tamer.page.tl
  الجنين
 

نظرات إيمان في خلق الإنسان

لعل أعظم إعجاز في الكون هو خلق الإنسان نفسه وأعظم معجزة تدل على الله هي أنت، لذا أشارت كثير من آيات القرآن العظيم إلى آيات الله في خلقك لعلك تشعر بالخالق الأعلى فوالله لولا أن شدة الظهور تولد عدم الرؤية واقتراب المسافة جداً قد يعطلها لما كفر بالله أحد ، لأجل ذلك يلفت الحق أنظارنا إلينا منذ أن كنا أجنة في بطون أمهاتنا في آيات كثيرة منها ما علمناه وأكثرها لا زلنا نجهله لكن ما نعرفه كفيل بأن نظل سجدا لله على نعمه ولا نتجرأ على معصية من معاصيه ألا ما أحمق الإنسان دليله على ربه ذلكم البنيان الذي هو صنعة الرحمن ومع علمه بذلك صادق الشيطان فعصى الرحمن واتبع فسقة بني الإنسان فيا له من أحمق حيران كلما ناداه خلقه كف عن غيك واعرف نعمة الله عليك منذ أن كنت جنينا وحتى صار لك سمع وبصر وعقل ولَّى متكبراً متغطرساً يملؤه الشنئان وصدق القائل"متي رمت طلبي فاطلبني عندك اطلبني منك تجدني قريبا ولا تطلبني من غيرك فانا أقرب إليك منه لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي "

أما آن لك أن تشعر

تدبر معي هذه الحقائق والأسرار وعش بقلبك معها فأنت هي:

1- كل إنسان يخلق من اجتماع حيوان منوي مع بويضة ، في الدفقة الواحدة من الحيوانات المنوية تحتوي على 200 مليون حيوان منوي لا يختار منها إلا واحد " قانون التصفية حتى في الحيوانات المنوية" وصدق رسول الله حين "سُئِلَ عَنْ الْعَزْلِ فَقَالَ مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ خَلْقَ شَيْءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ" أخرجه مسلم

ومع ذلك يلفت نظرك إلى أن الأمر بيده ولا يحتاج منك أكثر من الإحساس به ، إحساس به لتطلب منه وتتوجه إليه فإذا لم يقدر لك ولداً فلتعلم أنه حرمك ليعطيك وأن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك

- قال الله"لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ"

- قصة السيدة حليمة السعدية

2- مراحل تكوين الجنين "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"

- عندما تلتقي البويضة بالحيوان المنوي يتم اجتماع وانسجام بين معلومتين وراثيتين لتكوين إنسان جديد، ويتحقق اللقاء، ربما يكون تصديق الأمر صعباً إلا أنه يوجد داخل هذه الخلية جميع المعلومات العائدة للإنسان الذي لم يولد بعد، عين الطفل الذي سيولد، بشرته، لون شعره، شكل وجهه، وخصائصه الفيزيائية، جميعها مشفرة هنا، إلا أن الأمر ليس مقصوراً على مظهره الخارجي فقط، بل حدد هيكله، وأعضاءه الداخلية، وعروقه، وحتى أشكال خلايا الدم التي تدور في عروقه، وعددها، إلى التفاصيل جميعها، خصائص الإنسان في سن السابعة وحتى خصائصه في سن السبعين كل شيء توضح وكتب داخل هذه الخلايا ،تقوم الخلية بعد التلقيح بمدة قصيرة بتصرف آخر محير جداً، تنقسم وتكون خليتين حديثتين، ثم تنقسم هذه الخلايا مرة أخرى، وتصبح أربع، فقد بدأ الآن تكون إنسان جديد، ولكن لماذا تتخذ الخلية قرار الانقسام هذا؟ ولماذا تكلف نفسها عناء تكوين الإنسان؟ هذه الأسئلة ترشدنا إلى عظمة الله تعالى بالعلم الكامل، والقدرة اللامتناهية، خالق الخلية، والإنسان الموجود داخلها، والعالم الذي يوجد فيه الإنسان، والكون كله، خلقهم الله من العدم، الخلايا التي تنقسم وتتكاثر باستمرار داخل قناة فالوب، كتلة الخلايا هذه يطلق عليها منذ الآن بيضة ملقحة ، في أثناء انقسام الخلايا وتكاثرها داخل البيضة الملقحة تتحقق حادثة أخرى محيرة أيضاً، تبدأ بعض الخلايا بالتمايز عن الأخرى، في أثناء تجمع الخلايا القديمة في المركز فإن الخلايا المتمايزة تحيط بها، وبعد مدة قصيرة ستتكون مجموعة الخلايا المركزية الجديدة، أي أن المرحلة الأولى لخلق الإنسان تكونت وانتهت، وستكون المجموعة التي حولها المشيمة التي ستغذي الجنين، وتبدأ الخلايا فجأة بالتمايز، واتخاذها قرار تكون الجنين أو المشيمة يعد معجزة كبيرة في الأوساط العلمية، هناك أمر مخفي يعمل في هذه الخلايا، تصل البيضة الملقحة بعد أربعة أيام من تلقيحها إلى المكان الذي جهز وخصص لأجلها ـ أي إلى الرحم ـ ويلزم تمسكها بالرحم كيلا تسقط خارج الجسم، إلا أن البيضة الملقحة ليست إلا كتلة دائرية، مكونة من الخلايا الشبيهة ببعضها ولكن ليس لها أي نتوء يؤمن لها التعلق بمكان ما، فإذاً كيف تستطيع التمسك بجدار الرحم؟ وهذا أيضاً قد حسب حسابه، عند وصول البيضة الملقحة إلى رحم الأم يتدخل نظام آخر تفرز الخلايا الموجودة في السطح الخارجي للبيضة الملقحة أنزيمات خاصة تذيب جدار الرحم، وبذلك تتمسك البيضة الملقحة بالرحم بشدة، وتنجو من سقوطها خارج الرحم، وجود الخلايا على سطح البيضة الملقحة في المكان اللازم، وإفرازها الأنزيم اللازم، يوضح مرة أخرى كمال خلقها، بفضل هذه الخلقة الكاملة تنغرس هذه البيضة الملقحة في جدار الرحم

