى : [ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ ] [البقرة : 184] فغتنمها في العبادة قالوا هي 740 ساعة منها 140ساعة لعبادة والباقي يضيع
لكن كيف نغتنم رمضان حتى لا يضيع منّا
أولا بالمحافظة على الصلوات الخمسة في جماعة في المسجد :
فدعنا نستمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبرنا
· عن فضل الخروج للفريضة
عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّراً إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلاَةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِى عِلِّيِّينَ » رواه أبو داود وحسنه الألباني
· بل من أخلص النية لله عز وجل وهو ذاهب إلى المسجد للصلاة
عن عبد الله بن عمرو قال :عن رسول الله : ان سليمان بن داوودلما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالاً ثلاثة سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه , وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغى لاحد من بعده فأوتيه , و سأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه الا الصلاة فية أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه .
رواه النسائى وصححه الألبانى
· بل من صلهن لوقتهن كان على حقا أن يدخله الجنة
عن عبادة بن الصامت قال : أشهد ان سمعت رسول الله يقول : خمس صلوات افترضهن الله تعالى , من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن , و أتم ركوعهن و خشوعهن كان له على الله عهدٌ أن يغفر له , ومن لم يفعل فليس له على الله عهد , إن شاء غفر له وإن شاء عذبه .
أخرجه ابو داود وصححه الألبانى
· من لقى الله موحدًأ يصلى الخمس ويصوم رمضان
عن معاذ بن جبل , قال : سمعت رسول الله يقول : من لقى الله لا يشرك به شيئًا يصلى الخمس , ويصوم رمضان , غفر له , قلت : أفلا أبشرهم يا رسول الله ؟ قال : دعهم يعملوا.
أخرجه أحمد وصححه الألبانى
· كتبت له براءتان
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ سنن الترمذي ت شاكر (2 / 7):
واعلم أن الناس في ذلك على 3 أصناف مقصرون ومأدي للواجب ومحبين
فالمقصر تفوته تكبيرة الإحرام
المؤدي للواجب يدرك تكبيرة الإحرام
المحبين يدرك الأذان ومثله التابعي سعيد بن مسيب رضي الله عنه
ولكن قد تصلى ولا يقبل منك فاحذر فالنبي يقول
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تقبل له صلاة لعله يتم الركوع ولا يتم السجود ويتم السجود ولا يتم الركوع مصنف ابن أبي شيبة (235) (1/ 288) رواه أبو القاسم الأصبهاني وينظر سند قال الألباني حسن، لذلك الناس متفاوتون في الصلاة على قدر خشوعهم
1- مضيع للإطمئنان ينقر الصلاة نقرا
2- مطمئن ولكنه غير خاشع
3- مطمئن ولكن أحيانا خاشع وأحيانا غير خاشع يسرق الشيطان من صلاته
4- مطمئن خاشع في صلاته كلها
5- من أخرج قلبه من الدنيا فلا يحس بأحد إلا الله ومثال ذلك عروة بن الزبير حين قطعوا له رجله وهو يصلي
خطوات نفعلها حتى نخشع في الصلاة
1-الإستعداد والتهيئ للصلاة قبل الدخول فيها إن الذي عنده مقابلة مع ملك من ملوك الدنيا يكون على أتم استعداد ينظف نفسه وجسده ثيابه ويلبس أحسن ما عنده من ثياب ويرجل شعره أي يسرحه فكيف بك وأنت ذاهب إلى لقاء ملك الملوك سبحانه وتعالى ، بعض الناس وسامحوني يذهب ليصلي بالشورت وبعضهم بالفانلة الداخلية فهل الصلاة صحيحة نعم صحيحة ولكن هذا مناف للوقار فأنت واقف أمام الله فلا بد من أن تستعد للصلاة لذلك قال الله [يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ] [الأعراف : 31]
2- التبكير إلى الصلاة عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِى النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا ، » . أطرافه 654 ، 721 ، 2689 - تحفة 12570 - 160/1 رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد والترديد خلف المؤذن والدعاء بعد الأذان والجلوس بين الأذان والإقامة والدعاء بين الأذان والإقامة كل هذه منبهات للقلب حتى إذا ما دخل في الصلاة خشع
3-أيقن وقل لنفسك أن هذه آخر صلاة فكيف سيكون حالها بالله عليك إن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أوصى أبا أيوب فَقَالَ « إِذَا قُمْتَ فِى صَلاَتِكَ فَصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ » . تحفة 3476 رواه ابن ماجه وأحمد وقال الألباني صحيح واجتمع يوما معروف القرني كان واقفا للصلاة معه محمد بن أبي شيبة فقال معروف لمحمد تقدم للصلاة فصلي بنا فنظر إليهم محمد قال إن صليت بكم هذه الصلاة لا أصلي الصلاة التي بعدها فنظر إليه معروف وقال هداك الله وانت تأمل أنك تعيش من هذه الصلاة إلى الصلاة الآخرى والله ما صليت صلاة إلا وأنا على يقين أني لا أخرج منها فاجعلها شعارك في كل صلواتك هذه آخر صلاة
