tamer.page.tl
  أغلال القبور
 

أسباب عذاب القبر

أغلال القبور

1- كلامات ابن القيم     2- حديث سمرة بن جندب (أشهر الأحاديث )              3- الأسباب الآخرى ( جرائم وعقوبات آخرى )

 

قال ابن القيم رحمه الله : ومما ينبغى أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزح فكل من  مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر فلو أكلته السباع أو أحرق حتى صار رمادا ونسف في الهواء أو صلب أو غرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى القبور .............................

أما المجمل فانهم يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره وارتكابهم لمعاصيه فلا يعذب الله روحا عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ولا بدنا كانت فيه أبدا فان عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه فمستقل ومستكثر ومصدق ومكذب .............................

ولما كان أكثر الناس على الذنوب مقيم وعليها مصر ، كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات وفي باطنها الدواهى والبليات تغلى بالحسرات كما تغلى القدور بما فيها ويحق لها وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها............................. الروح (ص: 79)

اللهم نجنا من عذاب القبر

وقد ذكرت هذه الكلمات لأمرين

1-  عظم الأمر وخطورته وأن الناجي منه قليل

2-  أن الأسباب التي ....... تفصيلا بلأدلة ليست هي الوحيدة وإن كانت تدل على أعظم الأسباب

 

حديث سمرة بن جندب

وفي صحيح البخارى عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ)1[1]  (اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ , فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ رُؤْيَا قَصَّهَا , فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ  فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ " , فَقُلْنَا: لَا , قَالَ: " لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدَيَّ فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ [2]2

1-             فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ , وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ 3[3] مِنْ حَدِيدٍ , فَيُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ 4[4]فَيَشُقُّ شِدْقَهُ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ) (وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ , وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ , ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ , فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ , ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى , فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ , فَقَالَا: انْطَلِقْ انْطَلِقْ)

2-             (فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ , وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِصَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ [5]بِهَا رَأْسَهُ , فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ [6]الْحَجَرُ , فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ , فلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا) (حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ , ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى فَقُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ , فَقَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا)

3-             (إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ [7]أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ) (فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ [8]وَأَصْوَاتٌ , قَالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ , وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَئوا[9]) (وَارْتَفَعُوا حَتَّى كَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا , فَإِذَا خَمَدَ رَجَعُوا) (فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤلَاء؟ , فَقَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا)

4-             (حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ) (وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ) (وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ كَثِيرَةٌ , فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ لِيَخْرُجَ , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ) (فَغَرَ[10] لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا , فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ , كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا) (فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ) (فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ , فَقَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا

5-             فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ [11]كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً , وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا , فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ , فَقَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ , ف

6-             َانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ) (خَضْرَاءَ) (فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْر الرَّبِيعِ) (وَفِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ) (طَوِيلٌ لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ , وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ , فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ , مَا هَؤُلَاءِ؟ , فَقَالَا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ)

7-              (فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ) (فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ[12]) (لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا) (فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَاهَا) (فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ , وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ , فَقَالَا لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ[13]) (وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ[14]يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ [15]فِي الْبَيَاضِ , فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ , فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ,

فَقَالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ[16])  (ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ , فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ , فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ , فَقُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ , فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ , فَقَالَا: نَعَمْ ,

1-             أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ , فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ,

2-              وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ , فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ , فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ , وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ [وفي رواية: يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ [17]وَيَنَامُ عَنْ الصَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ] [18]يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)

3-             (وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ , فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي [19]

4-             وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ , فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا)

5-             (وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام -) (وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ , فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ " , فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ , فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: " وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ ,

6-              وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي) (يُوقِدُ النَّارَ , فَمَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ ,

7-              وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ , دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ)

8-             (وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ , فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ) (وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ , وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ , فَارْفَعْ رَأْسَكَ , فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي) (قَصْرٌ مِثْلُ السَّحَابَةِ الْبَيْضَاءِ , فَقَالَا لِي: ذَاكَ مَنْزِلُكَ) (فَقُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي , فَقَالَا: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ , فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَهُ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ) » رواه البخاري وأحمد