- " ثم جعلناه نطفة في قرار مكين"الرحم يقع في الوسط الهندسي تماما في جسم المرأة فلو أنا أخذنا خط طولي وخط عرضي لكان موقع الرحم في تقاطع الخطين

- عن أنس بن مالك لما نزل قوله تعالى: " وَلَقَد خلقنا الإنسانَ مِن سُلالة مِّن طِينِ " إلى قوله: " ثُمَ أنشأًنَاهُ خلقاً آخَرَ " فقال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت " فَتبارَكَ اللهُ أحسنُ الخالقِينَ " المؤمنون: 14 أخرجه الواحدي في أسباب النزول

- البروفيسور كيث مور Keith Moore (رئيس قسم التشريح وعلم الأجنة بجامعة تورنتو في كندا) في كتابه "تخلق الجنين البشري" The Developing Human الذي ترجم لأكثر من25 لغة يقول: "إن التعبيرات القرآنية عن مراحل تكون الجنين في الإنسان لتبلغ من الدقة والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث, وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلام الله, وأن محمداً رسول الله"

- هناك كلمات لعالم فرنسي شهير كبير تابع نمو الجنين في رحم الأم: نطفة ثم علقة ثم مضغة، وفجأة - في الوقت الذي شاء الله أن يرسل الملك فينفخ فيه الروح- تحرك هذا الجنين لما نفخت فيه الروح، فصرخ العالم الذي كان يتابع النمو ساعة بساعة وقال: (هنا الله)! توقف كل العلم البشري، من أين جاءت الحياة إلى هذا الجنين؟! لماذا تحرك؟! ما الذي حدث؟! إنها الروح: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}

- عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَقَ فِي كَفِّهِ ذَاتَ يَوْمٍ ، ثُمَّ قَالَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا : [ يقول الله تعالى : يا ابن آدم ! أنَّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت نفسك هذه وأشار إلى حلقه وفي رواية : حتى إذا بلغت التراقي قلت : أتصدق وأنى أوان التصدق؟)) أخرجه أحمد وابن حبان وغيرهما وقال الألباني حسن صحيح

3- المشيمة " في ظلمات ثلاث ظلمة الرحم، وظلمة المشيمة وظلمة البطن"