4-التفاعل مع القرآن في الصلاة والإحساس به فإذا فهمت ما تقرأ من القرآن يقينا ستخشع جوارحك وذلك من خلال أولا قراءة تفسير مبسط للآيات التي ستقرأ بها قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى :إني لأعجب بالرجل يقرأ القرآن ولا يعرف تفسيره كيف يتأثر به فإذا كنت لا تفهم ما تقرأ فكيف تستشعر حلاوة القرآن ثانيا ردد الآيات أكثر من مرة فقد روى عن رسول الله أنه قام ليلة واحدة بقوله [إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ][المائدة : 118] ، وسعيد بن جبير رضي الله عنه في رمضان كان يقوم الليل فمرعلى قوله تعالى [إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ][غافر : 71] فما زال يرددها ويبكي حتى أبكى من حوله ، وقام الحسن البصري ليلة وظل يقرأ آية واحدة وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا [النحل : 18] فلما بزغ الفجر قالوا له يا أبا علي ما قرأت في ليلتك إلا آية واحدة فقال والله ما رفعت طرفي وما خفضته إلا تذكرت نعمة من نعم الله عليّ فرددت الآية وما أخفاه الله علينا من نعمه كثير ثالثا تجميل الصوت وتحسينه في القراءة حتى ولو كان الصوت ليس بحسن نعم وحاول أن تحسن من صوتك فإن رسول الله قال واسمع هذا الحديث جيدا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ » . تحفة 1775 رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجه وأحمد والدارمي وصححه الألباني وقال أيضا عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَىْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِىٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ » . تحفة 14997 - 792/233 رواه مسلم وأبو داوود والنسائيو عن الْبَرَاءَ رضى الله عنه قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) فِى الْعِشَاءِ ، وَمَا سَمِعْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً . أطرافه 767 ، 4952 ، 7546 - تحفة 1791 رواه البخاري ومسلم وأحمد رابعا التنويع بين الآيات والسور والأذكار بعض الناس يظل طيلة حياته منذ أن خلقه الله إلا بالإخلاص والمعوذتين فأصبحت أداءا روتينيا ولكن احفظ من القرآن وصلي بما تحفظ ولو تأملت سنة رسول الله وصلاة رسول الله كان يقرأ القرآن كله في صلاته حتى في أذكاره يقرأ مرة في دعاء الإستفتاح وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ومرة سبحانك اللهم وبحمك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ومرة اللهم باعد بيني وبين خطاياي كم باعدت بين المشرق والمغرب وهكذا وفي الركوع مرة سبحان ربي العظيم ومرة سبحان ربي العظينم وبحمده ومرة سبوح قدوس وهكذا في كل المواضع
5- فهم معاني الصلاة فكل حركة في الصلاة لها معنى ولها آثر على القلب فإذا فهمت كل حركة أحسست بالصلاة فتأمل معي حين يقيم المؤذن الصلاة وأنت في الصفتذكر يوم الوقوف والعرض على الله[يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ][المطففين : 6] لذلك كان السلف ترتعد فرائصهم ويبكون لماذا لأنهم تذكروا يوم العرض [يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ][الحاقة : 18] فإذا دخلت في الصلاة وقلت الله أكبر فأعلن حقا أن الله أكبر وكبر الله وعظمه في قلابك قال لي أحد الأخوان في التراويح ما إن قلنا الله أكبر حتى بكي واحد كان يصلي جنب صاحبي فيقول فلما انهينا الصلاة قلت له لماذا بكيت إن الإمام لم يقرأ حتى الفاتحة فمما بكيت قال بكيت لأننا أصبحنا كاذبون نقول الله أكبر ولا نعظم الله في قلوبنا نقولها ولا نفعل ما يأكد هذه الحقيقة نقولها باللسان وحسب قال تعالى[ َومَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ] [الزمر : 67] الله أكبر من الدنيا ومن فيها ومن عليها ، الله أكبر من مالي وعيالي وكل شيء ، فإذا قلت فعلاً الله أكبر فاستشعر حقا أن الله أكبر ، أكبر من نفسي ، أكبر من هواي ، وأكبر من شهواتي ، وأكبر من أولادي ، وأكبر من مالي ، وأكبر من زوجتي ، وأكبر من الدنيا وما فيها فإذا ما استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاعلم أنه لا ملاذ لك ولا ملجأ لك ولا عوض لك وقوة لك على هذا الشيطان الذي يراك ولا تراه إلا الذي خلقه وسواه ألا وهو الله ، فإذا ما قرأت الفاتحةاستشعر أنك تناجي الله أنك تكلم الله وأن الله يجيب على كلامك ألم يقل رسول الله الذي يرويه ْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِى عَبْدِى وَإِذَا قَالَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى . وَإِذَا قَالَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . قَالَ مَجَّدَنِى عَبْدِى - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى - فَإِذَا قَالَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . قَالَ هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ . فَإِذَا قَالَ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ . قَالَ هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ » . قَالَ سُفْيَانُ حَدَّثَنِى بِهِ الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فِى بَيْتِهِ فَسَأَلْتُهُ أَنَا عَنْهُ . تحفة 14021 - 395/38 رواه مسلم وأبو داوود والترمذي وابن ماجه ومالك وأحمد والدارقطني والحميدي وقد روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان إذا قرأ الفاتحة يسكت في بين آياتها فقيل له لماذا ؟ فقال استشعر مناجاة ربي لي فإذا ما ركعت فاعلم أن هذا ذل وخضوع وانكسارٌ لله فإياك أن تخشع جوارحك ولا يخشع قلبك فإنك تقول سبحان ربي الله العظيم وقد كان العرب يأنفون الركوع كما قال لهم الله [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ] [المرسلات : 48] فاركع بخضوع وتذلل واعلم أن كثيرًا من الحيوانات التي خلقها الله على هذه الهيئة فاحمد الله أنه أذن لك أن ترفع من ركوعك وتكون على حالتك الطبيعية فإذا ما سجدتفأنت الأن في حضرة الله في أعظم مقام ردت الأصل إلى الفرع أو الفرع إلى الأصل وعلمت حقيقة نفسك أنك من التراب ومن الأرض وإلى الأرض ستعود واعلم أنك تناجي قيوم السموات والأرض[وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ][العلق : 19]فالسجود أجمل ما في الصلاة فإذا ما وصلت إلى التشهد لقد جل شأنك وعلت منزلتك فالأن تقول التحيات لله والصلوات والطيبات ثم سلم على سيدك رسول الله وإياك أن تسلم على رسول الله وأنت منشغل لاه ثم سلم على عباد الله الصالحين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ثم انطق كلمة التوحيد أشهد أن لا إله إلا الله محمد عبده رسول الله قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ . فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ . فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » . أطرافه 835 ، 1202 ، 6230 ، 6265 ، 6328 ، 7381 - تحفة 9245 رواه البخاري لو صليت هكذا لأدركت حلاوة الصلاة وأدركت من يقول والله إن لأصلي ولا أعلم من على يميني ولا من على يساري
ثانيا الإهتمام بالنوافل والسنن
أن كثرة الإقبال على النوافل هو الطريق السالك لتحصيل محبة الله كما ورد في الحديث الصحيح } ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ » . رواه البخاري
فالنوافل
1- تجعل الله يحبك للحديث السابق
2- تعوض ما وجد من نقص في صلاتك
3- تهيئة الدخول على الله وذلك لأن دخول المسجد وصلاة ركعتين قد تخل على الله بنسبة 10% ثم تصلى سنة قبلية فتدخل على الله 40% ثم تصلي الفريضة فتدخل على الله 70% ثم أذكار بعد الصلاة 80-90% ثم السنة البعدية 100% إن شاء الله
4- يبنى لك بيتا في الجنة وذلك بالمحافظة على 12 ركعة وهي : 2 قبل الفجر و4 قبل الظهر و2 بعدها و2 بعد المغرب و2بعد العشاء عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَلَّى فِى يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ أَرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ » . قَالَ أَبُو عِيسَى وَحَدِيثُ عَنْبَسَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ فِى هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عَنْبَسَةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ . تحفة 15862 – 415 رواه الترمذي وقال حَسَنٌ صَحِيحٌ
ثالثا أذكار بعد الصلاة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ " (1) ، ثُمَّ قَالَ: " تَمَامُ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ "إسناده صحيح على شرط مسلمرواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
رابعا الإستحضار الذهني للحواس
أصبحنا وللأسف الشديد نؤدي الصلوات بطريقة روتينية ، فأصبحت الصلاة لا تؤدي مرادها ،فاصبح الناس يصلون في المساجد ثم يخرجون يرتكبون الفواحش ،وأنا أدلك على أسهل طريقة وأحسن طريقة لللإستحضار الذهني للصلاة ،قبل أن تدخل لصلاة أغمض عينيك وجل بخاطرك بين يدي من ستقف ؟ وتأمل في وقفة يوم القيامة ثم صلي بيقين ستجد نفسك في هذه الصلاة خاشعا ،وبنفس المقياس قبل آذان المغرب بعشر دقائق أغمض عينيك وتفكر في حالك قبل آذان المغرب وبعد آذان المغرب بلحظات قبل الآذان كانت لا تأكل ولا تشرب وبعد الأذان أصبحت تأكل وتشرب لماذا لأنه جاءك الإذن من الملك فتضع في ذهنك هذه الصورة ستجد للصيام لذة آخرى
خامسا أذكار الصباح والمساء
قال تعالى : [فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ][طه: 130]
قال تعالى : [فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)][ق: 39]
سادسا 30 حجه وعمرة في رمضان ( ذكر الله حتى طلوع الشمس )
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ » . قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ » سنن الترمذي (2/ 481)
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب. وحسنه الألباني
سابعا التطهر في البيت
ِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ تَطَهَّرَ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً » . تحفة 13415 - 666/282 رواه مسلم
ثامنا ذكر الله
قال الله تعالى :[فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ][1][ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ] [2][ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ] [3][ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ][4]وقال صلى الله عليه وسلم : « مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت » [5]" وقال صلى الله عليه وسلم : « ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا بلى . قال : " ذكر الله تعالى » [6]وقال صلى الله عليه وسلم : « يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة »[7]. وعن عبد الله بن بُسْر رضي الله عنه « أن رجلا قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به .
