اللعب في الإسلام
إن الإسلام حث علي اللعب إذا كان فيه راحة للنفس من التعب ولكي تعود فيه النفس بعد ذلك الى طاعة ربها ولكن طلب منا الأ تكون حياتنا وشغلنا الشاغل هو اللعب فما ذكر اللعب في القرآن الكريم الإ بسوء
قال تعالى :( [ مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ] [الأنعام : 32]
قال تعالى ( [ إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ] [محمد : 36]
قال تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ( الحديد 20 )
قال تعالى ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ] [التوبة : 65]
قال تعالى : [وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ] [العنكبوت : 64]
فهنا كان رفض نبي الله في البدايه ليس لأنه سيلعب إنما من الذئب ,
إن الإسلام لم يرفض اللعب نهائيا فهو يريح النفس ولكن كان اللعب بهدف التدريب على الجهاد فكانوا يدربون أبنائهم على الرماية والمبارزة وركوب الخيل
لهذا سمح يعقوب عليه السلام لإولاده أن يصحبوا يوسف عليه السلام معهم ليلعب بالقوس والرماية والجري حتى يستعد للجهاد قال تعالى ( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون َ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) َ )[يوسف : 12 - 13]أما أن يكون اللعب للشهرة ولتحقيق البطولات والإنتصارات ويصبح همنا الشاغل هو انتصارات فريقي وخسارة الفريق الآخر فليس هذا المقصود ولا نجد لاعبين وصفقات بملايين الجنيهات والناس يعيشون حياتهم بكد
ما يمنعه الإسلام من ألوان اللعب :
إنما يتحفظ الإسلام على بعض ألعاب تتنافى مع مقاصده وأحكامه , مثل :
( أ ) الألعاب التي تقوم على المخاطرة الشديدة دون ضرورة إليها , مثل : الملاكمة , لما فيها من شدة إيذاء النفس والغير , بلا حاجة .
( ب ) الألعاب التي تظهر فيها أجسام النساء - أي ما لا يحل رؤيته منها - أمام الرجال الأجانب , كما في حالات السباحة والجمباز ونحوها , وينبغي أن يكون لهن مسابح وملاعب خاصة , لا يدخلها الرجال .
( جـ ) الألعاب التي تقوم على السحر الحقيقي , فإنه من « السبع الموبقات » ويحرم تعليمه أو ترويجه في الناس .
( د ) الألعاب التي تقوم على الخداع والاحتيال على الناس , لأكل أموالهم بالباطل , كالذي يسميه الناس في مصر « الثلاث ورقات » !
( هـ ) الألعاب التي تعرض الحيوانات أو الطيور للإيذاء , مثل صراع الديوك أو الكباش . وقد ثبت النهى عن التحريش بين البهائم . فلا يجوز للإنسان أن يتلهى بمنظر الدماء تسيل من هذه العجماوات , ومن لا يرحم لا يرحم .
( و ) الألعاب التي تقوم على الحظ وحده , مثل لعب النرد , وهو الذي يسميه أهل مصر « الطاولة » بخلاف ما يقوم على إعمال الذهن مثل الشطرنج , فالراجح جوازه بشروط , وقد ذكرتها في « الحلال والحرام » وفصلتها في الجزء الثاني من « فتاوى معاصرة » .
( ز ) الألعاب التي يدخل فيها الميسر ( القمار ) فإنه قرين الخمر في كتاب الله , وهو رجس من عمل الشيطان .
( ح ) الألعاب التي فيها استخفاف بكرامة الإنسان , أو السخرية به , أو جعله أضحوكة أو « مسخرة » للآخرين , سواء أكان شخصا معينا أم فئة من المجتمع , كالعميان أو العرجان , أو ذوى اللون الأسود , أو أصحاب مهنة معينة . إلا في حدود ما يجيزه العرف العام ( يا آيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى آن يكونوا خيراً منهم ) الحجرات 11.
( ط ) المبالغة في اللعب , على حساب أمور أخرى , فإن اللعب من « التحسينيات » فلا ينبغي أن تطغى على الحاجيات , فكيف بالضروريات ؟ .
وكل المباحات مقيدة بعدم الإسراف , فإن الله لا يحب المسرفين , ومشروطة بألا تشغل عن واجب ديني أو دنيوي . والمطلوب من المجتمع المسلم - كما هو مطلوب من الفرد المسلم - أن يوازن بين المطالب , وأن يعطي كل ذي حق حقه .
ولهذا لا يقبل في ميزان الإسلام : أن تطغى لعبة واحدة مثل « كرة القدم » على كل الألعاب والرياضات , وما هو أهم من ذلك كله من عبادة الله , وعمارة الأرض , ورعاية حقوق الخلق حتى غدت في بعض البلاد , وبعض الأحيان , وكأنها وثن يعبد وأصبح لاعب الكرة « يباع » بمئات الآلاف , وربما بالملايين , وبعض أهل الفكر والعلم لا يكادون يجدون قوتهم , لأن موهبة القدم أهم من موهبة الرأس فالإنسان بأسفله لا بأعلاه !