- في خلق الإنسان شيئاً يكاد لا يصدق، هو أن المرأة حينما تلد ينزل مع المولود قرصاً لحمياً يسمى عند الأطباء المشيمة ـ يسميه العوام الخلاص ـ في هذا القرص تجتمع دورة دم الأم مع دورة دم الجنين، ولدورة الأم زمرة ولدورة دم الجنين زمرة ولا يختلطان، لو أن امرأة على وجه الولادة أعطيناها دماً من زمرة غير زمرتها لماتت فوراً بانحلال الدم، يجتمع في هذا القرص ـ المشيمة ـ دم الجنين ودم الأم ولا يختلطان، بينهما غشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل، لأنه يقوم بأعمال تفوق حدّ الخيال، هذا الغشاء يأخذ من دم الأم الأوكسجين، ويأخذ السكر، والأنسولين، ويطرحه في دم الجنين، صار في دم الجنين أوكسجين، وسكر، وأنسولين، يحترق السكر بفعل الأوكسجين عن طريق الأنسولين، تنشأ طاقة، حرارة الجنين سبع وثلاثون، أما الفضلات ثاني أكسيد الكربون فيأتي الغشاء العاقل ويأخذ هذه الفضلات من دم الجنين يطرحه في دم الأم، نَفَس الأم [ زفير الأم ] جزء منه نَفَس جنينها، الآن الغشاء العاقل يأخذ من دم الأم مناعتها، جميع اللقاحات التي لقحت بها في صغرها حتى الولادة، وجميع الأمراض التي أورثتها مناعة معينة، يأخذ عوامل مناعة الأم من دم الأم ويأخذها ليطرحها في دم الجنين، الغشاء العاقل حجر صحي، لو أن الأم تناولت مواد سامة، وتسممت، المواد السامة لا تنتقل إلى الجنين عبر الغشاء العاقل، لأنه عاقل كما قال الأطباء لكنها قدرة الله وحكمته الآن الغشاء العاقل بإمكانه أن يعرف ما يحتاج الجنين من مواد غذائية، كم يحتاج إلى سكر؟ إلى دسم؟ إلى بروتين؟ إلى شحوم ثلاثية؟ إلى فيتامينات؟ إلى معادن؟ إلى أشباه معادن؟ هناك عشرة آلاف بند في التغذية، هذا الغشاء العاقل يعرف ما يحتاجه الجنين، وتتبدل هذه النسب كل ساعة، ينقل هذا الغشاء من دم الأم إلى الجنين وكأنه طبيب ماهر، بل لو ترك أمر الغشاء العاقل إلى نخبة من الأطباء لمات الجنين في ثانية واحدة، هذا خلق الله آخر شيء الأم قد تشتهي طعاماً معيناً، هذا الطعام الذي تشتهيه هو حاجة جنينها، غشاء عاقل، هي الحقيقة قدرة الله، يد الله تعمل في الخفاء:﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

- الطفل الصغير حوله غشاء ، وبعد الغشاء غشاء ، وبعد الغشاء غشاء ، ثلاثة أغشيةٍ تحيط بالصغير ، قال تعالى : ﴿ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ﴾ هذا تطابق علم الأجنة مع القرآن الكريم ، لكن الغشاء الذي يلي الجنين اسمه الغشاء الأمينوسي ، الجنين غارق في سائل اسمه السائل الأمينوسي ، هذا السائل

1- يغذي الجنين ففي هذا السائل مواد زلالية ومواد سكرية وأملاح غير عضوية

2- يمتص الصدمات ، لو أن أماً تمشي مسرعةً ، ودخل بطنها في زاوية الطاولة ، هذه الصدمة القاسية يأتي هذا السائل فيمتصها ، ويوزعها على سطح الجنين بأكمله وقد طبقت فكرته على المركبات الفضائية حيث يوضع في المركبات الفضائية جسم سائل لامتصاص الصدمات وتوزيعا على السطح الذي يليه ومثل هذا السائل موجود في الدماغ أيضا فالمخ محاط بسائل يمنع تأذي المخ من الصدمات

3- هذا السائل جهاز تكييف له حرارة ثابتة لا تزيد ولا تقل ولا تتأثر بحرارة جسم الأم أو برودته

4- يمنع من التصاق الجنين بجدار الرحم هذا الالتصاق الذي يشوه الجنين

5- يسهل حركة الجنين حيث الحركة في مائه

6- هذا السائل يسهل الولادة لأنه يعين على انزلاق الجنين وتوسيع الأماكن التي سوف يمر بها

7- حينما يسبق هذا السائل الجنين إلى خارج الرحم يطهر ويعقم المجرى لئلا يصاب الجنين بالتسمم