قال : " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله »[8] وقال صلى الله عليه وسلم : « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول : الم حرف ؛ ولكن : ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف »[9]وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : " أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم ؟ " فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك . قال : " أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم ، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث ، وأربع خير له من أربع ، ومن أعدادهن من الإبل » [10]وقال صلى الله عليه وسلم : « من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ، ومن اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة » .[11]
وقال صلى الله عليه وسلم : « ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم » . [12]وقال صلى الله عليه وسلم : « ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة » .[13]
سواء ذلك كان ذلك أذكار المناسبات والحالات .. الأذكار المطلقة وتذكر هنا أن للذكر ( أكثر من مائة فائدة ) كل منها تستحق أن يبذل من أجلها الجهد وأن يفرغ من أجلها الوقت ، وأن ينفق من أجلها المال لو أمكن ويكفي أن تنصب بين عينيك هذه الفائدة الجليلة :
قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) يا إلهي ! الله يذكرك ! من أنت حتى يذكرك الله .. رب السماوات والأرض ؟ ولكنه كرمه الواسع ورحمته العظيمة .. فانتهز الفرصة ، وأقبل على الباب ، واعرف كيف تأتي البيوت من أبوابها .
منزلة الذكر:
يبيّن ابن القيّم منزلة الذّكر وأهميّته فيقول:
وهي منزلة القوم الكبرى الّتي منها يتزوّدون، وفيها يتّجرون، وإليها دائما يتردّدون.
والذّكر منشور الولاية الّذي من أعطيه اتّصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم الّذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا، وعمارة ديارهم الّتي إذا تعطّلت عنه صارت بورا، وهو سلاحهم الّذي يقاتلون به قطّاع الطّريق، وماؤهم الّذي يطفئون به التهاب الحريق، ودواء أسقامهم الّذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، والسّبب الواصل؛ والعلاقة الّتي كانت بينهم وبين علّام الغيوب.
إذا مرضنا تداوينا بذكركم ... فنترك الذّكر أحيانا فننتكس
به يستدفعون الآفات، ويستكشفون
الكربات، وتهون عليهم به المصيبات، إذا أظلّهم البلاء فإليه ملجؤهم، وإذا نزلت بهم النّوازل فإليه مفزعهم، فهو رياض جنّتهم الّتي فيها يتقلّبون .. يدع القلب الحزين ضاحكا مسرورا، ويوصّل الذّاكر إلى المذكور، بل يدع الذّاكر مذكورا.
وفي كلّ جارحة من الجوارح عبوديّة مؤقّتة.
والذّكر عبوديّة القلب واللّسان وهي غير مؤقّتة، بل هم يؤمرون بذكر معبودهم ومحبوبهم في كلّ حال قياما وقعودا، وعلى جنوبهم، فكما أنّ الجنّة قيعان، وهو غراسها فكذلك القلوب بور خراب، وهو عمارتها وأساسها.
وهو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها، وكلّما ازداد الذّاكر في ذكره استغراقا.
ازداد المذكور محبّة إلى لقائه واشتياقا، .. به يزول الوقر عن الأسماع، والبكم عن الألسن، وتنقشع الظّلمة عن الأبصار. زيّن اللّه به ألسنة الذّاكرين، كما زيّن بالنّور أبصار النّاظرين، فاللّسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصّمّاء، واليد الشّلّاء. وهو باب اللّه الأعظم المفتوح بينه وبين عبده، ما لم يغلقه العبد بغفلته
آداب الذّكر وحكمه:
قال الإمام النوويّ- رحمه اللّه تعالى-: ينبغي أن يكون الذّاكر على أكمل الصّفات، فإن كان جالسا في موضع استقبل القبلة وجلس متخشّعا متذلّلا بسكينة ووقار، مطرقا رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز، ولو كان ذلك (أي ترك الذّاكر ذلك) بغير عذر كان تاركا للأفضل، وينبغي أن يكون الموضع الّذي يذكر فيه خاليا نظيفا، ولهذا مدح الذّكر في المساجد والأماكن الشّريفة، وقد جاء عن أبي ميسرة «لا يذكر اللّه تعالى إلّا في مكان طيّب»، وينبغي للذّاكر أيضا أن يكون فمه نظيفا، فإن كان فيه تغيّر أزاله بالسّواك (ونحوه)، وإن كان فيه نجاسة أزالها بالماء، فإن ذكر ولم يفعل، فهو مكروه وليس بحرام، وهو محبوب في جميع الأحوال، إلّا في أحوال ورد الشّرع باستثنائها منها: عند الجلوس على قضاء الحاجة، وفي حالة الجماع وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب، وفي القيام في الصّلاة لأنّ عليه الاشتغال بالقراءة، وفي حالة النّعاس، ولا يكره في الطّريق، ولا في الحمّام «4». نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (5/ 1964)
تاسعا الإنفاق والجود والصدقات
