شباب غيروا وجه العالم
وسوف يكون الحديث مكثفا في هذه العناصر التالية :
أولا شباب الثورة المصرية ثانيا الشباب في القرآن ثالثا شباب غيروا وجه العالم
رابعا كيف ربى محمد صلى الله عليه وسلم الشباب واخيرًا عقبات في طريق شبابنا
أيها الأحبة الكرام
إن الواقع العملي ليثبت لكل فرد عاقل أنه لا مخرج لأمة من الأمم إلا بسواعد شبابها ، فالشباب هم دعائم الأمم وقوامها ، عليهم تقوم الحضارات ، وبهم تأتي الثمرات ، فهم كالبناء للأجسام وكالحاء للأغصان والأشجار ، وإذا أردت أن تنظر إلى قوة أمة وإلى ضعفها فانظر إلى شبابها ، فإذا وجدت شبابا يعرف هدفه ويسعى إليه ، وإذا وجدت شبابا قوي الإرادة ، إذا وجدت شبابا مبدعا مفكرا ، فاعلم أن هذه أمة نهضة وبناء ، وإذا وجدت شبابا مايعا لا يهتم غلا بالظواهر والتفاهات ، لا يقضي أوقاته إلا على الإنترنت والكافيهات أو في الشوارع والمتنزهات ولا يهتم إلا بالشات أو على مصاحبة البنات فاعلم ان هذه أمة خائرة ضعيفة ، ولقد كان الجميع يظنون أن شباب أمتنا أصبحوا في سبات نوم ، ولكن شاءت إرادة الله أن يثبت لجميع العالمين أن شباب العالم كله وخاصة شباب المسلمين ، شباب هذه الأمة الموعودة ، ليسوا شبابا فارغا ، ولا مائعا ، ولا شبابا يهتم بتسريحة الشعر ولبس أحسن الموضات ، إنه شباب أثبت للعالم بالواقع العملي ، أنه شباب ناصح يعرف ماذا يريد ؟ ، وإذا سمعنا ما يقوله الغرب الفاسد عن شبابنا ، بأنهم شباب واع والحق ما أشاد به أعدائك فلقد قال رئيس اكبر دولة على مستوى العالم قال بارك أوباما : إننا نحتاج أن نربي أبناءنا على ما ربي عليه شباب الثورة المصرية ، بل قالت C.N.N : ما رأينا شعبا على وجه الأرض يقوم بثورة وبعد أن ينجح في ثورته يقوم بتنظيف الشوارع ، وقال رئيس الوزراء الايطالي سليفيو بليسكوني : إن ما حدث ليس غريبا على المصريين بل إن المصريون دائما هم من يصنعون التاريخ ، والحق أن العالم كله وإن شئت قلت يحاول أن يغير الأنظمة الفاسدة التي قامت على الظلم والطغيان ولكن تعالوا بنا نرى كيف تحدث القرآن عن الشباب
ثانيا الشباب في القرآن
فالشباب كما ذكرت منذ قليل هو دعائم الأمم وقوامها ، والقرآن هو دستور حياة فإذا تحدث تحدث في إطار وظيفي محددة ، إذا فتحت صفحات المصحف تجد هذا القرآن يتحدث عن الشباب فيرينا أمثلة عن شباب عاشوا في فساد وظلم وطغيان فمنهم من كاد للكافرين فحطم الأصنام ، ومنهم من وقف أما الشهوات الطاحنة كالجبل الأشم لا تزحزحه العواصف والرياح ، ومنهم من فر بدينه هاربا من الفتنة ، ومنهم من قام بمروءة لا يقوم بها إلا شباب صاعد واعد
* فابراهيم خليل الرحمن نشا في أسرة أو قل في قوم يعبدون أصنام لا تنفع ولا تضر فماذا يصنع الفتى الشاب الذي نشأ في بيئة لا أقول عاصية إنما كافرة ، قال الله عن إبرهيم في سورة الأنبياء [وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ قال علماء التفسير أي من قبل موسى وهارون وقال بعضم أي من قبل أن تنزل عليه الرسالة وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ فهو عالم بحال قومه فاخذ يجادل قومه بحق (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ كانهم آمنوا عن اتباع لا عن عقيدة سليمة فماذا صنع ابراهيم أراد أن يثبت للقوم بالدليل القاطع والبراهن الناصع على أن ما أقدموا عليه هو خطأ في العقيدة فماذا صنع خرج القوم في يوم عيد ورفض الخروج معهم وتحجج بقوله إني سقيم أي إني سقيم من أفعالكم وفهمها القوم على أن مريض لا يستطيع الخروج وبقي ابراهيم في البيت فلما وصلوا إلى مكان عيدهم أخذ فأسًا وذهب إلى الأصنام واخذ يهشمها ويحطمها حتى وصل إلى آخر صنم فوضع فيه الفأس فلما عاد القوم تعجبوا وحاروا وطأطأوا رؤوسهم وقالوا من الذي صنع هذا من