- مع تطور وسائل الملاحظة والمشاهدة، ووصولها إلى بطن الجسم الإنساني -وكل ذلك بإذن الله - كالتصوير والتسجيل الضوئي والصوتي، علم أن للجنين نفسية لا ينفصل فيها عن أمه تماماً، فتراه في حالات انكماش واكتئاب مرة، وحالات انشراح وانبساط أخرى، بل يبدي الانزعاج لبعض مخالفات أمه؛ كالتدخين مثلاً، عافانا الله وإياكم والمسلمين عموماً،يطلب طبيب مجرب من أم حامل في شهرها السادس -كانت تعتاد التدخين- أن تمتنع عنه لمدة أربع وعشرين ساعة، وهو يتابع الجنين بأجهزة التصوير الضوئي، فإذا به ساكن هادئ، وبينما هو كذلك، إذ قدم لها الطبيب لفافة سيجارة -عافانا الله وإياكم- وما أن وضعتها بين أصابعها، وتمَّ إشعالها إلا وأشار المقياس إلى اضطراب الجنين تبعاً لاضطراب قلب أمه فسبحان من جعله في وسط ظلمات ثلاث، يتأذى مما تتأذى منه أمه تبعاً وإن لم تشعر أمه بذلك! أمكنهم أن يروه مضطرباً حينما تقع أمه في أزمة انفعال حادة؛ كغضب وخجل، أو في تأثر جسدي كوقوع على الأرض، أو اصطدام بشيء تبعاً لتأثر أمه بذلك، ثم أمكن الأطباء أن يروه هادئاً عندما تنصت أمه لسماع ما تستريح إليه من قرآن وأناشيد وغيرها وحينما تسمع صوت أبيه، فتنصت له، رأوه كالمنصت له تبعاً لأمه، أما بعد الولادة، في أسبوعه الأول وجدوه أنه يأنس ويتبسم لصوت أبيه دون سائر الأصوات أيضاً رأوا أنه حين ترغب الأم في الحمل ثم تحمل، تجدها ترسل إليه -بإذن الله- موجاتٍ من العواطف المكثَّفة، وتغمره بفيض زاخر من الرضا والحنان، فيبادلها الشعور مبتهجاً وكأنه يشكرها على حسن لقائها ورعايتها، ويعبر عن امتنانه لها بحركات لطيفة ساحرة، لا حد لعذوبتها على قلب أمه، فسبحان الله، وتبارك الله أحسن الخالقين! وحين لا ترغب الأم في الحمل، ثم تحمل مكرهة، تقطع الصِّلة العاطفية مع الجنين، فتراه يحيا منكمشاً، ثم يبدأ يتَّجه نحو المشاكسة، ويعبر عن ذلك بركلات من قدميْه تعبر عن احتجاجه واستنكاره، ولربما يصبح سقطاً فيما بعد، وإن لم يسقط فإنه يبدو مهيأً للعناد والرفض والعدوان بعد ولادته، ويظهر ذلك في أول أيام ولادته،يذكر صاحب: سنريهم آياتنا "أن امرأة حملت مكرهة، وحاولت إسقاط الجنين ولم تستطع؛ولدت بعد ذلك، وكان المولود أنثى، ولما وُلدت رفضت أن تتناول ثدي أمها، وأصرَّت أياماً على هذا، ولكنها مع ذلك قبلت أن ترضع من مرضعة أخرى غير أمها، عندها أغمضت عيناها، وأعيدت إلى أمها معصوبة العينين، فرفضت ثديها مرة أخري وهي لم تره، فأجرى الطبيب حواراً مع أمها، تبين أن الأم لم تكن راغبة في الحمل، فحملت على كُرْه، وحاولت الاعتداء عليه بإسقاطه، فانعكس ذلك على الجنين بعد ولادته فسبحان الله رب العالمين! إنها أحاسيس ومشاعر وأفعال أمه، تنعكس عليه

طالعت أمهات هذه الحقائق فكن يَبحثْن عمَّا يريح أحاسيسهنَّ ومشاعرهنَّ أثناء الحمل لينعكس على أبنائهن، ينشدن ويسمعن آيات من كتاب الله، ولذا جاء في نفس الكتاب الماضي: أن سيدة حاملة في دمشق كانت تكثر من قراءة القرآن وسماعه قائمة وعاملة ومضطجعة، والنتيجة أنه عندما وُلِد الجنين تمكن -بفضل الله- أن يختم القرآن؛ حفظاً وتلاوة في الخامسة من عمره، فتبارك الله أحسن الخالقين!

4- الولادة " ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ"

- هناك خطرٌ كبير ينتظر الطفل الذي في بطن أمه ، سيولد الطفل من رحم الأم ماراً بعظام الحوض للأم ، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الطفل ، لأنه سيحصر رأس الطفل أثناء الولادة في هذه المناطق الضيقة وسيشكل ضغطاً على جمجمته ، ولكن تدابير خاصة جداً أعدت لحماية صحة الطفل ، عظام الجمجمة في المولود طرية بعكس جمجمة الإنسان البالغ ، هذه العظام لم تلتحم مع بعضها ، وبفضل هذا تتمطط العظام مقداراً معيناً في أثناء الولادة ، وهذا التمطط يشكل فراغاتٍ بين العظام تمنع تخريب الجمجمة ، بفضل هذا يولد الطفل ولادةً صحيحة دون تضررٍ في الجمجمة والدماغ ، وفي الأشهر القادمة تقسو جمجمة الرأس ، وتستمر حياة الطفل بشكلٍ سليم