فجهز مالا للإنفاق في رمضان وكما ننفق كثيرًا كثيرًا في رمضان على الطعام والشراب ننفق على الفقراء والمساكين في رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري من حديث ابن عباس وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلا أبدا حتى قال القائل عنه
تَعَوّدَ بسط الكف حتى لو أنه -------ثناها لحاجة لم تجبه أنامله
فلو لم يكن في كفه غير روحه----- لجاد بها , فليتق الله سائله
تَعَوّدَ بسط الكف أي أنه تعود على الأنفاق في كل وقت حتى لو أنه ثناها لحاجة حتى ولو مرت به ضائقىة وأراد أن يمنع نفسه من الأنفاق لم تجبه أنامله لم توافقه يده على ذلك فأنفق وهو محتاج ولو لم يملك شيئا غير روحه لأعطاها لسائله فليتق الله سائله
ففي صحيح مسلم عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ - قَالَ - فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِى عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ وقال عنه صفوان بن أميه لقد أعطاني رسول الله وأعطاني ولقد كان من أبغض الناس إلى قلبي ولقد صار يعطيني ويعطيني حتى صار أحب الخلق إلى قلبي
المهم كل يوم تخرج ولو القليل كل يوم حتى تتعلم البذل والعطاء وان أقترح ان تخرج في الصباح ربع جنيه في الصباح وربع جنيه في المساء حتى يكون أول شيء طاعة وآخر شيء طاعة عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً » . تحفة 13381 رواه البخاري ومسلم وأحمد
عاشرا الدعاء
فإن الله عز وجل عندما تكلم عن الصيام ختمها بقوله [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ][البقرة : 186] كل هذا لأن الله عز وجل يريد أن ينبه الهمم فأكثر من الدعاء وجهز أدعيتك من الأن فرب دعوة تقبل منك في رمضان تكون عز الأبد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صحيح الحاكم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "لاتعجزوا فى الدعاء فإنه لايهلك مع الدعاء أحد" وكذلك حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الملحين فى الدعاء" جامع الأحاديث (8/ 241)
الحكيم ، وابن عدى ، وأبو الشيخ فى الثواب ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، وابن عساكر ، وابن صصرى فى أماليه وحسنه عن عائشة) روي أن امرأة استوقفت موسى عليه السلام وطلبت منه أن يدعو الله لها أن تنجب بالولد، فلما ناجى موسى ربه نسي أمر المرأة فقال الذي لا يغفل ولا ينام يا موسى أد أمانتك فقال موسى إن أمتك هذا تطلب منك الولد فقال مالله يا موسى هي امرأة عقيم فكان الجواب شديد ولكن على موسى أن يخبر المرأة فلما أخبرها انصرفت المرأة وبعد أيام وشهور وسنين قابل موسى عليه السلام المرأة فوجد معها ولدًا فقال يا رب لقد أخبرتني أنها عقيم أي يا رب كيف رزقتها الولد وقد أخبرتني أنها عقيم فقال الله لقد ظلت تدعوني وتدعوني وتدعوني حتى استحيت منها حتى استحيت منها فأعطيتها سؤلها
الدعاء عند اوقات استجابة الدعاء فلكَ في هذا الشهر 90 دعوة وهي 3 أوقات
الأول : في نهار رمضان قبل المغرب بنصف ساعةعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ : وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ))[14]رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان [تعليق الشيخ الألباني] ضعيف
الثاني : عند الإفطار عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ » . قَالَ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِى))[15] . تحفة 8842 رواه ابن ماجه قال الشيخ الألباني : ضعيف
الثالث : الثلث الأخير من الليل عَن أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ » رواه مالك ، والبخارى ، ومسلم و أحمد وأبو داود
وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي
1. الثلث الأخير من الليل
2. وعند الأذان
3. وبين الأذان والإقامة
4. وأدبار الصلوات المكتوبات
5. وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة
6. وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وآخر ساعة من بعد العصر
وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وذلاله وتضرعا ورقة
1. واستقبل الداعي القبلة
2. وكان على طهارة
3. ورفع يديه إلى الله تعالى وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم
4. ثنى بالصلاة على محمد عبده صلى الله عليه وسلم ثم
5. قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم
6. دخل على الله وألح عليه في المسألة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده
7. وقدم بين يدي دعائه صدقة
فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما
1. إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة أو
2. أنها متضمنة للاسم الأعظم.