الذي يستطيع أن يحطم ألهتنا فقال أحدهم لقد سمعت فتى يتحدث عن الأصنام وكأنه لا يعجبه ما نحن فيه فأحضروا هذا الفتى فاحضروه وجاء بخليل الرحمن ابراهيم الشاب فقالوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ جمعوا الجموع يريدون أن يتعرفوا على هذا الشاب الذي افسد معتقدهم فسالوه فقالوا له أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ فاراد أن يوقظ الفطرة فقال لا إن هذه الأصنام الصغيرة قد كسرت واظن أن الذي كسرها هو هذا الصنم الأكبر إذ كيف يرضى هذا الصنم الأكبر أن يعبد من حوله هذا الأصنام الأقزام قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ثم ختمت القصة بأنهم أرادوا تحريقه فحرقوه وألقوه في النار الشاهد أن هذا الفتى الشاب الذي وصل في معاندته إنما هو شاب نشأ في بيئة كافرة
* وهناك فتى آخر تحدث عنه القرآن العظيم شاب ٌ نشأ في أسرة نبوية كريمة وقدر الله عز وجل أن يباع بيع العبيد بعد أن تنعم في حب أبيه فيباع في بين رجل من أهل مصر يسمى عزيز مصر إنه يوسف الصديق يوسف الشاب الذكي الفتي الجميل الهيئة والخلقه وجد نفسه مع امرأة تكبره في السن ، وهي تفعل كل المغريات تحاول أن توقعه في حمأة الرزيلة وهو شاب في ريعان شبابه والشهوة في فترته مسيطرة فماذا يصنع ؟ المرأة متبجحة قالت له من غير حياء إنني أطلب منك الفاحشة وأنا متجهزة لك وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ وربما كان معه عذره أن يقع في الفاحشة كيف هذا ؟ فهو شاب في ريعان شبابه وقمة فتوته ، إن المراة هي التي تطلب فكفته مشقة السؤال أو الطلب ، وهو الأن غريب يعيش في غير بلده بعيدًا عن أهله وذويه إنه في غربته يفعل ما لا يفعله في وطنه ، والمرأة غلقت جميع الأبواب ، والمرأة ذات قوة ونفاذ رأي إذا لم جاء زوجها هي التي أصدرت على يوسف حكمها فقالت لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ والرجل ديوث لا يغار على عرضه فلما رأى ذلك قال ليوسف أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وقال لإمراته وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ واجتمعت كل الشهوات والمغريات على يوسف فماذا يصنع ؟ والمرأة متشرفة طالبة وهو معتصم بحبل ربه ماذا لو كنت أنت أيها الشاب مكان يوسف وانت في جامعتك ماذا تصنع حينما تحاول قتاة أن تخاطبك ماذا تفعل حينما تحاول فتاة أن تأخذ رقم هاتفك ، ماذا تفعل حينما ترى فتاة متهتكة متبرجة ، ماذا تصنع ؟ بل والأصعب أن اجتمع مع المراة نسوة من علية القوم يطلبن من يوسف أن يفعل ما تريده سيدته فماذا يصنع ؟ استعصم بالله ولاذ إلى جوار الملك ، وبات إلى من يملك السر وأخفى ومن بيده ناصية الأمور لجأ إلى من يجير ولا يجار عليه ، لجأ إلى من بيده ملكوت كل شيء ، لجأ إلى من يحول القوب ويقول للشيء كن فيكون ، قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فجاء الجواب من رب العالمين فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ المرأة تفعل كل شيء من أجل أن يقع في الرزيلة ولكن الله أراد السلامة ليوسف من هذا البلاء إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ][يوسف ]
* وهؤلاء نفر وشباب فعل كل شيء لصلاح المجتمع فلما راى أنه لا فائدة ، وأنه سيفتنون في دينهم ، خرجوا هاربين ، اجتمعوا من غير خواطر اجتمعوا في مكان في ظاهره موحش ، اجتمعوا في كهف ، وقد تركوا القصور وتركوا متاع الأرض والظلمة وخرجوا وتركوا كل هذا ابتغاء الأجر وطلبا لملك الملوك قال الله عز وجل عنهم : [أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) هؤلاء الفتية الذين كانوا أشداء في أجسامهم أشداء في معتقدهم راسخين في تفكيرهم عرفوا الحق فلم يحيدوا عنه وعرفوا طرق