- جلس الحسن البصري ذات يوم يعظ الناس، فجعلوا يزدحمون عليه ليقربوا منه، فأقبل عليهم، وقال: يا اخواتاه، تزدحمون عليّ لتقربوا مني؟ فكيف بكم غدا في القيامة اذا قرّبت مجالس المتقين، وأبعدت مجالس الظالمين، وقيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا؟ فيا ليت شعري: أمع المثقلين أحط، أم مع الكخفين أجوز؟ ثم بكى حتى غشي عليه، وبكى من حوله، فاقبل عليهم وناداهم، يا اخوتاه، ألا تبكون خوفا من النار؟ ألا من بكى خوفا من النار نجاه الله منها يوم يجرّ الخلائق بالسلاسل والأغلال.يا اخوتاه، ألا تبكون شوقا الى الله. ألأا وان من بكى شوقا الى الله، لم يحرم من النظر غدا الى الله اذا تجلى بالرحمة، واطّلع بالمغفرة، واشتدّ غضبه على العاصين يا اخوتاه، ألا تبكون من عطش يوم القيامة؟ يوم يحشر الخلائق وقد ذبلت شفاههم، ولم يجدوا ماء الا حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيشرب قوم، ويمنع آخرون. ألا وانّ من بكى من خوف عطش ذلك اليوم سقاه الله من عيون الفردوس قال: ثم نادى الحسن رضي الله عنه: واذلاه اذا لم يرو عطشي يوم القيامة من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ثم بكى وجعل يقول: والله لقد مررت ذات يوم بامرأة من المتعبدات، وهي تقول: الهي، قد سئمت الحياة شوقا ورجاء فيك. فقلت لها: يا هذه، أتراك على يقين من عملك؟ فقالت: حبي فيه وحرصي على لقائه بسطني. أتراه يعذبني وأنا أحب؟فبينما أنا كذلك أخاطبها، اذ مرّ بي صبيّ صغير من بعض أهلي، فأخذته في ذراعي، وضممته الى صدري، ثم قبلته. فقالت لي: أتحب هذا الصبي؟ قلت: نعم. قال: فبكت، وقالت: لو يعلم الله الخلائق ما يستقبلون غدا، ما قرّت أعينهم، ولا التذّت قلوبهم بشيء من الدنيا أبدا قال: فبينما أنا كذلك، اذ أقبل لها ولد يقال له:" ضيغم"، فقالت: يا ضيغم، أتراني أراك غدا يوم القيامة في المحشر أو يحال بيني وبينك؟ قال:فصاح الصبي صيحة ظننت أنه قد انشق قلبه، ثم خرّ مغشيّا عليه، فجعلت تبكي عليه، وبكيت لبكائها فلما أفاق من غشيته، قالت له: يا ضيغم، قال لها لبيك يا أماه. قالت: أتحب الموت؟ قال: نعم. قالت: ولم يا بنيّ؟ قال لها: لأصير الى ما هو خير منك، وهو أرحم الراحمين، الى من غذاني في ظلمة أحشائك، وأخرجني من أضيق المسالك، ولو شاء لأماتني عند الخروج من ضيق ذلك المسلك حتى تموتي أنت من شدة أوجاعك، لكنه برحمته ولطفه، سهّل ذلك عليّ وعليك. أما سمعتيه عز وجل يقول:{ نبئ عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم وأنّ عذابي هو العذاب الأليم}وجعل يبكي وينادي: أواه أواه، ان لم أنج غدا من عذاب الله، ولم يزل يبكي حتى غشي عليه، وسقط على الأرض، فدنت منه أمه، فلمسته بيدها، فاذا هو ميّت رحمه الله. فجعلت تبكي وتقول: يا ضيغماه، يا قتيلا في حبّ مولاه. ولم تزل كذلك حتى صاحت صيحة عظيمة، ووقعت في الأرض، قال: فحرّكتها، فاذا هي قد ماتت.

- الرحم قبل الولادة تقلص لطيف ، أولاً متباعد ، مسافة التباعد تنقص تدريجياً كل ساعة يوجد طلقة ، بعد ذلك كل خمسين دقيقة ، كل أربعين دقيقة ، كل ثلاثين ، كل عشرين ، و تقلص لطيف إلى أن يخرج الجنين من الرحم يتقلص الرحم تقلصاً عنيفاً شديداً فجأة كي يغلق العشرة آلاف وعاء دموي تقطعت لئلا تموت المرأة بالنزيف ، فلو انعكست التقلصات قبل وبعد لماتت الأم والجنين معاً قبل الولادة يوجد جنين تقلص لطيف لطيف لطيف إلى أن يخرج ، بعد الخروج تقلص حاد وعنيف حتى تغلق الأوعية التي تقطعت أثناء الولادة ، وكم من امرأة ماتت بالنزيف لأن التقلص الثاني كان ضعيفاً، خلال الحمل يزداد حجم الرحم 500 مرة

5- الرضاعة

- الطفل يولد ليس معه أية مهارة ، ولا خبرة ، ولا قدرة ، ولا شيء ، الدليل هو الذي : ﴿ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً ﴾إلا أن هذا الإنسان مزود بمنعكس وحيد ، لولاه ما كان إنسان على وجه الأرض ، ما هذا المنعكس ؟ منعكس المص فلمجرد أن يولد الإنسان ، ويضع فمه على حلمة ثديِّ أمه ، يحكم الإغلاق ويسحب الهواء ، لا يوجد بالأرض كلها قدرة تعلم هذا المولود لتوه طريقة مص الحليب أنا أعلم علم اليقين ، أحياناً ربنا عز و جل بكل خمسمائة ألف طفل ، يأتي طفل بلا هذا المنعكس ، يموت ، هل هناك قوة في الكون تعلمه كيف يمص ثدي أمه ؟ يا بابا ، أي بابا ؟ الآن ولد ، لا يوجد فيه وعي ، ولا إدراك ، ولا فهم ، ولا لغة ، هل في الأرض كلها جهةٌ يمكن أن تقنع هذا الطفل الذي ولد لتوه أن يمص ثدي أمه ؟ من أودع في الإنسان هذا المنعكس ؟ منعكس المص