فمنها ما في السنن وفي صحيح ابن حبان من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: "اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن كفوا أحد فقال: لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب" وفي لفظ "لقد سألت الله باسمه الاعظم"
وفي السنن وصحيح ابن حبان أيضا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ثم دعا فقال: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"
وأخرج الحديثين الإمام أحمد في مسنده
وفى جامع الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إسم الله الأعظم في هاتين الآيتين:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وفاتحة آل عمران {آلم اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
الحادي عشر قراءة القرآن
انظروا إلى رفوفكم وإلى مصاحفكم المغبرة ، هذه المصاحف في البيوت قد امتلأت ترابا ، لقد حان الوقت لئن تخرج هذه المصاحف من أدراجها ، فها هو قد أقبل رمضان شهر القرآن ، ولقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا أقبل رمضان تركوا مجالس العلم والدرس تفرغوا لقراءة القرآن ، كان محمد بن شهاب الزهري لإمام أهل الحديث وأميرهم في الحديث كان إذا دخل شهر رمضان ترك قراءة الحديث وتفرغ لقراءة القرآن ، وكان محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى ناصر السنة كما ذكر عنه الربيع بن سليمان كان يختم القرآن في رمضان 30 ختمة وفي بعض روايات الربيع أنه كان يختم القرآن في نهار رمضان ختمة وفي ليلة ختمة فبذلك يختم في رمضان 60 ختمة ، وكان بعض السلف رضوان الله عليهم كما روي عن مجاهد أمام التفسير كان يختم كل ليلة ختمة بين صلاة المغرب والعشاء وكان يؤخرون العشاء إلى منتصف الليل أو آخره ، وكان البخاري رحمه الله تعالى يختم القرآن كل ليلة في رمضان ، وكان بعض السلف إذا كان في غير رمضان يختم كل 6 أيام فإذا جاء رمضان ختم كل ليلة ختمة ، وكان مالك رحمه الله تعالى إذا جاء رمضان ترك مدارسة الحديث ويقول رمضان هذا شهر القرآن لا شهر مدارسة الحديث ،فأعد سلاحك في رمضان وأعد مصحفك فهذا آوان جنى الثمار
ولكن بعض العلماء يقول يجب أن تختم في رمضان أكثر من ختمة وبعضهم يقول ليس بكثرة الختمات فإن الله يقول[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ][محمد : 24]
[أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) ] [النساء: 82]
[ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)][المؤمنون: 68]
[ كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (29) ][ ص: 29]
فنقول لك يمكنك الجمع بين القولين اختم في رمضان أكثر من ختمة واجعل لختمة تدبر وخشوع ولكن كيف اتدبر القرآن ؟
الناس عند سماع القرآن أنواع:
قال تعالى في آياته المشهودة: وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (ق/ 36- 37).
قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: النّاس ثلاثة:
الأول رجل قلبه ميّت، فذلك الّذي لا قلب له، فهذا ليست الاية ذكرى في حقّه.
الثّاني: رجل له قلب حيّ مستعد، لكنّه غير مستمع للايات المتلوّة، الّتي يخبر بها اللّه عن الايات المشهودة، إمّا لعدم ورودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرا، فهذا أيضا لا تحصل له الذّكرى، مع استعداده ووجود قلبه.
والثّالث: رجل حيّ القلب مستعدّ، تليت عليه الايات، فأصغى بسمعه، وألقى السّمع وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب، ملقي السّمع، فهذا القسم هو الّذي ينتفع بالايات المتلوّة والمشهودة.
فالأوّل: بمنزلة الأعمى الّذي لا يبصر.
والثّاني: بمنزلة البصير الطّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه.
والثّالث: بمنزلة البصير الّذي قد حدّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسّط من البعد والقرب، فهذا هو الّذي يراه.
فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصّدور.
نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (3/ 909)
خطوات لتدبر القرآن
· ومما يساعدك على التفاعل مع القرآن في الصلاة والإحساس به أن تفهم ما تقرأفإذا فهمت ما تقرأ من القرآن يقينا ستخشع جوارحك وذلك من خلال أولا قراءة تفسير مبسط للآيات التي ستقرأ بهاقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : إني لأعجب بالرجل يقرأ القرآن ولا يعرف تفسيره كيف يتأثر به فإذا كنت لا تفهم ما تقرأ فكيف تستشعر حلاوة القرآن
· ثانيا رددالآيات أكثر من مرةفقد روى عن رسول الله أنه قام ليلة واحدة بقوله [إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ][المائدة : 118] ، وسعيد بن جبير رضي الله عنه في رمضان كان يقوم الليل فمرعلى قوله تعالى [إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ][غافر : 71] فما زال يرددها ويبكي حتى أبكى من حوله ، وقام الحسن البصري ليلة وظل يقرأ آية واحدة وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا [النحل : 18] فلما بزغ الفجر قالوا له يا أبا علي ما قرأت في ليلتك إلا آية واحدة فقال والله ما رفعت طرفي وما خفضته إلا تذكرت نعمة من نعم الله عليّ فرددت الآية وما أخفاه الله علينا من نعمه كثير
· تجميل الصوت وتحسينه في القراءةحتى ولو كان الصوت ليس بحسن نعم وحاول أن تحسن من صوتك فإن رسول الله قال واسمع هذا الحديث جيدا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ » . تحفة 1775 رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجه وأحمد والدارمي وصححه الألباني وقال أيضا عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَىْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِىٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ » . رواه مسلم وأبو داوود والنسائيو عن الْبَرَاءَ رضى الله عنه قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) فِى الْعِشَاءِ ، وَمَا سَمِعْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً . رواه البخاري ومسلم وأحمد
· ومما يعين على التدبر أيضا حفظ القرآن والأذكار المتنوعة في الأركان المختلفة ليتلوها ويذكرها ليتفكّر فيها .
