tamer.page.tl
  الذنب القاتل
 

الذنب القاتل

1- لماذا الحساب بالمثقال                   2- الذنب القاتل                       3- جهاز كشف الكبر                                    4- العلاج

الكبر هو أن يجعل الإنسان لنفسه مقامًا ، ولغيره مقاما ، ويرى مقامه أفضل من غيره .

إنه الخلق الذي تسربل  به جرة من سخط الله وغضبه ، إن المتكبر اسم من أسماء الله تعالى ، ولا يجوز لأحد ممهما كان ان يتكبر إلا الله عز وجل الذي بيده مقاليد السموات والأرض جل وعلا
*
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعِزَّةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أُلْقِهِ (1) فِي النَّارِ رواه أحمد صحيح

فهيا بنا لنقطع الشواك الكبر ، ونغرس بذوز التواضع عسى أن نجني ثمرة الرحمة والمغفرة ، ونفوز في الآخرة بالجنة وبالرضوان والقرب من الرحيم الرحمن

لقد تأملت في جميع الخصال الذميمة ، والصفات القبيحة ، فما وجدت صفة المثقال ذرة منها يدخل النار وبئس القرار لماذا الحساب في الكبر بالمثقال ذرة

العنصر الأول لماذا الحساب بالمثقال ؟

1-   إن الكبر صار حجابا بين العبد وربه ودخول الجنة لأنه يحول بين العبد وبين أخلاق المؤمنين كلها ، وتلك الأخلاق هي أبوب الجنة  ، والكبر وعزة النفس يغلق هذه الأبواب كلها ، لأنه لا يقدر على أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه وفيه شيء من العز ، ولا يقدر على التواضع وهي رأس أخلاق المتقين وفيه العز ، ولا يقدر على ترك الحقد وفيه العز ولا يقدر أن يدوم على الصدق وفيه العز ، ولا يقدر على ترك الغضب  وفيه العز ، ولا يقدر على كظم الغيظ وفيه العز ، ولا يقدر على قبول النصح  وفيه العز ، ولا يسلم من الإزدراء بالناس ومن أغنيائهم وفيه العز
وعلى كل حال فما من خلق ذميم إلا وصاحب العز والكبر مضطر إلييه ليحفظ عزه ، وما من خلق محمود إلا وهو عاجز عنه خوفا من يفوته عزه ، فمن هنا لم يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر

2-   كما أنه يدفع صاحبه للإعراض عن الإستجابة لأوامر الله ، فالمتكبر إذا  سمع الحق ممن يغضبه ، أومن تميل نفسه إليه ، أو ممن هو أصغر منه سنا أو أدنى منه منزلة استنكف عن قبوله وتشمر لجحده ، كم أنه يحمله على الأنفة من قبول الوعظ  كما قال تعالى : [وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ] [البقرة : 206]
قال ابن مسعود :
كفى بالرجل إثما إذا قيل له اتق الله قال عليك نفسك
إحياء علوم الدين (3/ 347)
* وقال صلى الله عليه و سلم
لرجل كل بيمينك قال لا أستطيع فقال النبي صلى الله عليه و سلم ل استطيع فقال النبي صلى الله عليه و سلملا فما منعه إلا كبره قال  فما رفعها بعد ذلك // أخرجه مسلم
إحياء علوم الدين (3/ 347)
* وما أضاع إبليس إلا احتقاره لآدم وتكبره عليه ، فدفعه كبره إلا سوء الأدب مع الله ن والإعتراض على حكمه ، فكان هذا سببا في طرده من رحمة الله التي وسعت كل شيء فقال [
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ] [الأعراف:12
]
* لذا كان الوقوع في هذا المرض مهلكة ، فهو حقا ذنب قاتل ، لا يترك صاحبه إلا وهو في نار الجحيم

ومع عنصرنا الثاني الذنب القاتل 

1-   إنه سبب في هلاك القرون الغابرة

a.     قال تعالى :[ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) ] [القصص: 38 - 40]

b.    قال تعالى :[ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ(81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) ] [القصص: 81 - 83]

c.     قال تعالى :[ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)][العنكبوت: 39، 40]

2-   الله لا يحب المستكبرين
* قال تعالى :[ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)][النحل: 22، 23]
قال تعالى
:[ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ][لقمان : 18]

3-   الصرف عن آيات الله
قال تعالى :[ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ] [الأعراف : 146]

4-   الطبع على القلب
قال تعالى :[ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ][غافر : 56]
قال تعالى :[
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ] [غافر : 35]

5-   المتكبر لا يستعد للآخرة
قال تعالى :[ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) ][الجاثية: 31، 32]  