- أول يومين لا يوجد حليب ، هناك مادة سوداء ، هذه مادة مذيبة للشحوم في الجهاز الهضمي ، لئلا تلتصق الأمعاء ببعضها ، لئلا تشوه بنيتها ، الله عز وجل أودع في الجهاز الهضمي ، والطفل في بطن أمه ، قبل أن يعمل هذا الجهاز ، وقبل أن يأكل الطعام ، مادة شحمية الآن ولد هذا الطفل ويريد أن يأكل ، أول ثمان وأربعين ساعة لا يأتيه الحليب ، تأتيه مادة مذيبة للشحوم التي وضعت في جهازه الهضمي ، لذلك الطفل في أول يومين ، خروجه أسود ، خروجه شحوم مذابة ، يد من ؟ حكمة من ؟ قدرة من ؟ علم من ؟ رحمة من؟ الآن الحليب ، من يصدق أن حليب الأم يتبدل في أثناء الرضعة الواحدة ، في بداية الرضعة الحليب نسبة الماء فيه ستون بالمئة ، في نهاية الرضعة نسبة المواد الغذائية في الحليب ستون بالمئة ، تتبدل هذه النسبة ، يأتيه الحليب بارداً قي الصيف ، و دافئاً في الشتاء ، فيه كل مقومات نموه ، بل إن الطفل الذي يرضع برضاعةٍ صناعيةٍ هذه تؤذي قلبه وأوعيته على المدى البعيد ، لأنه يوجد بحليب البقر مواد معينة ، حموضاً أمينية ، خمسة أضعاف ما تحتمله أجهزة الطفل ، أما حليب أمه مبرمجٌ برمجة رائعة ليفي بحاجة جسمه لذلك الآن أكبر شركات حليب الأطفال ، أُجبرت أن تكتب على عبواتها : لا شيء يعدل حليب الأم ، في حليب الأم مادة مضادة للالتهابات ، في حليب الأم مادة مضادة لالتصاق الجراثيم في أمعاء الطفل ، في حليب الأم مادة مضادة للإنتانات المعوية ، هناك وقاية رائعة جداً ، وتعقيم كامل ، وجاهزية عالية ، وسخونة بالشتاء وبرودة في الصيف ، و تبدل النسب في أثناء الرضعة الواحدة ، وهناك شيء يكاد لا يصدق  لذلك لم يرد في القرآن الحليب الصناعي ، قال : ﴿ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾لأنه لا شيء يعدل حليب الأم ، أو حليب أية مرضعة ، لكن الآن هناك نساء تستغني عن إرضاع أولادها حفاظاً على رشاقتها ، هل تصدق أن أحد أسباب إصابة أثداء المرأة بالورم الخبيث هو عدم إرضاع الصغير هو تمام الإرضاع لعامين لأنه يبدو أنه بحاجة إلى مواد متوافرة في حليب الأم ، لكن بعد عامين يحتاج إلى مواد أخرى ، عندنا استثناء واحد ، هو أن حليب الأم ليس فيه حديد ، أودع الله في طحال الطفل الصغير كمية حديد تكفيه لعامين ، أودع الله في طحال المولود كمية حديدٍ تكفيه لعامين ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾أُجري بحوث في اختبار الذكاء في دول العالم ، الشيء المدهش أن دولة لا يعرفها أحد اسمها دول الباسيفيك ، نالت الدرجة الأولى في الذكاء  مع أن البلاد العملاقة ، المتقدمة ، الحضارية ، كانت ترتيبها السابع عشر السبب ، الإرضاع الطبيعي ، هذه جزر ، لا تعرف امرأةٌ واحدة الإرضاع الصناعي

-  فرغ خاطرك للهم بما أمرت به ولا تشغله بما ضمن لك فان الرزق والأجل قرينان مضمونان فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه وهو الدم من طريق واحدة وهو السرة فلما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق فتح له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقا أطيب وألذ من الأول لبنا خالصا سائغا فإذا تمت مدة الرضاع وانقطعت الطريقان بالفطام فتح طرقا أربعة أكمل منها طعامان وشرابان فالطعامان من الحيوان والنبات والشرابان من المياه والألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة لكنه سبحانه فتح له إن كان سعيدا طرقا ثمانية وهى أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له وليس ذلك لغير المؤمن فأنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضي له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا ولو انصف العبد ربه وأنى له بذلك لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك فما منعه إلا ليعطيه ولا ابتلاه إلا ليعافيه ولا امتحنه إلا ليصافيه ولا أماته إلا ليحييه ولا أخرجه إلي هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه

