قلوب من فولاذ
عناصر الموضوع
1- دعوة للبر 2- عرفوا فبروا 3-قلوب من فولاذ
أولا دعوة للبر
1-قرن الله عز وجل بر الوالدين بتوحيده :
فقال تعالى : [وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ][النساء : 36] قال تعالى [وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير] [لقمان : 14]
قال ابن عباس :ثَلَاثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلَاثٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا .
إحْدَاهَا : قَوْله تَعَالَى : { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَلَمْ يُطِعْ رَسُولَهُ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ .وَالثَّانِيَةُ قَوْله تَعَالَى : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } فَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يُزَكِّ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ .
الثَّالِثَةُ قَوْله تَعَالَى : { أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } فَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ }
2-أمر بالإحسان إليهما حتى ولو كانا كافرين
قال تعالى :[ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ][العنكبوت : 8]
3-وأوجب الله برهما
قال تعالى [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ][الإسراء : 23]
4-جعل النبي بر الوالدين أفضل من الجهاد
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَهُ فِى الْجِهَادِ فَقَالَ « أَحَىٌّ وَالِدَاكَ » . قَالَ نَعَمْ . قَالَ « فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ » . رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد والنسائي والحميدي
5-إن بر الوالدين من أفضل الأعمال
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضى الله عنه - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ « الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » . رواه البخاري والترمذي وأحمد
وعنه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ » . قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ » . رواه مسلم
6- أن برهما من الوفاء بالعهد
قال أحدهم من الوفاء بالعهد مع الله أن تستغفره في اليوم والليلة 5 مرات ومن الوفاء بالعهد مع الوالدين أن تستغفر لهما في اليوم 5 مرات قال تعالى :[ َقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ][الإسراء : 24]
· واحذر فأنت بعقوقك تقع في أكبر الكبائر
ففي الصحيحين من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ » . ثَلاَثاً . قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ » . وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئاً فَقَالَ « أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ » . قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ . رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد
* قرن الله العقوق بالشرك
قال تعالى :[ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ][الأنعام : 151] عن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى » رواه النسائي وأحمد والبزار بإسناد حسن والحاكم في صحيحه
وتأمل رعاك الله ما يحدث في مجتمعاتنا من مظاهر يندى لها الجبين ، وتدمع لها العين ، ويُكلم بها القلب
* احتقار الوالدين والسخرية منهما
أنت كبرت وخرفت ، وأنت خلاص ما بقي لك فائده في الحياة ، جاءت العجوز وذهب الشيبة
هذا ما يحصل في أوساط المثقفين من التنكر للزالدين ، خوف أن يعرف أحد أن هذا والده أو هذه والدته ، واحتقار ما هم عليه من عادات وتقاليد ووصفها بالرجعيه
كان لأحدهم والدًا يناصحه ، وفي أحد الأيام مد يده ليصفع والده فأقسم الوالد ليدعون على ولده هذا عند البيت الحرام ، فخرج حتى انتهى إلى البيت فتعلق بأستار الكعبة وأنشأ يقول
يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا ... عرض المهامه من قرب ومن بعد
إني أتيتك يا من لا يخيب من ... يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي ... فخذ بحقي يا رحمان من ولدي
وشل منه بحول منك جانبه ... يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال فاستجاب الله دعاءه ، وشل ولده العاق
* وهذا الذي ير فع صوته على والديه أليس عاقا
قال تعالى : [إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ][الإسراء : 23]
* التأفف والتضجر من كلام وأوامر الوالدين
حتى ولو نفذ لهما ما يريد [إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ][الإسراء : 23]
* العبوس وتقطيب الجبين لهما
* إصدار الأوامر للأم كمن يأمرها بغسل الثياب أو كيي الملابس أو أعداد الطعام
* ذم الوالدين عند الناس والقدح بهما وذكر معايبهما
* تقديم الزوجه على طاعة اأم
* الأثقال عليهما بكثرة الطلبات
* تمنى موتهما
ثانيا عرفوا فبروا
· أبو حنيفه رحمه الله : كان أبو حنيفة بارا بأمه إلى درجة مثالية رفيعة فهو معها كأنه كطفل صغير تهتف به أمه فيسرع إليها متلهفا . حين ضرب بالسياط في سجن ابن هيبرة قال والله ما ألمني ضرب السياط مثلما ألمتني دموع أمي وحين رأته يضرب قالت له : إن علما يفضي بك إلى هذا العذاب لا خير فيه ، فيقول لها ياأماه إنهم يريدونني على الدنيا وأنا أريد الآخرة ، أرادت أم أبو حنيفة أن تسأل عن أمر من أمور دينها فقال أبو حنيفة : أفتيك يا أماه قالت : لا .. بل يفتيني عمر بن ذر فحملها على حماره وذهب بها إلى عمر بن ذر وقال له أمي تطلب الفتوى منك فقال : أنا أفتيها وأنت موجود !!!؟؟؟ قال : هذا أمرها قال : وكيف يكون الجواب قال كذا وكذا فكتبه وختمه وقال هذه هي الفتوى فذهب أبو حنيفة لأمه بالفتوى مكتوبة ومختومة فقالت : هذه هي الفتوى لا فتوى أبو حنيفة وهي في الأصل فتوى أبو حنيفة
· الأنبياء والبر
* ابراهيم عليه السلام وأدبه العالي في دعوته لأبيه ...
