أنهار الجنة
بشارة الله لعباده الموحدين
قال تعالى :[وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ][البقرة : 25] فقد بشر الله عباده المؤمنين بجنات تجري من تحت غرفها الأنهار أو من غير شواطئ أو سائحة في الجنة ، بل والأعجب من ذلك أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهار الجنة تخرج من تحت تلال أو من تحت جبال المسك رواه ابن حبان في صحيحه (حسن صحيح) وعندما تقرأ القرآن كثيرٌ ما يقول ربنا جنات لماذا قال الله جنات ولم يقل جنة لأنها كثيرةٌ ومتنوعة فهناك جنات الفردوس وهناك جنات عدن وهناك جنات النعيم وهناك دار سلام ودار خلد وهناك جنة المأوى وهناك عليون هذه الجنات التي أعده الله تجري من تحتها الأنهار بل تجد شيئا عجيبا في القرآن جنات تجري من تحتها الأنهار وآية آخرى جنات تجري تحتها الأنهار أحداهما بمن والآخري بغير من فما الفرق بين ذلك بغير من يعني أن نبع الماء بعيد وهو يمر من تحتها أما بمن فهو يعني أن نبع الماء ينبع من تحتها حتى لا يخاف إنسان ما الماء الذي يأتي من بعيد قد ينقطع أو يجف فهذه الزيادة بمن هي زيادة اطمئنان للمؤمنين بأن نعيم الجنة باق وخالد وهذا ما قاله الشيخ الشعراوي ، طيب لمن هذه الجنات ؟
هي للمتقين هي للفائزين ، اسمع إلى قول الله عز وجل حيث قال [وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ][آل عمران : 133]ثم تأتي الآية التي بعدها لتوضح من هم المتقون يا رب ؟[الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ][آل عمران : 134-136]
ما هي هذه الأنهار؟ قال تعالى[مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ][محمد : 15] هي
أما أنهار من ماء غير أسن وإما
أنهار من لبن لم يتغير طعمه وإما
أنهار من خمر لذة للشاربين وأما
أنهار من عسل مصفى
بل والأعجب من ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم اسمع إلى هذا الحديث عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَبِى بَهْزٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « فِى الْجَنَّةِ بَحْرُ اللَّبَنِ وَبَحْرُ الْمَاءِ وَبَحْرُ الْعَسَلِ وَبَحْرُ الْخَمْرِ ثُمَّ تَشَقَّقُ الأَنْهَارُ مِنْهَا بَعْدَهُ » . تحفة 11394 معتلى 7248 رواه أحمد والدارمي قال عبد الله بن عباس والحسن وقتادة : غير أسن أي غير متغير لذا تجد أن العرب تقول أسن الماء إذا تغير ريحه والأسن هو الصافي الذي لا كدر فيه وقد علمت منذ برهه أن أنهار الجنة تفجر من أنهار المسك إذن رائحتها رائحة مسك وأما أنهار من لبن لم يتغير طعمه أي في غاية الحلاوة والبياض أنهار من خمر لذة للشاربين أي ليست كريهة كخمر الدنيا فإن خمر الدنيا كريهة الطعم والرائحة مع الفارق العظيم ما بين خمر الدنيا والآخرة فالآخرة هي حسنة المظهر واللون والطعم والرائحة لذا قال ربنا [لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ ][الواقعة : 19] أي لا تصدع رؤوسهم ولا تؤثر في عقولهم وقال أيضا [لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ ][الصافات : 47] قال ابن عباس رضي الله عنهما في الخمر أربع خصال : السكر و الصداع والقيء والبول وذكر الله خمر الجنة وتنزيهها عن هذه الخصال بهذه الآيات وقال مجاهد وعكرمة : لا يصدعون عنها أي لا يصيبهم صداع الرأس ولا تأثر في عقولهم ، لا فيها غول ولا هم ينزفون فالغول هو وجع البطن كما قال ابن عباس رضي الله عنه وقال قتادة رحمه الله :الغول هو صداع الرأس ووجع البطن بل إن هذه الخمر من أنهار جارية حتى لا يخافون انقطاعها وقال مالك عن زيد بن أسلم إن خمر الجنة جارية بيضاء لونها مشرق حسن بهي والأعجب أنها لذة للشاربين في طعمها ولونها ورائحتها فطيب الطعم دليل على طيب الرائحة بخلاف خمر الدنيا ، ففي حديث مرفوع للنبي أنه قال لم تعصره الرجال بأقدامها ، أنهار من عسل مصفى أي هو في غاية الصفاء وحسن اللون والطعم والرائحة وفي حديث مرفوع إلى النبي أنه قال لم يخرج من بطون النحل الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2181 خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً سبحان الله الذي وعد المتقين هذه الأنهار تسأل الله أن يجعلنا من المتقين وأن يسقينا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم
ثمن هذه الأنهار؟ طبعا هذه الأنهار لها سعر ولها ثمن إن أخلصت فيه لله عز وجل عن أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ...... أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى النَّضْرِ . تحفة 12225 - 2450 رواه الترمذي قال الترمذي حسن غريب وقال الألباني صحيح فالجنة تحتاج منك إلى عمل وإلى جهاد فكثير ما تقرأ [الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ] فلابد من الإيمان ومع الإيمان عمل وعملٌ صادق ربما يكون هذا العمل هو كلمة طيبة
لا تحقرن من المعروف شيئا.........................ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق
يتلخص هذا العمل الصالح في التقوى فالتقوى هي الإسم الجامع لكل أنواع البر وعبادة الله عز وجل ربما يكون دخولك الجنة لبرك لوالديك عن عَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ » . أطرافه 1413 ، 3595 ، 6023 ، 6539 ، 6540 ، 6563 ، 7443 ، 7512 - تحفة 9872 رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد ومع العمل إخلاص ولا تنسوا من الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإليكم هذه الأبيات فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي أصل كل خير
أدم الصلاة على النبي محمد.........فقبولها حتما بغير تــردد
أعمالنا بين القبول و ردها...........إلا الصلاة على النبي محمد ..
|