6- في بحار إحسان الطفولة

- الجنين بالرحم لا يوجد هواء ، ولا تنفس ، يوجد رئتان مجهزتان لما بعد الولادة ، أما بالرحم لا

يوجد هواء ، الرئتان معطلتان ، فكيف تتم دورة الدم ؟ نحن عندنا دورة كبرى ،ينطلق الدم من البطين إلى كل الجسم ، وهناك دورة صغرى ، ينطلق الدم إلى الرئتين كي يتجدد ، هذه الدورة معطلة ، ما الحل ؟ هناك ثقب بين الأذينين ، اكتشفه عالم فرنسي اسمه بوتال ، هذا الثقب يختصر الطريق إلى الرئتين المعطلتين  فينتقل الدم من أذين إلى أذين ، ما دام الطفل في بطن أمه ، فإذا ولد ـ هكذا قال الأطباء ، أنا أراها يد الله ـ تأتي جلطة فتغلق هذا الثقب ، وإن لم يغلق هذا الثقب ، فهذا مرضٌ خطيرٌ جداً، ينتهي بالموت المحقق ، اسمه داء الزرق ، لأن الدم بدل أن يذهب إلى الرئة ، ليجدد نشاطه ، ويأخذ الأوكسجين ، ويطرح غاز الفحم ، يجد الطريق إلى الأذين الثاني أقرب ، فينتقل من دون تجديد ، يصير لون الطفل أزرقاً ، هناك عمليات جراحية تكلف مئات الألوف  وقد لا تنجح ، لذلك من فتح هذا الثقب ؟ ومن أغلقه ؟ يد من ؟ إنها يد الله ، لكن الله عز و جل للتعليم ، ولحكمةٍ بالغةٍ بالغة بكل ثلاثمائة ألف طفل يأتي طفل ، الثقب عنده لم يغلق ، ويموت هذا الطفل ، لحكمةٍ يريدها الله ، لكن كي ننتبه أن في هذا القلب ثقباً ، من فتحه وهو في الرحم ؟ ومن أغلقه عند الولادة ؟ إنها يد الله عز و جل!!!

- قال الله"وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)" فالطفل يولد بغير تعلم وغير إدراك كامل لما يحدث حوله من أمور ، لو تأملت هذا الأمر لوجدت حكماً لا تحصى منها ما يعود على الطفل

ومنها ما يختص بالأبوين ومن ذلك :

1- قضية التبول على نفسه ترى لو أنه أدرك ما يفعل لمات من شدة الألم النفسي وهو لا يستطيع الحراك ليفعل ذلك ولعلنا نلاحظ قدر هذا الألم عند المرضى أو كبار السن الذين لا يستطيعون الذهاب للخلاء

2- الطفل حين يولد هذا يحمله وذاك يحمله وهو بذلك فرح مسرور رغم أن طبيعة الإنسان تأنف أن يحمله أحد لكن الذي سوغه له هو الحكيم القائل " لا تعلمون شيئاً"

3- يعلمه تدريجياً فيحبو ثم يعتمد على شيء للمشي ثم يمشي ، وفي الكلام يتدرج كذلك بل وفي سائر ألوان المعرفة ومظاهرها لماذا؟ لتعلم فضل الله عليك والذي يمتد من خلق أبيك آدم " وعلم آدم الأسماء كلها " من الذي علم ؟ إنه الله " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا"

4- حتى الأبوان يستفيدان من ذلك – ضعف الإدراك – ولعل أبرز ما يتضح فيه هو الجماع فسبحان الذي له في كل شيء آية تدل على أنه الواحد

- ألا تلاحظ أن الطفل في بداية عمره ينام حوالي عشرين ساعة ثم تقل تدريجياً لماذا؟

ليرحم الأبوين فلو أنه لا ينام لكرهه أبواه حيث الرضاعة والشغل وغيره

- انظر إلى أعضاء الطفل قد كملت غير أنه ولد بلا أسنان لماذا؟

1- للاستغناء في الاغْتِذَاءِ باللَّبَن عن السِّنِّ فأَخَّرَ السِّنَّ لأنه مُسْتَغْنٍ عنه في ذلك الوقت

 2- لو خلق له السِّنَّ في أول نزوله من بطن أمه،لما استطاع أن يرضع من أمه ولا أن يَلْتَقِم ثديها

3- رحمة بالأم إذ كيف تستطيع أن ترضعه بأسنانه!!!