الفساد والضلال فأبوا أن يذهبوا إليها بكل وسيلة ولجأوا إلى الله الرحيم الرحمن أن ينشر عليهم من رحمته فماذا قال الله رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) ثم عرفوا معتقد قومهم الكافر هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) فماذا حصل ألقى الله في قلوبهم وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ والكهف مظلم لا جليس إلا الفئران والحيوانات إنه مأوى للحيوانات المفرسة المتوحشة ولكن انظر إلى قوله الله جل وعلا يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ فإذا نشر الملك على عبد رحمته كان الكهف المظلم الموحش نورا وايمانا وهدي ورحمة ، إنه الإيمان الذي إذا خالطت بشاشته القلوب عاش صاحبه في آمان ورحمة حتى وإن كان في بواطن الذل ، حتى ولو كان يعيش في كهف إنه يعيش مع الله الذي يسير الأمور ويتحكم في القلوب يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) هؤلاء شباب خرجوا غلى الله لا يريدون إلا الطريق الصحيح والصراط المستقيم فياون إلى كهف فيحرك الله الشمس فيجعل الله الشمس إذا وصلت إلى كهفهم تتحول عنهم فلا تصل إليهم حتى لا تأوذيهم حرها ، وإذا غربت مالت حتى لا تأؤذيهم بضيائها وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ فمن الذي يتحكم في الكون ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وجعلهم يتقلبون في نومهم كأنهم مستيقظون فإذا رأيتهم عجبت لحالهم وظهر الفزع في قلبك رهبة لهم وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ في فناء الكهف كأنه يحرسهم فمن بيده مقادير الأمور إنه الله ، إن شباب مصر حين خرجوا خرجوا حين ظهر الظلم وفشى قالوها دون أن يتفقوا عليها الجميع يقرون بأن الشعب هو من أسقط النظام الفاسد وبعضهم يقول إن إرادات الشعوب هي التي تفعل المعجزات ولكن خفي عليهم شيء إن بعض الإعلامين لما قال إن إرادة الشعب هي التي أسقطت النظام كان خطأ لأن الله هو من أسقط النظام ، إن الذي أسقط النظام إنما هو الله وإذا أراد الله شيئا لم يكن ليمنعه شيء .
وهذا شاب آخر خرج من أرض فرعون الذي ادعى الألوهية لنفسه فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى
إنه موسى كليم الله خرج في هذه الصحراء الشاسعة وهو لا يعرف سبيلا يسكنه فأوصله الله إلى بلدة لا سبيل لفرعون عليها ولا سلطانا قال تعالى في سورة القصص :[وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وانظر إلى مروءة الشباب المسلم سمعنا عن كثيرين من شبابنا ماتوا دفاعا عن أعراض بعض الفتيات والبنات ، وصل موسى جماعة من الناس يسقون أغنامهم فإذا بفتاتين مبتعدتان عن القوم تمنع أغنامهما عن الوصول إلى الماء فتعجب من الحادث ، الجميع يسقون ، وهاتان الفتاتان تمنعان أغنامهما ، انظر إلى أدب الشاب المسلم وصل إليهم فقال كلمتين قَالَ مَا خَطْبُكُمَا لماذا لا تسقيان كما يسقى باقي الناس ، وانظر إلى آدب الفتاتان المسلمتان قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ لأننا بنات لا ينفع أن نزاحم الرجال فتجد في المترو أماكن معدة للنساء ومع ذلك بعض النساء يزاحمن الشباب في أماكنهم لماذا ؟ لما ذهب الحياء عن بعض بناتنا ، وكأنه سأل سؤال آخر فلماذا خرجتما من بيتكما فإن المرأة الأصل فيها أن تقر في بيتها إلى لحاجة فأجابتا على سؤال من المفترض أن يسأل ما خرجنا من بيتنا أصلا إلا لأن أبانا شيخ كبير لا يستطيع ولو كان أبونا قادر لخرج هو وما خرجنا نحن لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) هل يكثر من الكلام والتعارف فيما بينهما لا قال النسفي في تفسيره غفر الله له إن موسى حمل صخرة عظيمة لا يستطيع أن يحملها خمسين رجلا فحملها فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ أعرض تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) إنها مروءة الشباب المسلم أصحاب الهمم العالية الذين لا يهتكون أعراضا ولا ينظرون نظرات تجرح الفتيات