أسباب آخرى

1-  النميمة والبول
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِى قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ » ، ثُمَّ قَالَ « بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ » . ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً . فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ « لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا أَوْ إِلَى أَنْ يَيْبَسَا » متفق عليه

وقد ذكر بعضهم السرّ في تخصيص البول والنميمة بعذاب القبر، وهو أن القبر أوّل منازل الآخرة وفيه نموذج ما يقع في القيامة من العقاب والثواب والمعاصي التي يعاقب عليها يوم القيامة نوعان: حق لله وحق لعباده، وأوّل ما يقضى فيه من حقوق الله تعالى عز وجل الصلاة، ومن حقوق العباد الدماء، وأما البرزخ فيقضي فيه مقدمات هذين الحقين ووسائلهما، فمقدمة الصلاة الطهارة من الحدث والخبث ومقدمة الدماء النميمة فيبدأ في البرزخ بالعقاب عليهما. شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (1/ 287)
*  
عن عمرو بن دينار قال كان رجل من أهل المدينة وكانت له أخت في ناحية المدينة فاشتكت وكان يأتيها يعودها ثم ماتت فدفنها فلما رجع ذكر أنه نسى شيئا في تنح حتى انظر على أى حال أختى فرفع بعض ما على اللحد فإذا القبر مشتعل نارا فرده وسوى القبر فرجع إلى أمه فقال ما كان حال أختى فقالت ما تسأل عنها وقد هلكت فقال لتخبرينى قالت كانت تؤخر الصلاة ولا تصلى فيما أظن بوضوء وتأتى أبواب الجيران فتلقم أذنها أبوابهم وتخرج حديثهم  الروح (ص: 67)

2- الكبر والخيلاء
عن  ابْنَ عُمَرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " البخاري
والتجلجل أن يسوخ في الأرض الإضطراب شديد ويندفع من شق إلى شق
* قال ابن القيم أن مرثد بن حوشب قال كنت جالسا عند يوسف ابن عمر وإلى جنبه رجل كأن شقة وجهه صفحة من حديد فقال له يوسف حدث مرثدا بما رأيت فقال كنت شابا قد أتيت هذه الفواحش فلما وقع الطاعون قلت أخرج إلى ثغر من هذه الثغور ثم رأيت ان احفر القبور فاذا بى ليلة بين المغرب والعشاء قد حفرت وأنا متكىء على تراب قبر آخر إذ جىء بجنازة رجل حتى دفن في ذلك وسووا عليه فأقبل طائران أبيضان من المغرب مثل البعيرين حتى سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم اثاراه ثم تدلى أحدهما في القبر والآخر على شفيره فجئت حتى جلست على شفير القبر وكنت رجلا لا يملأ جوفي شيء قال فسمعته يقول ألست الزائر اصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبرا تمشى الخيلاء فقال أنا أضعف من ذلك قال فضربه ضربة امتلأ القبر حتى فاض ماء ودهنا ثم عاد فأعاد إليه القول حتى ضربه ثلاث ضربات كل ذلك يقول ذلك ويذكر أن القبر يفيض ماء ودهنا قال ثم رفع رأسه فنظر إلى فقال انظر أين هو جالس بلسه الله قال ثم ضرب جانب وجهى فسقطت فمكثت لبلتى حتى أصبحت قال ثم أخذت انظر إلى القبر فإذا هو على حاله الروح (ص: 68)

3- الغلول من الغنيمة والخيانة
* الحديث هنا لرجل أخذ شملة يوم خيبر لم تقسم بعد
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً، إِنَّمَا غَنِمْنَا البَقَرَ وَالإِبِلَ وَالمَتَاعَ وَالحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي القُرَى، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ، حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ العَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا»متفق عليه
وهذا جاري على كل من أخذ شيئا ليس له مالا أو عرضا أو نحوه لأن ذلك يعم كل مظاهر الخيانة

4- الأفطار في رمضان بغير عذر
*
عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:  «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا، فَقَالَا لِي: اصْعَدْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ، فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ شَدِيدٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالَ: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ،................... رواه ابن حبان وابن خزيمة وصححه الألباني