6-   تأمل حالهم عند الموت
قال تعالى :[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ][الأنعام : 93]

7-   لا تفتح لهم أبواب السماء
قال تعالى :[ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ] [الأعراف : 40] أي لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ لا يصعد لهم عمل صالح ولا دعاء، أو لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت، التفسير المنير للزحيلي (8/ 204)

8-   وها هي حسرتهم يوم القيامة
قال تعالى :[ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)} [الزمر: 56- 60]

9-   أصحاب الأعراف والمستكبرين
قال تعالى :[ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)] [الأعراف: 46 - 49]

10-   في أرض المحشر
قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَمْثَالَ الذَّرِّ ، فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ، حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ، فَتَعْلُوَهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ " مسند أحمد ط الرسالة (11/ 260) إسناده حسن

11-   هم أبعد الناس عن النبي ^
عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «المُتَكَبِّرُونَ» رواه الترمذي وصححه الألباني

12-   الحرمان من دخول الجنة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم 

13-   الله لا يكلم المتكبرين
عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ " رواه مسلم

14-   النار مثوى كل متكبر
* قال تعالى :[ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ [الزمر : 71]
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَالْمُصَوِّرِينَ " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني

ولكل ما ذكرته من مخاطر وأضرار ، وشرور وآثم ما احوج كل واحد منا أن يتعرف على نفسه إن كان فيه شعبة من الكبر اولاً ، فتعالوا بنا لنأخذ الجهاز لنكشف على درجة الكبر عند كل واحد منا

ومع جهاز كشف الكبر

1-  يحب قيام الناس له
* عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ أَبِى مِجْلَزٍ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ صَفْوَانَ حِينَ رَأَوْهُ . فَقَالَ اجْلِسَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَاماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » رواه الترمذي وأحمد ، وأبو داود ،  وصححه الألباني
* وهنا مسالة
إن هذا الحيث لا ينافي ما استحبه جماهير العلماء من إكرام أهل الفضل وتلقيهم بالقبول ، فقد أمر النبي ألأنصار حين اقبل نحوهم سعد بن معاذ راكبا دابته أن يقوموا له تكريما له ودل على هذا قوله لسيدكم أو خيركم
قال النووي رحمه الله : إِكْرَام أَهْل الْفَضْل وَتَلَقِّيهمْ بِالْقِيَامِ لَهُمْ إِذَا أَقْبَلُوا ، هَكَذَا اِحْتَجَّ بِهِ جَمَاهِير الْعُلَمَاء لِاسْتِحْبَابِ الْقِيَام ، قَالَ الْقَاضِي : وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْقِيَام الْمَنْهِيّ عَنْهُ ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِيمَنْ يَقُومُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِس ، وَيَمْثُلُونَ قِيَامًا طُول جُلُوسه ، قُلْت : الْقِيَام لِلْقَادِمِ مِنْ أَهْل الْفَضْل مُسْتَحَبّ ، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ أَحَادِيث ، وَلَمْ يَصِحّ فِي النَّهْي عَنْهُ شَيْء صَرِيح ، وَقَدْ جَمَعْت كُلّ ذَلِكَ مَعَ كَلَام الْعُلَمَاء عَلَيْهِ فِي جُزْء وَأَجَبْت فِيهِ عَمَّا تَوَهَّمَ النَّهْي عَنْه شيء صريح ُ
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (6/ 217)
ومن الأدلة أيضا ما جاء في حديث كعب بن مالك المتفق عليه وفيه

فَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنِّئُونِي بِالتَّوْبَةِ وَيَقُولُونَ: لِتَهْنِئْكَ تَوْبَةُ اللهِ عَلَيْكَ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللهِ مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، قَالَ فَكَانَ كَعْبٌ لَا يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ............... صحيح مسلم (4/ 2126)
ومن ذلك أيضا ما رواه الترمذي والبخاري في الأدب
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَشْبَهَ كَلَامًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا حَدِيثًا وَلَا جَلْسَةً مِنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَآهَا قَدْ أَقْبَلَتْ، رَحَّبَ بِهَا، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَبَّلَهَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَا حَتَّى يَجْلِسَهَا فِي مَكَانِهِ، وَكَانَتْ إِذَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَحَّبَتْ بِهِ، ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ،................... عن السنن الكبرى للنسائي (8/ 291)

ولكن مشروعية إكرام الصالحين والفضلاء وتوقيرهم لا تستدعي السعي منهم لذلك أو تعلق قلوبهم بمحبته ، بل يجب عليهم أن يكونوا متواضعين لإخوانهم في طلب هذا الشيء