ثالثا شباب غيروا وجه العالم
وإذا نظرت إلى جيل تربى في مدرسةٍ هذه المدرسة أخرجت جيلاً كان هذا الجيل أعظم جيل عرفته الأرض لن تجد مدرسة كمدرسة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولن تجد معلما كمحمد ولن تجد تلاميذًا كأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا الجيل الذي غير التاريخ وغير عجلة الحياة ، شباب غيروا وجه العالم تحولت الجزيرة العربية من قوم رعاة للأغنام إلى قوم يحسنون قيادة الأمم وإذ سالت أكثر من هؤلاء الذين استأمنهم رسول الله على حمل أمانة هذا الدين ، من هؤلاء الذين جعلهم رسول الله في مقدمة الجيوش ، من هؤلاء الذين جعلهم رسول الله حملة للدعوة الإسلامية ، إقرأ كل صفحات الإسلام وأول صفحة رسول الله وأصحابه واضرب لك على ذلك أمثلة
* الزبير ابن العوام حواري رسول الله صاحب المناقب الكثيرة والمناقب العظيمة ، هذا الصحابي الجليل المهيب يوم أسلم كم كان عمره كان له من العمر 17 عاما وفي بعض الروايات كان عمره 15 عاما يعني انظر إلى الشباب الأن فيم يفكرون أو يريدون من الحياة * وممن أثروا في في الإسلام طلحة بن عبيد الله هذا الصحابي العظيم الذي فدا رسول الله بنفسه يوم أحد طلحة بن عبيد الله صاحب البذل والإنفاق والعطاء الذي لقبه رسول الله بطلحة الخير أسلم وعمره ستة عشر عاما
* عبد الرحمن بن عوف أسلم وله من العمر سبعة عشر عاما
* بل إن الأرقم بن أبي الأرقم الذي له ذكريات كثيرة في حياتنا وتراثنا الأرقم الذي كان يبلغ من العمر خمسة عشر عاما هو الذي استضاف الدعوة الإسلامية في بيته عشر سنين الذي هو من بني مخزوم المدينة التي تزاحم قريش في الجاه ، الأرقم الذي كان من قومه أبو جهل ، ألم يكن يتوقع أن الخبر قد يتسرب إلى قريش ؟ فما فكر لو أن قريشا عرفت بالخبر ماذا مانت ستصنع معه لكنه الشاب الطموح الذي جاء من حتى ولو ضحى بنفسه وبماله ومات فداءا لهذا
* زيد بن ثابت كاتب الوحي كان عمره عشر سنين ، فتى في الصف الثالث أو الرابع الإبتدائي كان صاحب بنية ضعيفة وجسم ضئيل كان أعظم أمانيه ان يخرج مع رسول الله في ساحة الوبى وميدان القتال وبينما رسول الله خارج إلى المعركة إذ تعرض له ثابت وقال يا رسول الله أتأذن لي ان أجاهد معك ؟ فنظر إليه رسول الله فإذا هو صغير السن ضعيف البنية فقال له رسول الله يا زيد إن هذا مكانك ، وهنا رجع الفتى إلى أمه يبكي أمه النوار بنت مالك بن معاوية وطفلها الصغير يبكي فقالت له ما الذي يبكيك أيها الفتى ؟ فقال يا أماه لقد ردني رسول الله فقالت له لا عليك فقالت إنما عليك أن تختار ميدانًا آخر تحسن فيه وتخدم فيه دينك - ليس من الواجب أن يكون الجميع دعاية على منبر ولكن على كل واحد أن يعرف مواهبه وقدراته ليخدم الإسلام بها – قال لها كيف يا أماه قالت إنك تحسن القراءة والكتابة وتحفظ سور كثيرة من القرآن فتعال معي إلى رسول الله نعرض علي ذلك فأخذته مع قومه إلى رسول الله بعدما رجع فلما تأكد رسول الله من الخبر هذا الفتي صغير السن سيصبح المترجم الأول لمحمد صلى الله عليه وسلم فقال يا زيد إذا كنت تجيد القراءة والكتابة فإني أريدك أن تتعلم العبرانية فإني لا آمن اليهود على ما اقول لهم ماذا صنع عكف على لغة اليهود فتعلمها قال فحذقتها في نصف شهر. وكانت تأتي كتب للنبي بالسريانية فقال لي النبي قَالَ زَيْدٌ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟).
قُلْتُ: لاَ. قَالَ: (فَتَعَلَّمْهَا).فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً.