4- إنباتُ السِّنَّ له بعد ذلك عند الحاجة إلى طَحْن الطعام،ويبدأ ذلك بالثنيتين السفليتين في الشهر السادس ثم العلويتين ثم تتوالى حسب الحاجة إليها حتى يصل عددها إلى عشرين عندما يكون عمر الطفل سنتان ونصف ما بين أسنان قاطعة وأنياب مدببة وأضراس طاحنة وتسمى هذه الأسنان باللبنية

5- عند سن السادسة تظهر الضروس الكامنة الأولى وعددها أربعة

6- يتم بعد ذلك دفع الأسنان اللبنية بواسطة الأسنان الدائمة حتى يكتمل عددها 16 سنة وضرس في الفك العلوي ومثلها في السفلي ولعل تأخر الأسنان الدائمة سببه كثة حوادث الأطفال فمن الذي حفظ الطفل وراعى كثرة حوادثه!!!لقد صدق عليه اسم الرب لأنه ربانا في صغرنا ولولا هذه العناية من ربنا لصارت حياتنا كلها نكدة" قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ"

- أمهر طبيب أسنان هل بإمكانه قلع سن من دون الأم ؟ يقول لك بإمكاني أعطيه إبرة مخدر هل بإمكان أي طبيب أسنان يعطي الإبرة بنيرة الأسنان من دون ألم ؟ الطفل الصغير حينما يبدل أسنانه بلا ألم إطلاقاً ،هذا قلع سن من قبل الله عز وجل  مباشرة ، بلا ألم

- حب الأولاد نقص عقلي وذلك لما يلقاه الأبوان فيه – خاصة الأم – من التعب ومع ذلك تجد الشغف للإنجاب والأبوة من ناحية الأبوين ثم الحنان الغامر والحب الذي لا يوصف حتى إنه يمكن أن يضيع حبه أبويه " وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا"وعن يعلى العامري أنه قال جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فضمهما إليه وقال إن الولد مبخلة مجبنة" ابن ماجه وصححه الألباني

- ومن طريف ما يذكر أن ولداً كان بارا بأبيه وكان يبذل جهده في إرضائه وفي يوم

أعجبه ذلك البر واغتر به فقال لأبيه إني أريد أن أصنع بك من البر أضعاف ما كنت تصنع بي وأنا صغير وكان الوالد حكيما فلم يرد أن يصدمه بعدم قدرته على ذلك فقال له أريد رطلا من التفاح أحضره الابن وقال لأبيه كله وسآتيك بأضعافه قال إني أريد آن آكله في قمة هذا الجبل فأخذه الابن فلما صارا في القمة أخذ الوالد واحدة فألقى بها من أعلى الجبل ثم  قال لابنه هاتها نزل الولد مهرولا وجاء بها ، ثم كرر الأب ذلك الفعل مراراً حتى ضجر الولد وكاد أن يفتك بأبيه فقال له يا بني لا تغضب فقد كنت آتي بك في هذا المكان لتلعب بالكرة فتلقيها من قمة هذا الجبل وأنزل فآتي بها وأنا فرح مسرور كل يوم على هذا الحال وما أخذني الملل ولا أجهدني التعب حرصا على إرضائك وأنت صغير

- يقول العلماء" هناك حالة معقدة يقوم بها الدماغ مع الأم الوالدة هذه الحالة هي تركيزها مع صوت طفلها – سبحان الله – الأم المرضع تنتبه لصوت بكاء ابنها الرضيع من بين أشد الأصوات صخباً فلا يوقظها إلا صوت ابنها الرضيع قد يغلق باب ويحدث ضجيج وهي نائمة لا تستيقظ ، وتستيقظ إذا سمعت بكاء طفلها" ما الذي أيقظها ؟ إنها رحمة الله بهذا الرضيع والله أحياناً أكون أنا وزوجتي في غرفة غير التي تنام فيها طفلتنا الصغيرة "حبيبة" وفجأة أجد امرأتي هبت واقفة ثم تجري تجاه الصغيرة وتفاجئني بقولها " وجدتها على حافة السرير" إنها عناية الله بك وأنت صغير..، هذه الحالة يسميها الأطباء حالة التركيز الدائم كسائق يركب سيارته تجلس بجواره فلا تسمع شيئا في سيارته ويسمع هو صوتا غريباً فينزل ليجد عطلاً معينا فيها، هذه الظاهرة متع الله بها الأمهات رحمة بالأطفال ،فيا أيها العبد العاصي: ألك قَدْر إن فارقت صراط الله ودربه؟ { أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَه }تحتَجُّ على مولاك وقد هداك؟! وتحيد عن الطريق وقد دلَّك وأرشدك؟ بئس العبد عبد سها ولها ونسيَ المبدأ والمنتهى، بئس العبد عبد طغى وعَتَا ونسي الجبار الأعلى، السماء تستأذن ربها أن تَحْصدَه، والأرض أن تخسف به، والبحر أن يغرقه، من أنت؟ وما تكون الأرض وما عليها؟ ثق أنك سقطت من عين الله، ولو كان لك قدرٌ عند الله لعصمك من المعاصي.

يا أيها الماء المهين من الذي سوَّاك ***    ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاكا

ومن الذي غذَّاك من نَعْمَائِه          ***    ومن الكروب جميعها نجَّاكا

ومن الذي شقَّ العيون فأبصرت     ***    ومن الذي بالعقل قد حلاَّكا

ومن الذي تعصي ويغفر دائماً       ***    ومن الذي تنسى ولا ينساكا

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free