2-  يتبختر في مشيته
* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِى فِى بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » رواه مسلم

3-  يحتقر الناس
لا يسلم على البواب
لا يصافح عماله
قال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ][الحجرات : 11]
* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «
لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً . الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ . التَّقْوَى هَا هُنَا » . وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ » رواه مسلم

*
وعن عمرو بن شيبة قال كنت بمكة بين الصفا والمروة فرأيت رجلا راكبا بغلة وبين يديه غلمان وإذا هم يعنفون الناس قال ثم عدت بعد حين فدخلت بغداد فكنت على الجسر فإذا أنا برجل حاف حاسر طويل الشعر قال فجعلت أنظر إليه وأتأمله فقال لي مالك تنظر إلي فقلت له شبهتك برجل رأيته بمكة ووصفت له الصفة فقال له أنا ذلك الرجل فقلت ما فعل الله بك فقال إني ترفعت في موضع يتواضع فيه الناس فوضعني الله حيث يترفع الناس إحياء علوم الدين (3/ 343)

4-  التكبر في اللباس : إطالة الثوب خيلاء
* عن عمر بن الخطاب قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ أَحَدَ جَانِبَىْ إِزَارِى يَسْتَرْخِى إِنِّى لأَتَعَاهَدُ ذَلِكَ مِنْهُ . قَالَ « لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاَءَ » رواه البخاري
* عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «
مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ « يُرْخِينَ شِبْراً » . فَقَالَتْ إِذاً تَنْكَشِفَ أَقْدَامُهُنَّ . قَالَ « فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعاً لاَ يَزِدْنَ عَلَيْهِ » . رواه الترمذي وأبوداود قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .  وصححه الألباني
* وأنا أهيب بكل أخ ملتزم بالسنة مقصر لثيابه ، احذره من معبة المطيلين والإفتخار بالتقصير
* كان
أيوب السختياني يطول قميصه حتى يقع على قدميه، ويقول كانت الشهرة في التطويل، واليوم الشهرة في التقصير
. صيد الخاطر (ص: 83، بترقيم الشاملة آليا)
* عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ» رواه النسائي وابن ماجه وحسنه الألباني
وإذا أردت أن تعلم علامة المتكبر في  الثياب وعلامة من يحب حسن المظهر
المتكبر  
أن يطلب التجمل إذا رآه الناس ولا يبالي إذا انفرد بنفسه كيف كان ،  وعلامة طالب الجمال أن يحب الجمال في كل شيء ولو في خلوته وحتى في سنور داره فذلك ليس من التكبر طلب إحياء علوم الدين (3/ 356)

5-  يحب أن يمشي خلفه
* وخاصة إذا وكانإماما أو داعية
*
أثر عن ابن مسعود أنه لما خرج من المسجد، خرج معه أصحابه، قال: ما بكم؟. وما شأنكم؟. قالوا: رأيناك تمشي وحدك فأحببنا أن نسير وراءك، قال: إليكم عني، فإنها فتنة للمتبوع، وذلة للتابع
معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية (ص: 104، بترقيم الشاملة آليا)
*
قال أبو الدرداء لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما مشى خلفه إحياء علوم الدين (3/ 354)

6-  لا يتراجع عن خطأه
*
عن عبد الرحمن بن مهدي أنه سأله شيخه ابن حسن العنبري عن مسألة فغلط فيها فقال له أصلحك الله القول فيها كذا وكذا فأطرق ساعة ثم رفع رأسه قال إذن أرجع وأنا صاغر لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل الأسباب الموجبة لإختلاف الفقهاء (ص: 5)

7-  يتكبر أن يعطى شغلا في البيت : يتكبر  على مساعة زوجته
* روي أن عمر بن عبدالعزيز أتاه ليلة ضيف وكان يكتب فكاد السراج يطفأ فقال الضيف أقوم إلى المصباح فأصلحه فقال ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه قال أفأنبه الغلام فقال هي أول نومة نامها فقام وأخذ البطة وملأ المصباح زيتا فقال الضيف قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين فقال ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء وخير الناس من كان عند الله متواضعا

8- يتكبر على أن يحمل أمتعته إلى بيته
*  وقال علي كرم الله وجهه لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله
*  
وقال ثابت بن أبي مالك رأيت أبا هريرة
أقبل من السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك
ها أناذ قد عرفتك خطورة الكبر ، وأدخلتك غرفة العلاج ، ووضعنا عليك جهاز كشف الكبر ، واكتشف أن عندك فيروس الكبر ، فما هو الحل الذي ستأخذه لتتخلص من هذا المرض ولتبحث عن جرثومةالداء .............
ومع  العلاج