وهو في العاشرة من العمر أرجو ألا تغيب هذه عن ذهنك ، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم استأمنه على أعظم أمانة فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتبة الوحي فإذا نزل القرآن على رسول الله طلب أن يستدعى إليه زيد بن ثابت لقد انزل علي اليلة كذا وكذا فاكتب يا زيد وهو في العاشرة من عمره بل من أعجب ما قرأت
* شاب في الرابعة عشرة من عمره وصديقه في الثالثة عشرة من عمره يعني أحدهما في أولى إعدادي والآخر في الثاني الإعدادي وصل إليهم الخبر أن طاغية قريش ( أبو جهل ) يسب رسول الله ، إذا كان الكبار لا يدافعون لسب الرسول حتى يتأثر الكبار وجاء يوم بدرٍ وقام هذان الشابان الثائران لعرض رسول الله فيحكي عبد الرحمن بن عوف كما في صحيح البخاري عن معاذ بن عَفْرَاءَ ومعاذ بن عمرو بن الجموح قال بينما أن واقف في الصف في معركة بدر إذا نظرت على يميني فرأيت فتى ونظرت على يساري فرأيت فتى آخر قال فلم آمن مكانهما فلم أنشد وإذا بأحدهم يهتف في آذني يا عم، أرني أبا جهل، فقلت: يابن أخي، فما تصنع به؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك. قال: وغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس. فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال:معاذ فقطعت رجله من الساق واسئلوا أطباء البتر إذا أراد أن يبتر قدم انسان ماذا يصنع ؟ شاب أربعة عشر سنة يحمل سيفا يزيد عن 15 كيلو جرام يذهب إلى قائد جحافل الكفر أبو جهل وحوله كتيبة فيصل غليه فيقطع رجله من ساقه قال فنظر إلى عكرمة بن أبي جهل فضربني على عاتقي وَطَرَحَ يَدِي مِنْ الْعَاتِقِ أي فقطع يدي فبقي بها جلدة مِنْ خَلْفِي، فَلَمّا آذَتْنِي وَضَعْت عَلَيْهَا رِجْلِي، فَتَمَطّيْت عَلَيْهَا حَتّى قَطَعْتهَا. ثُمّ لَاقَيْت عِكْرِمَةَ وَهُوَ يَلُوذُ كُلّ مَلَاذٍ فَلَوْ كَانَتْ يَدِي مَعِي لَرَجَوْت يَوْمَئِذٍ أَنْ أُصِيبَهُ من كتاب مغازي الواقدي ثم أكمل معاذ بن عَفْرَاءَ ثم جاء عبد الله بن مسعود فقطع رأسه فابتدراه فضرباه حتى قتلاه، الشاهد ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أيكما قتله؟) فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال: (هل مسحتما سيفيكما؟) فقالا: لا. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال: (كلاكما قتله)
هؤلاء هم الشباب هم الشباب الذين تقم عليهم عز الأمة ونصرتها ، ولا تعجب حين تسمع عن شباب نصروا أمة وأو قادوا جيوشا لصد جحافل الشرك والطغيران
* صلاح الدين هو الذي أزل به الله الصليبين ودحرهم ورد كيدهم
* سيف الدين قطز هو الذي نصر الله به الإسلام ودحر به الكافرين ورد جحافل التتار التي قضت على الخلافة الإسلامية في مشق وقتلت خليفة المسلمين
* عبد الرحمن الداخل هو الذي أقام دول الإسلام في بلاد الأندلس
* النووي هو الذي رفع العلم وأعلى من شئن العلوم وهو ما يزال في ريعان شبابه
* ابن تيمية هو العالم الفذ العبقري النابغ الذي وقف يقلمه قبل سيفه امام الكافرين وأمام الطغاة المشركين
* الشافعي هو الذي نقح بأصابعه وقعد القواعد في أصول الفقه
* مالك هو الذي أعظم من شأن سنة رسول الله
إنهم الشباب إذا استمسكوا بحبل الله جعلوا لهذاه الأمة مكاناة وعز ، أما إذا عاشوا في الفساد والضلال كانت الأمة في ضعف ووهان ولكن كيف ربي رسول الله الشباب ؟
رابعا كيف ربى محمد صلى الله عليه وسلم الشباب
لَا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، عَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ كَيْفَ عَمِلَ فِيهِ راوه الترمذي صحيح فأنت يوم القيامة ستسأل عن العمر ولكنه سيسأل عن شبابه خاصا لماذا لسببين ؟
أولا : لأن الشباب يستطيعون أن يتحركوا ويتفاعلوا ويستطيعون أن يغيرون مسار التاريخ
ثانيا : لأن الشباب الفتن عليهم كثيرة والشهوات عليهم طاحنة فكان لابد ان يخصهم رسول الله بنصيحة
