tamer.page.tl
  طول الأمل
 

طول الأمل

الإنسان في هذه الدنيا وكله أمل أن يحصل مستوى أحسن وأفضل له للأولاده من العيش مشكلتنا أننا نعيش للدنيا ولا نفكر في الآخرة لهذا سيكون كلامي عن طول الأمل وليس معنى كلامي عن طول الأمل ألا يعيش الإنسان من غير أمل أَمِلْ في الدنيا كما تريد خطط للدنيا كما تريد بشرط ألا تشغلك الدنيا عن الآخرة فلا تكون الدنيا بالنسبة لك هي الغاية  فإن جائت بعد الأخرة فبها ونعمة وإلا فلا ، قال القرطبي :إن طول الأمل المذموم هو الحرص على الدنيا والإنكباب عليها والحب لهامع الإعراض عن الآخرة قال تعالى :[ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ][البقرة : 223] ، وقال الحافظ بن حجر طول الأمل المذموم هو رجاء ما تحبه النفس من طول عمر زيادة غنى وهو قريب المعنى من التمنى وضربنا لذلك مثالا فقلنا لو أن إنسانا اشترى سلعة كهربائية سيضعها التاجر داخل كارتونة للمحافظة عليها هناك شخص أحمق يهتم بالكارتونة ويرمي السلعة من يفعل هذا - هل هو عاقل أم مجنون ؟ لما نحن إذن مجانين . نحن نُضَبط ونعتني بالكارتونة ومتمسكين بالكارتونة التي هي الدنيا والآخرة ليس في رأسنا أصلا فالشاهد أن طول الأمل متى يكون جيدًا ؟ عندما يكون استعداد للأخرة أما أن ينكبوا في الدنيا و ينشغلوا عن الآخرة لذلك تجد أن الله لما تكلم عن طول الأمل في القرآن الكريم في معرض الذم للكفار لأن الكفار معتقدين أن النهاية في الدنيا فقط يقول تعالى : [ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ] [الحجر : 3] أليس كثير من الناس عندما تذكر عنده سيرة الموت يقول لك بعد الشر عني وعن السامعين معنى هذا أنه لن يموت ثم يقول لك غَير الكلام وطيب وبعدين إلى متى؟ [ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ] [الحجر : 3] قال القرطبي: وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ أي يشغلهم عن الطاعة   قال تعالى : [أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) ] [الشعراء 205 207 ] لذلك ميمون بن مهران كان له ولد اسمه عمرو فقال لولده يا بني أجد قسوة في قلبي فهيا بنا نذهب إلى الحسن البصري لعله يعظني فقال هيا قام وأخذ والده وانطلق حتى أتى بيت الحسن ، وطرقوا الباب فقال ميمون : يا أبا سعيد ! شعرت أن في قلبي غلظة فاستلن لي، فقل لي شيئاً يرققه، فقال الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم [أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ[ [الشعراء:205-207فأغشي على ميمون ، أي: أغمي عليه، وجعل الحسن البصري يتفقد رِجله كما تتفقد رِجل الشاة المذبوحة يظن أنه قد مات، ثم تركه ودخل الدار، فأفاق ميمون وفي عودتهما قال عمرو لأبيه: يا   أبت! هذا الحسن ؟! قال: نعم. قال: ظننته أكبر من ذلك! يعني: ما الذي قاله؟ قرأ آيتين أو ثلاثاً من سورة الشعراء، أنا أحفظها، فضرب صدر ولده وقال: يا بني! لقد قرأ آية لو تدبرتها بقلبك لتصدع قلبك، ولكنه لؤم فيه، وهذه الآية لا تغادر سمعك إلا وتجرح قلبك ولكن مع من؟ الذي عنده احساس . قال تعالى : [وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلونَ ] [البقرة : 96] قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ][المنافقون : 9]قال تعالى : [قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) ][المؤمنون : 112 115 ] قال تعالى : [أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ][الحديد : 16] قال تعالى :[ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ][الزمر : 54] ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من طول الأمل ففي البخاري النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبن عمر « كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ » . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . تحفة 7386  رواه البخاري والترمذي ابن ماجه وأحمد ولماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عابر سبيل لأن عابر السبيل يمر على مدينة أو مدينتين مرورا سريعا فهو يقول لك إن الدنيا ليست دارك التي تبني من آجلها إنما هي الآخرة فعمل من أجلها ، وإذا علمت أنها آخر ليلة لك ولن تنتظر ليلة آخرى ماذا ستفعل حينها ؟ لو أغضبت أحد ستصالحه وسترد المظالم ........... ولكن المشكلة في طول الأمل قال الحسن البصري رحمه الله : المؤمن كالغريب لا يجزع من ذلها ، ولا ينافس في عزها ، له شأن وللناس شأن

