اللهم لك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن عز جاهك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك لا إله إلا أنت
في السماء ملكك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك وفي الجنة رحمتك وفي النار سطوتك وفي كل شيء حكمتك وآيتك لا إله إلا أنت
اللهم صل على من رفعت له ذكره ، وشرحت له صدره ووضعت عنه وزره
اللهم صل على حامل لواء العز في بني لؤي وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي صاحبِ الغرةِ والتحجيلِ المذكورِ في التوراةِ والإنجيل ، المعلم الجليل، المؤيد بـجبريل ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم صل على من رفع رأس البشرية وقضى على الوثنية وبعث ليدعو إلى توحيد رب البرية [هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ][الجمعة : 2]
إن البرية يوم مبعث أحمد *** نظر الإله لها فبدل حالها
قد كرم الإنسان حين اختار من *** خير البرية بدرها وهلالها
لبس المرقع وهو قائد أمة *** جبت الكنوز فكسرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نحـوه *** لا تبتغي إلا رضاه سعى لها
أحبابنا وأحباب صاحب الشريعة الغراء محمد صلى الله عليه وسلم
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ما لاحت أمارات الفلاح على من قصد بيته الحرام
الله أكبر ما سار الحجاج والعمار في البر والبحر تحرسهم عناية الملك العلام
الله أكبر على ما فارقوا أموالهم وعيالهم لينالوا الرضوان الأكبر وفازوا بأعلى مقام
الله أكبر ما خرجوا كيوم ولدتهم أمهاتهم من الذنوب والأثام
البينة على من ادعى
لأنه يوم العيد يوم التكبير والتهليل والتحميد يوم الفرح الأعظم من الله جل وعلا ومن رسوله صلى الله عليه وسلم والذي قال وصدق « لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِى دِينِنَا فُسْحَةً » رواه أحمد
هذا اليوم الذي تعود تعود ذكراه إلى الخليل ابراهيم عليه السلام يوم أن ابتلاه الله واختبره فنجح وتبعه في نجاحه قرة عينه وفلذة كبده إسماعيل قال تعالى :[ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) ][الصافات 102- 107 ] والمتأمل في الحديث الرهيب يجده يفيض بسيل من العظات والعبر ولعل أعظمها هو ما جعلته حديثا للقائي هذا وإنه شيئا أراده الله من ابراهيم
هذا الشيء الذي يتنافس فيه المتنافون إلى الله ويشخص إليه العاملون وبروح نسميه يتروح العابدون
هذا الشيء هو الحياة التي من حرمها فهو من حملة الموات والنور الذي فقده فهو فيبحر الظلمات
هذا الشيء هو الشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الوجاع والأسقام وااللذه التي من لم يشعر بها نعيشه كله هموم والآمم
هذا الشيء هو الذي قال عنه أحد السلف " مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا طيب نعيمها فيقال له وما هو فيقول محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه "
* لقد اتخذ الله ابراهيم خليلا ولعل ابراهيم ادعى محبة الله – والبينة علة من ادعى – حتى ولو كان نبيًا ادعاها فجاء الإختبار بان يذبح ابنه وقرة عينه ولك أن تتخيل مدى صعوبة ذلك أب حرم من الولد زمنا عظيما زليت المر جاء بسمه أو بطرده وإنما يذبحه فلبى أمر الله لأنه أحب إليه من ابنه
* وادعاها اسماعيل وهو صغير ولكنه تربى في أحضان الكبار هاجر وابراهيم والتي تولت رعايته كانت قد ملئت من شعر رأسها إلى أخمص قدمها يقينا بالله ولعل أذن الصغير لا تزال تذكر " إذا لا يضيعنا " وإن كانت لا تعيه
فكان لهذا الإدعاء البينة [يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ] وبعد أن يقدما بينتهما على هذا الإدعاء يحكم لهما بالبراءة [قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ]
ولم تنته بعد الإختبارات هذه المحبة لعظم حقها حتى عند آخر رمق للخليل يجيئه ملك الموت ليقبض روحه فيقول له يا ملك الموت هل رأيت خليلا يقبض روح خليله ؟ فعرج ملك الموت عليه السلام إلى ربه فقال قل له : هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله ؟ فرجع فقال اقبض روحي الساعة ابن حجر
وليت الأمر توقف عند الخليل بل ذريته كلها من الأنبياء قدموا البينات على هذه الإدعاءات