· ولا شك أن العمل بما فيه ـ من التدبر والتفكر والترديد والتفاعل ـ
· البكاء عند تلاوته من أعظم ما يزيد الخشوع كما قال الله تعالى : [وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ][الإسراء : 109] وفي شرح مشكل الآثار (12 / 33):عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَهِيَ فِي خِدْرِهَا، فَقَالَتْ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قُلْنَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: دَعُونَا مِنْ بَاطِلِكُمْ هَذَا، حَدِّثِينَا بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتِ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلُّ أَمْرِهِ كَانَ عَجَبًا، أَتَانِي ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَقَدْ دَخَلْتُ فِرَاشِي، فَدَخَلَ مَعِي حَتَّى لَصَقَ جِلْدَهُ بِجِلْدِي، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ ائْذَنِي لِي أَتَعَبَّدْ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ هَوَاكَ، قَالَتْ: فَقَامَ إِلَى قِرْبَةٍ فِي الْبَيْتِ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ قَرَأَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ دُمُوعَهُ بَلَغَتْ حُبْوَتَهُ، ثُمَّ جَلَسَ، فَدَعَا وَبَكَىَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ دُمُوعَهُ بَلَغَتْ حُجْزَتَهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَجَعَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ دُمُوعَهُ قَدْ بَلَغَتِ الْأَرْضَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِلَالٌ بَعْدَمَا أَذِنَ، فَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: وَمَا لِي لَا أَبْكِي، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الْآيَةَ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا، ثُمَّ لَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا، وَيْحَكَ يَا بِلَالُ أَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
· فإن لم تستطع فتباكى وليس شرطا عليك أن تبكي ولكن أقل شيء أن يستشعرها قلبك فإن لم يتحرك قلبك فاعلم أنه لا قلب لك قال الإمام الغزالي : ابحث عن قلبك في ثلاثة مواضع : عند قراءة القرآن ، وفي الصلاة ، وعند ذكر الموت فإن لم تجد لك قلبا في هذه الثلاثة فاسأل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك
· التفاعل مع الآيات وما يقرأ عليك (عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال:صلّيت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثمّ مضى، فقلت: يصلّي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثمّ افتتح النساء فقرأها، ثمّ افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسّلا ، إذا مرّ باية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ) رواه مسلم
الثاني عشر إطعام الطعام
فأكثر في رمضان من إطعام الطعام للمساكين ولا تحقر شربة تفطر بها صائما ، فإن لك في كل فطرة صائم أجر صيامه من غير أن ينقص من أجره شيء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ قَالَ « تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ » .رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ،عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ غُرَفاً تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا » . فَقَامَ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ » رواه الترمذي وصححه الألباني فأكثر في رمضان من إطعام المساكين ورب لقمة تدخل في جوف مسكين تكفيك أبد الأباد ، كان عبد الله بن عمر يصوم النهار وكان لا يفطر إلا ومعه أحد الناس وكان إذا تصدق تصدق بالسكر ثم يقول يا رب اللهم إنك تعلم أن أحب الطعام إلي هو السكر وأنت قلت في كتابك [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ][آل عمران : 92]فأنا يا رب أنفق أفضل مما أحب ، وكان السلف يأتون بالفقراء والمساكين ويقفون يروحون عليهم بالمراوح فهو صائم ويحضر مسكين مفطر فيطعمه الطعام ويقف على رأسه يروح له بالمراوح حتى يطعم في طمأنية وسلام
الثالث عشر التراويح
كثير من المسلمين مصابون بداء الكسل يسقطون من أول ليلة في رمضان ،إذا صلى خلف شيخٍ يقرأ بجزء لا يستطيع الإستمرار ،فدرب نفسك على العزيمة ،ودرب نفسك على أن تكون اقوى من نفسك ،وافعل كما كان السلف ،كان بعض السلف يقوم الليلة ب7 أجزاء جرب نفسك وانظر أين هي من ذلك ؟ هل تستطيع أن تقوم الليل بآية واحدة ترددها جرب نفسك! هل تستطيع أن تقوم ليلة واحدة وأنت ساجد بين يدي الله في محراب بيتك جرب نفسك ، أبو مسلم الخولاني كان رحمه الله يصلي حتى تتورم قدماه وكان يعلق السوط ويقول لنفسه لأزحفن بك إلى الله زحفا حتى يكون الكلل منك لا مني ثم يقول لنفسه يا نفس أيظن أصحاب محمد أنهم يظفرون برسول الله وحدهم على الحوض يوم القيامة والله لنزاحمنهم على الحوض حتى يعلموا أنهم قد أخلفوا خلفهم رجال ،فارفع من شأنك ومن عزيمتك ،وقوي من نفسك