فحي على جنات عدن فإنها --- منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا
سبى العدو فهل ترى --- نعود إلى أوطاننا ونسلم
.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك  رواه الحاكم وابن أبي شيبه في مصنفه

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه K على شرط البخاري ومسلم

عَنْ أَنَسٍ قَالَ خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطُوطًا فَقَالَ هَذَا الْأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الْأَقْرَبُ رواه البخاري وأحمد والدارمي

عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ ، وَالْأَمَلُ » . تحفة 1434 - 1047/115  رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد وفي روايه لأبن ابي الدنيا يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ

قَالَ عَلِيّ رضي الله عنه : إنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمَ اثْنَتَيْنِ : طُولَ الأَمَلِ ، وَاتِّبَاعَ الْهَوَى ، فَإِنَّ طُولَ الأَمَلِ يُنْسِي الآخِرَةَ ، وَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ ، وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً ، وَإِنَّ الآخِرَةَ مُقْبِلَةٌ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ ، وَلاَ حِسَابَ ، وَغَدًا حِسَابٌ ، وَلاَ عَمَلَ.رواه ابن أبي شيبه في مصنفه

قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني :مؤمل والموت يطلبه ، وغافل وليس يغفل عنه ، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض ، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني : فراق الأحبة محمد وحزبه ، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الله ولا أدري إلى الجنة يؤمر بي أو إلى النار رواه البيهقي في شعب الإيمان ، صفة الصفوة