1-  إعرف قدرك

a.     إن أصلك هو التراب الذي تمشي عليه والذي لا يساوي في نظرك شيئا ، وأما بداية خلقك فمن نطفة ، ولو نظرت إليها لتقززت منها
قال تعالى :[
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) ][الطارق: 5 - 8]

* وَحُكِيَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ نَظَرَ إلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَسْحَبُهَا وَيَمْشِي الْخُيَلَاءَ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَا هَذِهِ الْمِشْيَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ فَقَالَ الْمُهَلَّبُ : أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ فَقَالَ : بَلْ أَعْرِفُك ، أَوَّلُك نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ ، وَآخِرُك جِيفَةٌ قَذِرَةٌ ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَوْلٌ وَعَذِرَةٌ .أدب الدنيا والدين (ص: 291)
* ماذا أنت بالنسبة لبقية الكائنات ماذا تساوي في الحجم بجوار السموات الطباق ، والجبال الشاهقات
قال تعالى :[
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)] [لقمان: 18]

خلقك الله ضعيفا ، ضعيفا أمام النساء والمال والشهرة والأضواء
ضعيفا أمام سلطان النوم ، ضعيفا أمام أصغر الفيروسات ، ميكروب صغير لا يكاد يرى بالعين
وَقَدْ وَصَفَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْإِنْسَانَ فَقَالَ :
 يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ  *** اُنْظُرْ خَلَاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ
 لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ *** مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلَا شِيبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً ***  وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الْأَقْذَارِ مَضْرُوبُ أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ  *** وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا *** أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ
أدب الدنيا والدين (ص: 293)
* خلقك الله فقيرا محتاجا تحتاج دوما إلى الهواء والأكسجين وإلا مت اختناقا
* تحتاج إلى الماء وإلا مت عطشا
* تحتاج إلى الطعام والشراب وإلا مت جوعا
*  تحتاج إلى النوم وإلا فقدت اتزانك
* تحتاج  إلى الدواب لتحملك ، والإلى الشجر ليظلك
* تحتاج إلى إعانة لفعل الطاعة ، وغلى عصمة من فعل المعصية

2- تكلف التواضع                                             مع الله

a.     أكثر السجود لله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى سَاجِدًا، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ ذَلِكَ» رواه مسلم وأبو داود

b.    إظهار المسكنة في الدعاء

c.     التواضع عند الشدة

d.    السجود على التراب
حبس لمطرف بن عبد الله
قريب له، فلبس خلقان ثيابه، وأخذ بيده قصبة وقال: أتمسكن لربي لعله يشفعني فيه
                                                           مع الناس

a.     خدمة أهل البيت
* عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ فَصَلَّى» رواه أبو داود وصححه الألباني

b.    الجلوس مع المساكين

c.     إجابة دعوة الفقراء
* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيُشَيِّعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، سنن ابن ماجه (2/ 1398) ضعفه الألباني

d.    إذا كنت صاحب منصب أو شهرة فلا تخبرن أحد بحقيقتك
*  كان سلمان الفارسي أميرًا بالمدائن، ومر برجل من عظمائها قد اشترى شيئًا، فحسب سلمان حمالًا، فقال: تعالى فاحمل هذا، فحمله سلمان، فجعل يتلقاه الناس ويقولون: أصلح الله الأمير، نحن نحمل عنك، فأبى أن يدفع إليهم، فقال الرجل في نفسه: ويحك إني لم أسخر إلا الأمير، فجعل يعتذر إليه ويقول: لم أعرفك أصلحك الله، فقال: انطلق، فذهب به إلى منزله، ثم قال: لا أسخر أحدًا أبدًا حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا (ص: 134)

e.     عدم الإستنكاف عن ذكر ما ينقصنا
من الأخطاء التي وقعنا فيها أو فشل صادقينا وسؤال الآخرين عما نجهله ، والتعوذ على قول : لا أدري لما يخفى علينا من الأمور