5- الخطباء غير عاملين بما يقولون
* قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ][الصف : 2]
 قال تعالى :[ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)][البقرة : 44]
* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ . قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ " رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان وصححه الألباني

6- من بكى أهله عليه بوصية أو أهمل منع ذلك وذلك للطم والنوح
* فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ » .  البخاري
وهذا مححمول على رضاه بذلك وعلمه به حال حياته أو وصيته بذلك أما إذا وصى بعدمه وتبرأمنه فليس عليه شيء والذنب على النائح وحدها
*
 قال صالح المري : كنت ذات ليلة جمعة بين المقابر فنمت وإذا بالقبور قد شققت و خرج الأموات منها و جلسوا حلقا حلقا و نزلت عليهم أطباق مغطية و إذا فيهم شاب يعذب بأنواع العذاب من بينهم قال : فتقدمت إليه و قلت يا شاب ما شأنك من بين هؤلاء القوم ؟ فقال : يا صالح بالله عليك بلغ ما آمرك به و أد الأمانة و ارحم غربتي لعل الله عز و جل أن يجعل لي على يديك مخرجا : إني لما مت و لي والدة جمعت النوادب و النوائح يندبن علي و ينحن كل يوم فأنا معذب بذلك النار عن يميني و عن شمالي و خلفي و أمامي لسوء مقال أمي فلا جزاها الله عني خيرا ثم بكي حتى بكيت لبكائه ثم قال : يا صالح بالله عليك اذهب إليها فهي في المكان الفلاني و علم لي المكان و قل لها لم تعذبي ولدك يا أماه ربيتني و من الأسواء وقيتني فلما مت في العذاب رميتني  يا أماه لو رأيتني : الأغلال في عنقي و القيد في قدمي و ملائكة العذاب تضربني و تنهرني فلو رأيت سوء حالي لرحمتني و إن لم تتركي ما أنت عليه من الندب و النياحة الله بيني و بينك يوم تشقق سماء عن سماء و يبرز الخلائق لفصل القضاء قال صالح : فاستيقظت فزعا و مكثت في مكاني قلقا إلى الفجر فلما أصبحت دخلت البلد و لم يكن لي هم إلا الدار التي لأم الصبي الشاب فاستدللت عليها فأتيتها فإذا بالباب مسود و صوت النوادب و النوائح خارج من الدار فطرقت الباب فخرجت إلي عجوز فقالت ما تريد يا هذا ؟ فقلت : أريد أم الشاب الذي مات فقالت : ما تصنع بها هي مشغولة بحزنها فقلت : أرسليها إلي معي رسالة من ولدها فدخلت فأخبرتها فخرجت أم و عليها ثياب سود و وجهها قد اسود من كثرة البكاء و اللطم فقالت لي : من أنت ؟ قلت : أنا صالح المري جرى لي البارحة في المقابر مع ولدك كذا و كذا رأيته في العذاب و هو يقول : يا أمي ربيتني و من الأسواء وقيتيني فلما مت في العذاب رميتيني و إن لم تتركي ما أنت عليه الله بيني و بينك يوم تشقق سماء عن سماء فلما سمعت ذلك غشي عليها و سقطت إلى الأرض فلما أفاقت بكت بكاء شديدا و قالت : يا ولدي يعز علي و لو علمت ذلك بحالك ما فعلت و أنا تائبة إلى الله تعالى من ذلك ثم دخلت و صرفت النوائح و لبست غير تلك الثياب و أخرجت إلي كيسا فيه دراهم كثيرة و قالت : يا صالح تصدق بهذه عن ولدي قال صالح : فودعتها و دعوت لها و انصرفت و تصدقت عن ولدها بتلك الدراهم فلما كان ليلة الجمعة الأخرى أتيت المقابر على عادتي فنمت فرأيت أهل القبور قد خرجوا من قبورهم و جلسوا على عادتهم و أتتهم الأطباق و إذ ذاك الشاب ضاحك فرح مسرور فجاءه أيضا طبق فأخذه فلما رآني جاء إلي فقال : يا صالح جزاك الله عني خيرا خفف الله عني العذاب و ذلك بترك أمي ما كانت تفعل و جاءني ما تصدقت به عني قال صالح : فقلت و ما هذه الأطباق ؟ فقال : هذه هدايا الأحياء لأمواتهم من الصدقة و القراءة و الدعاء ينزل عليهم كل ليلة جمعة يقال له هذه هدية فلان إليك فارجع إلى أمي و أقرئها مني السلام و قل لها جزاها الله عني خيرا قد وصل إلي ما تصدقت به عني و أنت عندي عن قريب فاستعدي  قال صالح : ثم استيقظت و أتيت بعد أيام إلى دار أم الشاب و إذا بنعش موضوع على الباب فقلت لمن هذا ؟ فقالوا : لأم الشاب فحضرت الصلاة عليها و دفنت إلى جانب ولدها بتلك المقبرة فدعوت لهما و انصرفت
الكبائر - الذهبي (ص: 183)