* فهذا يعقوب يقدم البينة في أن يصبر على فقد أحب أبناءه إليه وبعدها يؤمن وبدلا من أ يعود المفقود يذهب الموجود فيغيب الآخر فتكون بينة يعقوب في حب الله [ َفَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ][يوسف : 83]
* ويوسف الإبن المختطف والخادم أو الغلام في بيت العزيز يشب ويترعرع ويدعى غلى الفاحشة فيدعي عدم رغبته فيها - كما يدعى كثيرنا أن الله أحب إليه من كل شيء ومع أول اختبار يبوء بالفشل الذريع – فما تركه الله إدعاءه ولكن قال :[ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ] [يوسف : 33] ثم [ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ][يوسف : 35]
أو لم يكن الله قادرا على إنقاذه مع علمه بصدقه ولكنها التصفيه والتخلية وتقديمة البينة حتى يحكم له بالحق ولا يستطيع طاعن ان يطعن في هذا الحكم [وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ][يوسف : 56]
* وهذا محمد ضرب وأذي ليثبت البينة على إدعاءه وكم قاسى ألوان الفقر والأذى خير البشر يلقى على ظهره سلا جزور ، خير البشر يخنق حتى تكاد عيناه تخرج منه ، خير البشر يغرى به السفهاء والأطفال يضربونه الحجارة حتى تدمى قدميه ، خير البشر يخرج من أرضه طريدا بعيدا مهاجرا لا أنيس ولا جليس إلا الله
يقدم كل هذه البينات لينال الحق العظم [إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ][الأحزاب : 56] لينال الحق العظم وقت أن يقرن اسمه باسم الله العظم فلا يقال لا إله إلا الله إلا يقال محمد رسول الله
أغر عليه بالنبوة خاتم ***من الله من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه*** إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
فيا مخنث العزم أين أنت,
والطريق طريق تعب فيه آدم, وناح لأجله نوح,
ورمي في النار الخليل, وأضجع للذبح إسماعيل,
وبيع يوسف بثمن بخس, ولبث في السجن بضع سنين,
ونشر بالمنشار زكريا, وذبح السيد الحصور يحيى,
وقاسى الضر أيوب, وزاد على المقدار بكاء داود,
وسار مع الوحش عيسى, وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم
وأنت تزها أنت باللهو واللعب.؟!!!
إن هؤلاء وكلهم ادعوا محبة اللهفقدموا البينات لأن رسول الله جعل البينة على من ادعى
وما توقف المر عندهم بل الاصحاب الذين اختارهم الله ولرسوله كانوا كذلك
* مصعب بن عمير
الفتى المدلل ، أعطر أهل مكة ، أهل مكة وأثراها يسمع برسول الله فيسير إلى الله ويحق غليه ويسلم الوجه إليه وما إن تعلم بذلك أمه حتى تمنعه رمزها وتحبه وتربطه ويفك الرباط ليهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ويتغير حاله من النعومة إلى الخشونة ومن الغنى إلى الفقر ومن النعيم إلى قسوة المعيشة ولكنه مع كل ذلك ما شعر لحظة بالتغيير بل تبدى حاله أفضل مما كان لأن قلبه امتلأ حبا لله فرسول الله القائل في الحديث الصحيح ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا ورحم الله أبا الدرداء رضي الله عنه الذي قال والذي نفسي به لو أن دب الغابة طَعِم الايمان لرئي عليه حلاوة الايمان ولا ستراح قلبه لذلك يراه رسول الله وهو يلبس إهاب كبش فتدمع عيناه ويقول لقد رايت هذا الفتى بين أبويه يغذوانه بأطيب الطعام والشراب ، [ولقد رأيت عليه حلة شراها بمئتي درهم] ، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون ضعيف
* وهذا عبد لله بن عمرو بن حرام الأنصاري
يدعي محبة الله فتطلب منه البينة فيدفعها من دمه ويذهب غلى أحد وقد فاض حبا لله فيرفع طرفه إلى الله ويقول اللهم خذ من دمي هذا حتى ترضى ويصدق الله إدعاءه فيقتل ويقطع ويمثل به فيراه بعض أهله فيصرخ وينوح فيخبرهم رسول الله بانه قد حكم له بالحق فيقول لمن تبكيه ( تَبْكِيْهِ أَوْ لاَ تَبْكِيْهِ، مَا زَالَتِ المَلاَئِكَةُ تُظَلِّلُهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوْهُ ) وقد كلمه ربه كِفَاحاً كما أخبر بذلك رسول الله ابنه جابر ، فعن جابر بن عبد الله قال : نظر إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما لي أراك " منكسرا " مهتما " قلت : يا رسول الله قتل أبي وترك دينا وعيالا . فقال : ألا أخبرك ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وإنه كلم أباك كفاحا فقال : يا عبدي سلني أعطك . قال : أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية !
قال : إنه قد سبق مني أنهم لا يردون إليها ولا يرجعون . قال : يا رب أبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء " . . " آل عمران 169 " الآية أسد الغابة
* وهذا عبد الله بن جحش
يدعي محبة الله فيطلب الله منه البينة من روحه (واعلم أن المحبين لا يرضون بمحبوبيهم تقديم الهدايا والأضاحي إنما يهدون لهم الرواح وغن المحبة لا تنال إلا ببذل الروح فاستعد للبيع لله
فياتي عبد الله بن جحش يوم أحد هو وسعد بن أبي الوقاص فيقول له تعال لندعو فيبدأ سعد اللهم لقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده فأقتله فيك وآخذ سلبه . فأمن عبد الله بن جحش ثم قال عبد الله : اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم يقتلني ويأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت : يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذناك فأقول : فيك وفي رسولك . فيقول : صدقت . قال سعد : كانت دعوى عبد الله خيرا من دعوتي فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنيه معلقان في خيط أسد الغابة
هل لنا أن نرفع هذا الشعار ونعاهد الله عليه في هذا اليوم المبارك
* هل ستترك الغناء وتقول حبا فيك يا رب
* نصل الأرحام إن قطعها حبا فيك يا رب
* نعفو عن من ظلمنا حبا فيك يا رب
* نترك ما نرتكب من محرمات حبا فيك يا رب
* نترك التدخين حبا فيك يا رب
* تترك المراة تبرجها حبا فيك يا رب
* نعاهد الله على المحافظة على الصلاة حبا فيك يا رب
* نحاول أن نحافظ على ألسنتنا حبا فيك يا رب
إن الوصول غلى الله عزيز يحتاج إلى عزيمة قوية وإن محبته أسمى الأماني تحتاج إلى بينة وقد بين لك أن يحبك
* فلوما أحبك لما هداك إلى الإسلام ، قالت بحبك لي إلا ما غفرت لي ذنوبي.
فقالوا قولي بحبي لك وما أراك أنه يحبك فقالت بحبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام
أهان عليك الله وقد اصطفاك حتى على الملائكة ( أأجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كم قلت له كن فكان ) الحكم المبدئي: إسناده ضعيف ويحسن إذا توبع. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان
* أهان عليك الله وقد أنعم عليك بالرزق والصحة والعافية والستر على مخازيك ومعاصيك وسائر إجرامك
* أهان عليك الله وعلى قدر فجورك معه كريم معك وعلى قدر إساءتك له حليم عليك
* أهان عليك الله وهو الغني عنك وما تستغني عنه طرفة عين
أولا تحب القرب من مولاك
فإذا بك لو أبعدك وأقصاك تخيل لو أن مثلي وغيري كثير بعيد عن أمه وأبيه في يوم كهذا لا يشعرون بطعم العيد أبدا والأمهات أقوى إحساسا بذلك إن غاب عنها ابنها نسال الله أن يذهب عنا حزن أمهاتنا وأبائنا على غيابنا وأن يجمعنا وإياهم مع النبي في الجنة هل تتحمل ألا تجتمع مع الله وألا تأنس به إنه يوم العيد الحقيقي
إن يوما جامعا شملي يهم ذاك يوم العيد ليس لي عيد سواه
حقا فليس للمحب عيد سوى قرب محبوبه
إن أعياد المسلمين الحقيقية في الجنة هو يوم أن يزوروا ربهم فهل يمكن أن يزوره وهم محرمون
كيف يمكن أن أفرح بمعصية أو بلهو أو بلعب ولا أفرح بالله هذا دليل على كمال الغفلة فما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله
( اللهم فرحنا بك واجعل حبنا لك أولى الأشياء عندنا ولا تجعل ذلنا حجابا بيننا وبينك اللهم أزل الحجب بيننا وبين حبك واستعملنا فيما تحب وترضى
ما العمل ؟
ما زال الباب مفتوحا خصوصا في هذا اليوم المبارك
فيوم العيد يوم تغرق فيه العتق على العبيد فمن نال منها شيء فله عيد وإلا فهم مطرود بعيد
كان بعضهم ينوح على نفسه ليلة عيد ويقول
بحرمة غربتي كم ذا الصدود ... ألا تعطف علي ألا تجـــود
سرور العيد قد عم النواحي ... و حزني في ازدياد لا يبيــد
فإن كنت اقترفت خلال سوء ... فعذري في الهوى أن لا أعود
ولتعلم أن رجوعك إلى الله مما يحبه الله أوليس القائل [إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ][البقرة : 222]
فمد يدك إلى ربك في هذا اليوم بالإعتذار ، وقم على بابه بالتذلل والإنكسار وارفع قص ندمك مرفوعة على خدك بمراد الدمع الغدار وقل [رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ] [الأعراف : 23]
فمهما ابتعدت فالله قريب ومهما عصيت فالله غفور ومهما أسأت فالله رحيم على ألا يكون ذلك إصرارا منك أو جراءة على ربك أو استخفافا بمعاصيه مهما زللت عد فالعبد يوحش فيما بينه وبين سيده بالمعاصي والمخالفات ولا يدع بابه مجال لعمله إن عز العبيد في ذل مواليهم
المهم أن تعلم أن خير يوم تطلع عليه الشمس فيه يوم يتوب الله عليك قالها رسول الله لكعب بن مالك يوم أنزل الله توبته وما دام الأمر كذلك فاجعل من هذا الحديث عهدا لي ولك ألا نعصيه وأن نحافظ على طاعاته ونبتعد عن معاصيه هذا فعل المحبوبين فإن كنت بخلاف ذلك فانت وشانك
نسال اله أن يجنبنا الذلل وأن ينزع من قلوبنا فتن الشهوات والشبهات
بارك الله فيكم وشكر الله لكم وكل عام وأنتم بخير