3- أفظع أسباب الكبر

a.     التكبر بالنسب
* لقد تكبرت بما ليس فيك ، تكبرت بكمال غيرك
لئن فخرت بآباء ذوي شرف ... لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا
* إن نسبك الحقيقي هو النطفة المذرة في البداية والتراب الذليل في النهاية قال تعالى :[
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ][السجدة : 7]  
روي عن أبي ذر أنه قال قاولت رجلا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقلت له يا ابن السوداء فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر طف الصاع طف الصاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل فقال أبو ذر رحمه الله فاضطجعت وقلت للرجل قم فطأ على خدي
*
روي أن رجلين تفاخرا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال أحدهما للآخر أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال النبي صلى الله عليه و سلم افتخر رجلان عند موسى عليه السلام فقال أحدهما أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام قل للذي افتخر بل التسعة من أهل النار وأنت عاشرهم أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند من حديث أبي بن كعب بإسناد صحيح ورواه أحمد موقوفا على معاذ بقصة موسى فقط

b.    التكبر بالجمال
*  انظر إلى باطنك ستجد الرجيع في أمعائك ، البول في مثانتك ، والمخاط في أنفك ، والبزاق في فمك ، والوسخ في أذنيك ، والدم في عروقك والصديد تحت بشرتك
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت دخلت امرأة على النبي صلى الله عليه و سلم فقلت بيدي هكذا أي أنها قصيرة فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد اغتبتها رواه أحمد

c.     التكبر بالقوة
تأمل لو ان شوكة دخلت في رجلك ، أو أن نملة دخلت في أذنك أو بقة دخلت في انفك ، ماذا ستكون حالتك ، وكيف سيكون عجزك
وتأمل قصة النمورد والذبابة
قال تعالى :[
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) ][الحج: 73، 74]

d.    التكبر بالمال
لو تأمل هذا الرأي في اليهود  من يزيد عليه في الغنى والثروة والتجمل فأف لشرف يسبقك به اليهودي وأف لشرف يأخذه السارق في لحظة واحدة فيعود صاحبه ذليلا مفلسا إحياء علوم الدين (3/ 362)
* ثم إن المال مال الله وأنت مستأمن عليه ، وستسأل عنه أمام الله [
وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] [آل عمران : 189
]
* قصة قارون
* أحد صاحبي الجنة

e.     التكبر بالعلم
* وهذه أعظم الأفات ، فلعظم قدر العلم الله فهو عظيم عند الناس
*
قال كعب الأحبار إن للعلم طغيانا كطغيان المال
إحياء علوم الدين (3/ 363)
والدواء من هذا الأمر بأمرين

1-  إن حجة الله على العالم أكد من غيره ، فإن من عصى الله عن علم جنايته أعظم ممن عصاه على جهل .
* عن أسامة بن زيد قال قال رسول
^ « يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِى النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِى النَّارِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ أَىْ فُلاَنُ ، مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ » متفق عليه
* قال تعالى :[
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ][الجمعة : 5]
قال تعالى :[
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ][الأعراف : 175]

2-  إن العالم يعرف أن الكبر لا يليق إلا بالله جل جلاله ، وإنه بكبره يكون ممقوتا عند الله ، وقد أحب الله منه أن يتواضع وقال له :  إن لك عندنا قدرا ما لم تر لنفسك قدرا فإن رأيت لها قدرا فلا قدر لك عندنا إحياء علوم الدين (3/ 351)
* وصلى حذيفة بقوم فلما سلم من صلاته قال لتلتمسن إماما غيري أو لتصلن وحدانا فإني رأيت في نفسي أنه ليس في القوم أفضل مني
*
واستأذن رجل عمر أن يعظ الناس إذا فرغ من صلاة الصبح فمنعه فقال أتمنعني من نصح الناس فقال أخشى أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا

f.      التكبر بالعبادة

1-  فلا تملأ قلبك بالخوف مما سبق به لاقضاء في الآزل ، فلعلك تتجول من الطاعة إلى المعصية ، ثم تموت عليها ، فسبحان مقلب القلوب
قال الله مادحا أهل الإيمان
* قال تعالى :[وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ][المؤمنون : 60
]
* قال تعالى :[
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ][المؤمنون : 57
]
 قال الله مادحا الملائكة مع مواظبتهم على الطاعات
فقال :[
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ] [الأنبياء : 20] [وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) ] [الأنبياء: 28]
فالكبر دليل على الأمن من مكر الله

2-  أن إضماره للكبر هذا ذنب باطن أعظم خطرا من الذنوب الظاهرة ، مما يفسده أكثر مما يصلحه.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا وأكثروا الثناء عليه فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بيده وبين عينيه أثر السجود فقالوا يا رسول الله هذا هو الرجل الذي وصفناه فقال صلى الله عليه و سلم أرى على وجهه سفعة من الشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك فقال اللهم نعم

 




 

 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free