[1] يَعْبُر لَهُمْ الرُّؤْيَا

[2] وَعِنْدَ أَحْمَد إِلَى أَرْض فَضَاء أَوْ أَرْض مُسْتَوِيَة، وَفِي حَدِيث عَلِيّ " فَانْطَلَقَا بِي إِلَى السَّمَاء ".

[3] الكَلُّوب: مفرد الكلاليب , وهو حديدة معوجة الرأس تشبه الخَطاف.

[4] الشِّدْق: جَانِب الْفَم مما يلي الخَدَّ.

[5] الشَّدْخُ: كَسْر الشَّيْء الْأَجْوَف.

[6] تدهده: تدحرج

[7] التنور: المَوْقِدُ.

[8] اللَّغط: الأصوات المختلطة المبهمة والضجة لَا يُفهم معناها.

[9]  أَيْ: رَفَعُوا أَصْوَاتهمْ مُخْتَلِطَة.

[10] أَيْ: فَتَحَ.

[11] أَيْ: قَبِيح الْمَنْظَر

[12] اللَّبِن: جَمْع لَبِنَة , وَأَصْلهَا مَا يُبْنَى بِهِ مِنْ طِين.

[13] الْمُرَاد أَنَّهُمْ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ لِيَغْسِلَ تِلْكَ الصِّفَة بِهَذَا الْمَاء الْخَاصّ

[14] أَيْ: يَجْرِي عَرْضًا.

[15] (الْمَحْض): هُوَ اللَّبَن الْخَالِص عَنْ الْمَاء , حُلْوًا كَانَ اللَّبَن أَوْ حَامِضًا.

[16] أَيْ: هَذِهِ الْمَدِينَةُ جَنَّة عَدْن.

[17] قالَ اِبْن هُبَيْرَة: رَفْض الْقُرْآن بَعْدَ حِفْظه جِنَايَة عَظِيمَة , لِأَنَّهُ يُوهِم أَنَّهُ رَأَى فِيهِ مَا يُوجِب رَفْضه , فَلَمَّا رَفَضَ أَشْرَفَ الْأَشْيَاء وَهُوَ الْقُرْآن , عُوقِبَ فِي أَشْرَفِ أَعْضَائِهِ وَهُوَ الرَّأْس

[18] , وهَذَا أَوْضَح مِنْ رِوَايَة جَرِير بْن حَازِم بِلَفْظِ " عَلَّمَهُ اللَّه الْقُرْآن فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَل فِيهِ بِالنَّهَارِ " , فَإِنَّ ظَاهِره أَنَّهُ يُعَذَّب عَلَى تَرْك قِرَاءَة الْقُرْآن بِاللَّيْلِ، بِخِلَافِ رِوَايَة عَوْف فَإِنَّهُ عَلَى تَرْكه الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون التَّعْذِيب عَلَى مَجْمُوع الْأَمْرَيْنِ: تَرْك الْقِرَاءَة وَتَرْك الْعَمَل

[19] مُنَاسَبَة الْعُرْي لَهُمْ لِاسْتِحْقَاقِهِمْ أَنْ يُفْضَحُوا , لِأَنَّ عَادَتهمْ أَنْ يَسْتَتِرُوا فِي الْخَلْوَة , فَعُوقِبُوا بِالْهَتْكِ، وَالْحِكْمَة فِي إِتْيَان الْعَذَاب مِنْ تَحْتِهِمْ كَوْنُ جِنَايَتهمْ مِنْ أَعْضَائِهِمْ السُّفْلَى.

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free