كيف رباهم رسول الله ليكون قادة الأمم ؟ وكيف نحتاج إلى أن نربي أبناءنا من أجل أن نعيد لأمتنا أمجادها ونصرها؟
أولا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يلقي بالمسؤليات العظيمة للشباب
لما فرغنا الشباب من طاقته وإمكانياته جعلناهم لا يفكرون إلا من توافه الأمور إن عدد الشباب الأن 60مليون من 80 مليون ، إين المشاريع التي تبحث عن فكر الشباب ؟ أين هذه المشاريع ؟ كلما حاول مشروع للشباب أن ينهض قوبل بالإمتهان أو بالحرب أو بطرده من البلاد ، وكأن القضاء على الشباب حدب خطير ، ولك أن تتخيل أن شابا في الثامنة عشرة من عمره أي في الثالث ثانوي هذا الشاب سيكون قائدًا في جيش ليس فيه أطفال صغار مثلا لا يحسنون فنون القتال ، هؤلاء الذين سيكونون تحته هم قادة شجعان وخبراء في فنون القتال إنه سيقود أبا بكروعمر وعثمان وعلي هل تعلمون من هذا القائد إنه أسامة بن زيد ولقد طعن بعض الصحابة في إمرته فقالوا كيف يولي علينا شابا وفينا أعاظم الناس والصحابة فقال رسول الله كما في حديث ابن عمر في صحيح البخاري قال لما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد قيادة الجيش سرية إلى بلاد الشام طعن بعض الناس في إمرته فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ رواه البخاري مسلم والنسائي والترمذي واحمد وابن حبان ، انظر النبي هو الذي يدافع عن قضية شاب ، أين هذا في أمتنا بل الأعجب في رأي أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما حدثت حادثة الإفك ورمي المصطفى في عرضه استشار الرسول من ؟ من الذي يثق رسول الله في تفكيرهم إنهما شابان صغيرين جاء رسول الله بعلي بن ابي طالب وأسامة بن زيد فالرسول كان يلقي بالمسؤليات على الشباب من أجل أن يحسسهم بالمسؤلية
ثانيا : كان النبي في تربيته للشياب يحترم أراءهم
لما قام الشباب بالثورة قالها هؤلاء عيال بيلعبوا قليلا ثم يعودون ، لكن محمدًا صلى الله عليه وسلم أنهم يفكرون ويحسنون التفكير فلا بد أن يكون لهم رأي ، ولابد أن يحترم رأيهم ، الأن في الوزارة منذ ثلاثين عاما أو أكثر كان أعمار الوزراء 50 عاما وفي الوزارة الأن أعمارهم فوق ال60 عاما أين من يتحدثون بلسان الشباب ؟ في حديث سهل بن سعد المشهور عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ومن السنة أن تعطي من على يمينك وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ وفي بعض الأقوال أنه ابن عباس فَقَالَ لِلْغُلَامِ: " أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ ؟ " فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا . قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ رواه أحمد وابن حبان والطبراني في الكبير إسناده صحيح انظر أَتَأْذَنُ لِي هو له رأي من أجل أن يحترم نعم بل إن النبي يستأذنه ، بل أعطاه قبل الأشياخ لما أصر على رأيه
ثالثا كان النبي يعلم أن مرحلة الشباب مرحلة خطيرة فكان دائم النصح لهم
فهو الذي قال لمعاذ بن جبل أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ " فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ . فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وقال أيضا لمعاذ بن جبل اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا رواه أحمد وقال لربيعة بن كعب الأسلمي فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ "رواه أحمد وقال لإبن عمر يَا عَبْدَ اللهِ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والطبراني وقال لعبد الله بن عمرو بن العاص يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل رواه أحمد ، والبخارى ، ومسلم ، والنسائى ، وابن ماجه
فالشباب مساكين يحتاجون إلى من ينصحهم برفق ولين وحب ، لا يحتاجون إلى من يفرض سيطرته عليهم ، أو يعرض جبروته عليهم
رابعا من تربية المصطفى للشباب كان يذكر مأثرهم وما يفعلونه من أشياء حسنة