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا، حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا فِي السَّادِسَةِ، وَقَامَ بِنَا فِي الخَامِسَةِ، حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ, ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِيَ ثَلاَثٌ مِنَ الشَّهْرِ، وَصَلَّى بِنَا فِي الثَّالِثَةِ، وَدَعَا أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا الفَلاَحَ، قُلْتُ لَهُ: وَمَا الفَلاَحُ، قَالَ: السُّحُورُ. جامع الأحاديث (10/ 81)
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(الترمذى - حسن صحيح - وابن ماجه ، وابن حبان عن أبى ذر)
الرابع عشر التهجد
قال تعالى : [أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً] [الإسراء : 78-79]
ولا تنسوا أن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل
عَن أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ » رواه مالك ، والبخارى ، ومسلم و أحمد وأبو داود
الخامس عشر الإستغفار بالأسحار
قال تعالى :[ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ][آل عمران : 17] قال تعالى :[وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ][الذاريات : 18]
عن نافع عن ابن عمر أنه كان يحي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع أسحرنا فأقول: لا فيعاود الصلاة إلى أن أقول: نعم فيقعد ويستغفر ويدعو حتى الصبح. (الحلية لأبي نعيم)
السادس عشر البعد عن التلفاز
هذا التلفاز الذي هو ماوى لكل شر أسألك بحقٍ أن تغلق التلفاز في رمضان ، نعم هناك فضائيات مسلمة كثيرة ولكن النفس أمارة بالسوء ،فإن لم تجعل وقتك يضيع في التنقل بين القنوات من غير أن تستفيد معلومة واحدة ، فتنقلك من قنوات القرآن إلى قنوات الفجور والشيطان واسألوا كل من جرب خطوات النفس ومفاسدها ، وجرب نفسك من الأن هل لو وجدت امرأة حسناء في الطريق هل ستغض بصرك في الطريق؟ أم هل ستسقط في بئر الحرمان والعصيان
السابع عشر عدم تضييع الوقت والتوبة إلى الله الرجوع إليه
التوبة من هذه الأوقات الكثيرة التي تضيع في الأحاديث التافهه ، التليفونات المحمولة وخطوط الشحن هي نعمة ولكنها تصبح نقمة فهي تأخذ من دخل البيت وتستمر بالساعات ثم ينتهي الحديث ولا تجد فائدة من الكلام ، لقد أصبح المحمول في أيد كل الناس والكثير يحمله للتباهي ،فأوقات تضيع أليست هذه ذنوب تحتاج إلى توبة ، تجد بعضهم شاردًا بذهنه تسأله فيما تفكر يقول لك لا شيء أليست هذه الأوقات الضائعة ذنوب تحتاج إلى توبة ،وسائل المواصلات التي نغفل فيها عن ذكر الله فهذا الوقت الذي ضاع أليست ذنوب تحتاج إلى توبة ، أليس من الأفضل قراءة القرآن أو ذكر الله خير من هذا الصمت
الثامن عشر هدنة من الخروج خارج البيت
أصبح من أجل متطبات البيت الرجل يظل خارج البيت بالعشرين ساعة ، فحاول قدر جهدك أن تقلل من الخروج ما استطعت واجلس مع أولادك وحاول أن تجلس مع زوجتك في رمضان فإنك في حالة إصلاح لمن حولك ولنفسك وكذلك حتى لا تجهد نفسك في الصباح فتستطيع القيام والتهجد بالليل
[1] سورة البقرة ، آية : 152 .
[2]سورة الأحزاب ، آية : 41 .
[3] سورة الأحزاب ، آية : 35 .
[4]سورة الأعراف ، آية : 205 .
[5] البخاري مع الفتح 11 / 208 ومسلم بلفظ «مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت» 1 / 539 .
[6] الترمذي 5 / 459 وابن ماجه 2 / 1245 وانظر صحيح ابن ماجه 2 / 316 وصحيح الترمذي 3 / 139 .
[7]البخاري 8 / 171 ومسلم 4 / 2061 واللفظ للبخاري .
[8] الترمذي 5 / 458 وابن ماجه 2 / 1246 وانظر صحيح الترمذي 3 / 139 وصحيح ابن ماجه 2 / 317
[9] الترمذي 5 / 175 وانظر صحيح الترمذي 3 / 9 وصحيح الجامع الصغير 5 / 340 .
[11] أبو داود 4 / 264 وغيره وانظر صحيح الجامع 5 / 342
[12] الترمذي وانظر صحيح الترمذي 3 / 140 .
[13] أبو داود 4 / 264 وأحمد 2 / 398 وانظر صحيح الجامع 5 / 176 .
[14] رواه الترمذي في الدعوات باب في العفو والعافية (3522) وقال : حديث حسن ، وابن ماجه في الصيام (1742) ، وأحمد (9366) ، ورواه ابن حبان (984) وصححه وقال الحافظ في أمالي الأذكار فيما نقله عنه ابن علان في "شرح الأذكار" (4/338) : إسناده حسن ، وقال الزين في المسند (9/298) : إسناده حسن ، وانظر الصحيحة (598)
[15] رواه ابن ماجه في الصيام باب في الصائم لا ترد دعوته (1743) ، والحاكم ، وَفِي الزَّوَائِد إِسْنَاده صَحِيح لأَنَّ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث قَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو زُرْعَة ثِقَة وَذَكَرَهُ اِبْن حِبَّانَ فِي الثِّقَات وَبَاقِي رِجَال الإِسْنَاد عَلَى شَرْط الْبُخَارِيّ