 بالله عليكم لو سألت كل واحد منكم أقصي أمل متى؟ متى ستموت؟ أحسن واحد ممكن يقول بعد سنة هذا الذي ليس عنده أمل ، مع أن مسألة الحياة والموت هي نَفَس يدخل ونفس يخرج لذلك أنا أتعجب من بعض الناس يموتون موتة شنيعة ويقولون كلاما لا يدل على أنهم مسلمون ؟ لماذا لأنه ليس عنده يقين أنه سيموت الأن يعنى كثرة حالات الوفاة من الحوادث وفي الجرائد ...... رأيت مرة حادثة فقلت لنفسي فيما كان يفكر هذا أكيد كان يفكر قبل ان يموت ما الذي سيشتريه لزوجته وعياله لذلك كان يأمل وفي لحظة مات ، أنا وأنت هكذا المفترض أن يكون الأمل في الحظة التي أنا فيها الأن ، ولو كل واحدٍ فينا عاش الفترة التي نحن فيها لإرتحنا ، لذلك انظر إلى السلف ماذا كانوا يصنعون؟ وتأمل كيف كان استعدادهم للموت وقصر أملهم وجد الفضيل بن عياض رجلاً  فقال له : يا عبد الله كم بلغ عمرك؟ قال الرجل 60 عاما قال الفضيل : أنت منذ 60 سنة وأنت راحل إلى ربك يوشك أن تصل ففهم الرجل الجملة فقال : إن لله وإنا إليه راجعون فقال الفضيل أفهمتها فقال الرجل نعم فقال الفضيل من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤل ، ومن علم أنه مسؤل فليعد للسؤال جوابًا . هل أنتم أعددتم لله الجواب  كان بعض السلف يقول هذا : والله ما عملت عملا و لا قلت قولا إلا أعددت له الجواب بين يدي الله ( إذا سألني ر بي لم فعلت هذا؟  أكون قد جهزت لربي الجواب ) قال الرجل للفضيل فما الحيلة يرحمك الله؟ فقال الفضيل : الحيلة هينة أن تتقي الله فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي وإن لم تتق الله عز وجل  فيما بقي أخذك الله فيما مضى وفيما بقي . بقي مثلا 3 سنين في عمرك اتق الله فيهم يغفر الله لك الـ 63 سنة وإلا يؤاخذك الله بـ 63 سنة. لذلك القعقاع بن حكيم يقول عن نفسه أنا في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة والله لا أبلي في أي وقت دخل علي ّ ملك الموت . وبعضهم كما ذكر بعض السلف أن أعرابيا قال والله أنا في هذا المسجد منذ 30 سنة لا أبلي متى قبضت روحي فإذا جأني ملك الموت لا أدخر شيئا وأحفظ شيئا ولا أفعلوا معي كذا ولا لا تفعلوا معي كذا ، الشاهد هو يقصد أنا مستعد لملك الموت في أي وقت يأتي ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : إِنَّ ثَلاَثَةَ عُلَمَاءَ اجْتَمَعُوا فَقَالُوا لأَحَدِهِمْ : مَا أَمَلُكَ ؟ قَالَ : مَّا يَأْتِي عَلَيَّ شَهْرٌ إِلاَّ ظَنَنْت أَنِّي أَمُوتُ فِيهِ ، قَالُوا : إنَّ هَذَا الأَمَلَ ، فَقَالُوا لِلآخَرِ : مَا أَمَلُك ، قَالَ : مَا تَأْتِي عَلَيَّ جُمُعَةٌ إِلاَّ ظَنَنْت أَنِّي أَمُوتُ فِيهَا ، قَالُوا لِلثَّالِثِ : وَمَا أَمَلُك ؟ قَالَ : وَمَا أَمَلُ مَنْ نَفْسُهُ بِيَدِ غَيْرِهِ.رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ، معروف القرني كان واقفا للصلاة معه محمد بن أبي شيبة فقال معروف لمحمد تقدم للصلاة فصلي بنا فنظر إليه محمد قال إن صليت بكم هذه الصلاة لا أصلي الصلاة التي بعدها فنظر إليه معروف وقال هداك الله وأنت تأمل أنك تعيش من هذه الصلاة إلى الصلاة الآخرى والله ما صليت صلاة إلا وأنا على يقين أني لا أخرج منها ،قال بكر المزني : إذا أردت أن تنفعك صلاتك ، فقل لعلى لا أصلي بعدها ، كانت هناك بنت متبرجة  في أحد المستشفيات فوجدتها أخت ملتزمة فقالت أنصحها ثم جلست بجوارها وقالت إن الله أعطاك جمالا ممكن وأنتِ تنزلين الشارع ماء النار تنزل عليك الجمال يذهب في ثانية ممكن سيارة تصدمك فردت عليها هذا ليس من شأنك قالت رجعت مكاني ثم وجدت شيئا في نفسي يقول لي كلا أذهبي كلمها لله ليس من أجل نفسك فذهبت إليها أكلمها فقلت لها لو جاء إليك ملك الموت ماذا ستقولين له فقالت كش ملك  تقسم بالله دخلت على الدكتور  10 دقائق وخرجت فإذا بالناس مجتمعين فقلت ما الخبر قالوا ماتت بنت فوجدتها نفس البنت ، فتخيل الناس التي تموت وهي مقترفة لمعصية ، واحد جاؤا له في سكرات الموت وهم يقولون له قل لا إله إلا الله محمد رسول الله قال لا ولكن هاتوا لي بمصحف فأحضروا المصحف مسك المصحف وقال أشهد الحاضرون أني كافر برب هذا المصحف ، الشيخ علي طنطاوي يذكر في مذكراته أن رجل كان يقود سيارة لوري وهو في الطريق وضع نعش في الطريق فأمطرت السماء فوجد شخص في الطريق فقال له اركب فوجد الرجل المطر فدخل داخل النعش وأغلقه عليه فمر به رجل آخر فقال له اركب وبعد فترة الرجل الموجود داخل النعش أراد أن يعرف هل المطر توقف أم لا ؟ فأخرج يده يتحسس المطر فاعتقد الرجل الآخر أن الميت الذي في السيارة قد عاد إلى الحياة فقفز من السيارة فمات ، الأمر مضحك ولكنه ممكن يجري على عياله لم يكن يظن أبدا أنه سيموت في هذا التوقيت ، فاحذر أنت كل يوم ترى فلان معنا اليوم وتسأل عنه غدا فإذا هو قد مات . وفي الختام جاء رجل إلى الإمام سفيان الثوري يقول له أوصني فقال : يا بني كن وصي نفسك أي لما نحن ننتظر أولادناهم من يخرجون لنا الصدقات بعد مماتنا والأموال معاك مخزنة في البنوك ، ابنك هذا قد يخرج لك الصدقات وقد لا يخرجها فلم تنتظر أحد  أن ينفعك إنفع أنت نفسك فدائما كن وصي نفسك أي شيء تريد أن يعمل لك أعمله لنفسك لأنه يقينًا لا أحد يحبك كما أنك تحب نفسك .

خطره

1-سبب هلاك الأمم

قال صلى الله عليه وسلم :صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاكها بالبخل والأمل رواه أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط والألباني في صحيح الجامع

2-حبل من حبال الشيطان

قال بعض الحكماء :الأمل سلطان الشيطان على قلوب العاملين

3- من علامات الشقاء

قال محمد بن واسع : أربعة من الشقاء : طول الأمل ، وقسوة القلب ، وجمود العين ، والبخل

قال الفضيل رحمه الله :إن من الشقاء طول الأمل ، وإن من النعيم قصر الأمل

يا ذا المؤمل آمالا وإن بعدت --- منه يزعم أن يخطي بأقصاها
أنى تفوز بما ترجو ويك --- وما أصبحت في ثقة من نيل أدناها
4-
يولد الكسل على الطاعة:

يؤخر العشاء إلى آخر الليل ثم يؤخرها إلى قبل الفجر وهكذا ..........سأصلي بعد شروق الشمس ، وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ » . أطرافه 4707 ، 6367 ، 6371 - تحفة 873  رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأحمد

5-التسويف في التوبة :

قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] [الحشر : 18] قال ابن الجوزي :كل من يتلمح العواقب ، ولا يستعد لما يجوز وقوعه ، فليس بكامل العقل ...مثل الذي يغتر بشبابه ويدوم على المعاصي ويسوف التوبة ، فربما يُأْخَذ بغتة ولم يبلغ بعض ما أمل ، كذلك إذا سَوَّف بالعمل أو بحفظ العلم فإن الزمان ينقضي بالتسويف ويفوت المقصود .............فالعاقل من أخد لنفسه بالحزم في تصوير ما يجوز وقوعه وعمل بمقتضى ذلك ، فإن امتد الأجل لم يضره ، وإن وقع المخوف كان محترزا " صيد الخاطر                  صــــــــ 245

وقال أيضا :وأي موعظة أبلغ من أن ترى الأقران وأحوال الإخوان وفتور المحبوبين ، فتعلم أنك بعد أيام مثلهم ، ثم لايقع انتباه حتى ينتبه الغير بك ، هذا والله شأن الحمقى               صــــــــــ276

6-نسيان الآخرة

طويل الأمل فالدنيا هي غايته ، عليها يوالي ويعادي ، ولها يحب ويبغض ، ينسى الآخرة فيظلم الآخرين ويقترى عليهم بالباطل

قال تعالى :[ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ][العنكبوت : 64] قال تعالى :[أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ (73)][الواقعة : 71-73] قال تعالى :[ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)][عبس 11-23 ]

7- قسوة القلب :

لأن صفاء القلب يكون بذكر الموت والقبر ، وطزيل الأمل هذه الأمور تنغص عليه حياته ، قال تعالى :[ َطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ][الحديد : 16]

قال خليد العصري : المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث خلال : في مسجد يعمر أو في بيت يستره أو في حاجة من أمر الدنيا لا بأس بها

أسبابه :

1-الجهل:

           يعتقد أنه شاب في تمام صحته وعافيته ، يمارس الرياضة مفتول العضلات ، لا يشكو من ألام وأوجاع ، إنه في غمرة السعادة بين أهله وذويه ، أو بين أصحابه وأحبابه ، أو يعيش نشوة الأموال ، وكثرة الأولاد واستقرار الصحة والجسد

           يعتقد أن يشيع الجنائز ولا يفكر أنه سيشع جنازته حتما في يوم من الأيام

2-حب الدنيا

فالإنسان إذا أحب الدنيا ، أنس إلى شهواتها ولذتها وثقل على قلبه مفارقتها ، فيكره الموت ويظا يمني نفسه بالأماني الباطلة ، حتى يصير قلبه مشغولا بهذه الأماني لاهيًا عن الموت ، فيأتيه الموت على غرة وساعتها يتمنى العودة

قال تعالى :[ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ][الأنعام : 61]

العلاج

1-المبادرة والحزم

قال تعالى :[ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ][آل عمران : 133] قال تعالى [سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ][الحديد : 21]

إذن العلاج هو سَارِعُواْ            سَابِقُوا       إلى الفوز في الأخرة

قال عمر بن الخطاب : التأني في كل شيء خير إلا في أعمال الخير في الآخرة

وكان الحسن البصري يقول المبادرة المبادؤة ، فإنما هى الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل ، رحم الله امرءًا نظر إلى نفسه وبكى على عدد ذنوبه ثم قرأ [إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً ][مريم : 84] يعنى الأنفاس ، آخر العدد خروج نفسك ، آخر العدد فراق أهلك ، آخر العدد دخولك في قبرك

عن أَبِي هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى النَّضْرِ . تحفة 12225 - 2450 

رواه الترمذي قال الترمذي : حسن غريب ، قال الشيخ الألباني : صحيح

وقال المنذر : سمعت مالك بن دينار يقول لنفسه : ويحك بادري قبل أن يأتيك الأمر ، ويحك بادري قبل أن يأتيك الأمر حتى كرر ذلك ستين مرة ، أسمعه ولا يراني

2- علاج الجهل

           اعلم أن أكثر الذين يموتون من الشباب

           أن الموت ليس له وقت معين ، ولا مكان معين ولا عمر معين قال تعالى :[ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ][النساء : 78]

          تفكر في أعضائك كيف سياكلها الدود ، انظر إلى لسانك كيف سيأكله الدود .............

3-علاج حب الدنيا

          اعلم أن كل شيء سيذهب في لحظة  قال تعالى :[ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً ][الكهف : 45]

         تفكر في القبر وظلمته ، والتراب حولك من كل جانب ،ويوم القيامة وطوله والناس في عرقهم والشمس فوق الرؤوس ، والزحام الشديد ، وفي الصراط وزلته والنار ولهبها وحرها

4- اكتب وصيتك 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free