إن فعل إبنك شيء جيدا بخلاف ما تريد ألا يجب عليك ان تشكره أمام جميع افراد الأسرة ، أم لا تهتم وتقول هذا عيل أم بخلاف ما أريد ، النبي صلى الله عليه وسلم أثني على حملة القرآن فقال خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَة والأربعة من الشباب ٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ (الترمذى - حسن صحيح – والحاكم والبخاري ، بل قال النبي عن شاب من شباب الأمة إنه أعلم الناس بالحلال والحرام إنه نشان من رسول الله لمعاذ بن جبل فذكر في الحديث قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي (1) أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهَا بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهَا لِكِتَابِ اللهِ أُبَيٌّ، وَأَعْلَمُهَا بِالْفَرَائِضِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رواه الطيالسى ، وأحمد ، والترمذى - حسن صحيح - والنسائى ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم ، وأبو نعيم فى الحلية ، والبيهقى ، والضياء عن أنس
وأخيرا كان النبي يراعي مشاعر الشباب وعواطفهم فإن كل ذي لب وعقل يعلم أن هذه المرحلة بالذات هي مرحلة عاطفة تكون فيها الحماسة وهاجة فلا بد أن تراعي مشاعرهم وأن تحترم فكرهم ورأه من حديث مالك بن الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، فَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: " ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ، وَمُرُوهُمْ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ " متفق عليه فالرسول رأى حنينهم إلى أهليهم استجاب لمشاعرهم وعواطفهم
ولكن ما هي الصعوبات التي تواجهة الشباب في زمن تموج فيه الفتن كموج البحر؟
عقبات في طريق شبابنا
أولا عدم وجود التربية الواعية
إذا كانت قد أصبحت التربية الدينية حصة مهملة عند شبابنا في المدارس ، وأصبحت الرياضيات والفرنساوي والعلوم من المواد التي تدخل في المجموع والدين ليس له أي أهمية ، والأن يربونا في التعليم على أنه ليس هناك يوم حساب ، لم يربى شبابنا على أنه عليك إلا تخاف من مدير أو غير ذلك وأن تخاف من الله ، هل هناك من يربينا على أنه هناك يوم آخر وحساب وعقاب ، هل في تربيتنا أحد يخبرنا لم نحن مخلوقين ، إنما ما يخبرونا به عيش كما تعيش الناس ، تعيش جيدا وتأكل جيدا وتشترى سيارة جيدة ........ هل أحد يخبرك أنه لاحد رقيب عليك إلا الله ، وأنت تعمل أتقن في عملك لأن الله مطلع عليك ، كن حذرا عندما يريد ابنك ان يفجر لن يفجر لأنك تراقبه ، هذا كله خطأ ، فعندما ترى ابنك يجلس اما فيلم غير جيد لا تقول له يا بني ماذا تفعل ؟ يا أحمق وتنهره إنما قل له يا بني أنا أغلقت هذا الفيلم عنك لأن ربنا هو من أمرنا بذلك فلما تكلمه عن ربنا ربنا ربنا فالذي سيردعه عن أي حرام هو ربنا فنحن محتاجين أن نربي أبنائنا على المراقبة لله ، علم ابنك أن هناك رب يراك حتى وأنت على السرير تمارس العادة السرية لا يطلع عليك أحد اعلم إن الله يراك كان الكفار على عهد رسول الله يثنون ظهور حتى لا يراهم الله حين يعصونهم فقال لهم الله [أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ][هود : 5]
ثانيا افتقاد القدوة الصالحة
كيف يقول أب لأبنه لا تشرب سجائر والسجارة لا تفارق يده ، وعامل جارك جيدا وأنت كل يوم تتشاجر معه وترمي سلة المهملات أمام بيته ، كيف يحترم التلميذ مدرس يمص دمه في الدروس الخصوصية ، كيف احترم معلم يحدثني على الأمانة وإتقان العمل وهو ينام في الحصة من أجل الدروس الخصوصية ، كيف تقل للناس ارحموا الناس وأنت متسلط علي وتعاملني بقسوة جدا وتقول علي إرهابي ، فافتقد القدوة فلم امامه من يحبه ويمشي خلفه فلما رأى الشباب أن العلماء والمشايخ انتهازيين ووصولين كما صورهم الإعلام بدأ الشباب يحب الممثلين والفنانين ولاعبي الكرة ، وممكن لاعب الكرة هذا ليس صالحا بل قد يكون كافرا ويقتدون أحيانا بالمغنين فإذا سألت من هو قدوتي ابحث وستجد وأمامك النبي مثلا والكتب كثيرة ، والفضائيات كثيرة كيف كان يتعامل سيعرف هذا إذا كنت تريد قدوة ، ولكن إذا اتخذت قدوتك رجلا فاسدا فسيفسد عليك دينك وسياخذ بيدك يوم القيامة إلى النار