والده مشرك ... ورغم ذلك في سورة مريم ..كان يستخدم لفظ (يا ابت لا تعبد الشيطان)( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن
قال تعالى :[ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)][مريم 41-47]
* إسماعيل عليه السلام
يفاجئ فى يوم من الأيام إذا بوالده إبراهيم عليه السلام يقول له :يابني إني أرى في المنام أني أذبحك قال تعالى : [ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ][الصافات : 102]
* يحيى عليه السلام
قال تعالى :[ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً ] [مريم : 14]
* عيسى عليه السلام
قال تعالى :[ وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً ][مريم : 32]
· السلف الصالح :
* عبد الله بن المبارك عن عبد الله ابن المبارك قال :
قال محمد بن المنكدر : بات عمر يعني أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي ( أي يجسها ويكبسها بيده ليذهب ما بها من ألم ) وما أحب أن ليلتي بليلته . وعن جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه قومي ضعي قدمك على خدي
* أبو هريرة
قال سعيد بن المسيب : بلغنا أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها .
ومن بره بأمه أيضاً ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه تمرتين .قال أبو هريرة : فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حِجري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة لم رفعت هذا التمرة ؟ فقلت : لأمي ، فقال : كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين ، فأكلتها وأعطاني لها تمرتين .
وعن أبي مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب: " أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بـ ( العقيق ) فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته :عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أماه .
تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .يقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا .
فتقول: يا بني ! وأنت فجزاك الله خيرا ورضي عنك كما بررتني كبيرا .
* موسى عليه السلام مع القصاب
طلب سيدنا موسى "عليه السلام" يوما من المولى تعالى أثناء مناجاته ، أن يريه جليسه بالجنة في هذه الدنيا فأتاه جبرائيل على الحال وقال: يا موسى جليسك هوالقصاب الفلاني الساكن في المحلة الفلانيه .
فذهب موسى "عليه السلام" إلى دكان القصاب فرآه شاباً يشبه الحارس الليلي وهو مشغولا ببيع اللحم ، فبقي موسى "عليه السلام "مراقبا لأعماله من قريب ليرى عمله ، لعله يشخص ما يفعله ذلك القصاب ، لكنه لم يشاهد شئ غريب.
فلما جن الليل اخذ القصاب مقدار من اللحم وذهب إلى منزله ، فذهب سيدنا موسى "عليه السلام" خلفه وطلب موسى عليه السلام ضيافته الليلة بدون أن يعرّف بنفسه ، فأستقبله الرجل بصدر رحب وأدخله البيت بأدب كامل .
وبقى سيدنا موسى يراقبه فرأى عليه السلام أن هذا الشاب قام بتهيئة الطعام وأنزل زنبيلا كان معلقا في السقف وأخرج منه عجوز كهله وقام بغسلها وأبدل ملابسها وأطعمها بيديه وبعد أن أكمل إطعامها أعادها إلى مكانها الأول .
فشاهد موسى أن الأم تلفظ كلمات غير مفهومه ، ثم أدى الشاب أصول الضيافة وحضر الطعام وبدأوا بتناول الطعام سويه ، سأل سيدنا موسى عليه السلام من هذه العجوز ؟ أجاب : هي أمي .. أنا أقوم بخدمتها سأل عليه السلام : وماذا قالت أمك بلغتها ؟؟ أجاب : كل وقت أخدمها تقول غفر الله لك وجعلك جليس موسى يوم القيامة في قبته ودرجته . فقال عليه السلام : يا شاب أبشرك أن الله تعالى قد استجاب دعوة أمك رجوته أن يريني جليسي في الجنه فكنت أنت المعرف وراقبت أعمالك ولم أرى منك سوى تجليلك لأمك واحترامك وإحسانك إليها .
* وعن عائشة عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ كَذَاكُمُ الْبِرُّ كَذَاكُمُ الْبِرُّ » وكان أبر الناس بأمه رواه أحمد وسنده صحيح
* أويس القرني في صحيح مسلم قَالَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « يَأْتِى عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ » . فَاسْتَغْفِرْ لِى . فَاسْتَغْفَرَ لَهُ .
* قال البخاري في باب الأدب : باب من بر والديه أجاب الله دعاءه
* محمد بن سيرين
-عن حفصة بنت سيرين قالت كان محمد إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تخشعا لها
عن ابن عون قال دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال ما شأن محمد يشتكى شيئا فقالوا لا و لكن هكذا يكون إذا كان عند أمه
-عن ابن عون قال دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال ما شأن محمد أيشتكي شيئا قالوا لا ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه
-عن محمد بن سيرين: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم، فعمد أسامة إلى نخلة فعقرها فأخرج جمارها-فأطعمه أمه، فقالوا له: "ما يحملك على هذا، وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها"
أبرّ هذه الأمة
* عون بن عبد الله، أنه نادته أمه فأجابها، فعلا صوته، فأعتق رقبتين.
* عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه احضر ماءا لوالدته فجاء وقد نامت فبقى واقف بجانبها حتى استيقظت ثم اعطاها الماء, خاف ان يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء وخاف ان ينام فستيقظ ولا تجد الماء فتبقى قائما حتى استيقظت
* كان الحسن البصري لا يأكل مع أمه في صحن واحد، فيُسأل: لم يا فلان لا تأكل مع أمك في صحن واحد؟ فيقول: أخاف أن تمتد يدي إلى لقمة وأمي تنظر إليها، أخاف أن آكل لقمة وأمي قد اشتهتها.
* حيوة ابن شريح أحد التابعين كان يقوم بالتدريس في المسجد وكانت تأتيه أمه فتقول له : قم فاعلف الدجاج فيقوم ويترك طلبته براً بوالدته
* الإمام الذهبي رحمه الله وأحد العلماء يقال له قندار :لم لم ترحل في طلب العلم يعني ما خرج من مدينته التي هو فيها لأن والدته قالت : لا تخر ج هذه المدينة حتى ماتت ثم سافر قال : أردت الخروج للعلم فرفضت أمي فأطعتها فبورك لي في ذلك
وكان بعض التابعين لا يسكن في بيت أمه وهي تحته إجلالا لها
وها هو القلم يسرح في نقل من هذا الزمان الرائع ، وأولئك الرجال القمم الأبطال ، إلى هذا الزمن الذي قست فيه القلوب ، وابتعدت عن شريعة علام الغيوب ، وعن سنة حبيب القلوب
ثالثا قلوب من فولاذ
1- ولد يلقي بأمه من السطح
2-ولد يذهب بأمه إلى غيضة الذئاب
3-ولد يترك أمه على الشاطئ
4-أولاد يذهبون بأمهم إلى دار المسنين
5-ولد عين أمه العوراء تسبب له مشكلة
6- يشتري لزوجته مجوهرات بعشرين ألف ريال ويعطي أمه مائتي ريال
وأخيرا أختم كلامي بهذه القصيدة
ثم هذه قصيدة في حنان الأم لم أر قصيدة أروع منها، فقد وفق الشاعر أيما توفيق، وهي مؤثرة للغاية، وهي قصيدة تعبيرية تصويرية ليست حقيقية، لكنها والله معبرة:
قال الشاعر:
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً *** بنقوده كي ما ينال به الضرر
رجل عنده مال، أغرى طفلاً صغيراً بنقوده، كي ما ينال به الضرر.
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى *** ولك الدراهم والجواهر والدرر
قال يعني اذبح أمك واعطني قلبها ولك الدراهم والجواهر والدرر.
فمضى ( مضى هذا الطفل)
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها *** والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى *** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
سقط القلب من يد الابن وهو يركض بسرعة .
ناداه قلب الأم وهو معفرٌ (بالتراب والدم)
ناداه قلب الأم وهو معفر *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!
فكأن هذا الصوت رغم حنوه ( رغم أنه رقيق )
فكأن هذا الصوت رغم حنوه *** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما *** فاضت به عيناه من دمع العبر
حزناً وأدرك سوء فعلته التي *** لم يأتها أحدٌ سواه من البشر
لقد فاق من غفلته وندم، وقرر أن يقتل نفسه بنفس الخنجر :
واستل خنجره ليطعن نفسه طعناً *** فيبقى عبرةً لمن اعتبر
ويقول : يا قلب، ينادي قلب أمه:
ويقول يا قلب انتقم مني *** ولا تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناده قلب الأم كف يداً *** ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر
ويقول شاعر آخر
زر والديك وقف على قبريهما *** فكأنني بك قد نُقلت إليهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما *** منحاك محض الود من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علةً *** جزعا لما تشكوه شق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا *** دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صادفا لك راحةً *** بجميع ما يحويه ملك يديهما
أنسيت حقهما عشية أسكنا *** دار البلا وسكنت في داريهما
فلتلحقن بهما غداً أو بعده *** حتماً كما لحقاهما أبويهما
ثم أوجه هذه النصيحة إلى الآباء والأمهات، حتى لا يذوقوا غداً العقوق من أبنائهم، أقول: ربوا أبنائكم على تعاليم الإسلام، وأؤكد على الصلاة، فإنه من يربي أبنائه من الصغر على الصلاة، وبناته على الحشمة وعلى الحجاب فإن الصلاة والقرآن كفيلةُ بأن تصلحهم، وأن تهذب أخلاقهم .
نسأل الله جل وعلا أن يصلح أبناء المسلمين .
نسأل الله جل وعلاً أن يردهم إليه مرداً جميلاً.