ثالثا دور الإعلام الهدام
أموال طائلة تنفق على أشياء تافه ، فيلم الممثل الواحد يأخذ 8 مليون البطل والذي يليه 5 مليون تبحث تجد اتصرف 40 مليون بيجيب كام الفيلم 50 مليون وقس عل ذلك مسلسلات رمضان الممثل الفلاني يأخذ في الحلقة كام مليون طيب لم تنفق هذه الأموال من أجل ماذا لكي يعلمونا المجون والسفالة والإنحطاط والإباحية والتحلل والأن ابت تظهر أفلام الجنس المتماثل الرجال مع الرجال والنساء مع النساء ، ويا ترى لما ابنك يتفرج على فيلم يبث هذه السموم ماذا سيخرج ابنك صلاح الدين أكيد سيتعلم منهم وكثيرون من القنوات الفضائية يشتمون النبي ويدعون إلى الإلحاد ، وقنوات تبث شبهات مثلا يقول لك أحدهم هذه الآية ليس جيده وأنا لا اريد ذلك مع أنهم يكتبون في جرائد قوميه ، وبعضهم يعمل على نقطة النفاق ، وآخرون يتكلمون على اللاعبين وأخبار اللاعبين والممثلين ، فالإعلام الفاسد عمل عندنا ثقافة مضادة فمثلا يقول لك ، ولكن بفضل الله يمكنك أن تجد القنوات الدينية في كل مكان والمجلات الإسلامي منتشرة وأنت من تختار لنفسك أمامك الجيد والفاسد ماذا ستختار ؟ والإعلام الفاسد كان من أيام النبي من عهد قريش هذا كاذب هذا ساحر هذا مجنون لدرجة ان بعض القبائل صدقت ، فنحن في حاجة إلى ترشيد الإعلام
رابعا الإحباط الذي أصاب بعض فئات الشباب
لقد أصاب الإحباط بعض الشباب لقد سال أحد دكتور في الجامعة في محاضرته الشباب كل شخص نفسه في أيه ، واحد قال نفسي أكون ممثل ، أتزوج وأعيش عيشه هادئة ........قال الغريب لم يتكلم أحد عن الأمة بعد الحرب عندم أعلن الرئيس أنا لن أحارب ركنت الناس إلى الدنيا وأصبح يريد يعمل رصيد في البنوك فأصبح الناس عندم فتور وبلاده ولكن أيام النبي والصحابة وغيرهم من التابعين كان الحدث عظيم متى ترتفع رايات الإسلام ، متى تصل الراية الإسلامية إلى آخر بلاد العالم ، متى يكون المسلمين أعز أمة في الدنيا ، والأهداف الآخرة مهمة ولكن الهدف الرئيسي الأمة لذلك لما أصبحت الأهداف دنياوية ولا يستطيع أن يحقق منها شيء أصابه الإحباط والشباب لايجد عمل والإعلام يغيظ فيه يتحدث في كل فيلم عن الملايين وأصحاب الملايين ويرى أمامه حاله ويرى الرشاوي والفساد في البلاد فيحبط ولكن هناك كلمة نقول فيها إن الواقع الذي يحدث في الأمة واقع لا يصلح لك أن تحبط لأن اليأس والإحباط ليس من طبيعة الموحدين [ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)][يوسف : 87] انظر إلى ايام حروب الردة أكثر ممما حصل الأن ، قبائل الجزيرة العربية وما حولها ارتدت عن الإسلام ، أبو بكر يأس أنا ليس لي شأن بذلك قال كلا سنحاربهم ولو منعوني عناقا أو عقال بعير كان يعطونه لرسول الله لأحاربنهم عليه لما جاء الصليبين وقتلوا المسلمين 90 سنة لم يياسوا وجاء صلاح الدين وانتصر على الصليبين وعادة للأمة مكانتها ، ولما جاء التتار وقتلوا المسلمين وقتلوا الخيفة العباسي في بغداد وخلصوا عليه ولم تبقى إلا مصر فقيد الله سيف الدين قطز الذي كان يحبيه الأمل ، فالإسلام باقي والأمة باقية والخير في هذه الأمة إلى قيام الساعة لماذا ؟
لأن هذه الأمة هي الأمة الشاهدة على باقي الأمم فإذا ماتتت الأمة فكيف ستشهد على الأمم يوم القيامة ، وكذلك غن الذي يدافع عن الأمة ليست جيشوا ولا دبابات ولا طائرات إنما الذي يدافع عن الأمة إنما هو الله [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)][وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ] [وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ] واختم بهذه الآية اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