إن المتأمل في أحوال مجتمعاتنا يرى كثيرًا من العلل الخلقية التي انتشرت في هذا المجتمع التي كانت حَرِيَةً وجديرة بأن تضيع المسلمين وتذهب عزهم وتمكينهم ذلك بأنهم خالفوا منهج الله تعالى الذي وضعه لهم حتى يتمكنوا في هذه الأرض ، والمدقق في هذه العلل الخلقية في المجتمع يرى أن بعضها أكثر من بعض وأن هناك ما استشرى منها بصورة واضحة ، لعل أعظم هذه العلل التي انتشرت بصورة واضحة في مجتمعاتنا والتي نسأل الله أن يرفعها ويزيلها عن مجتمعاتنا هو ما يتعلق بالإنحرفات الجنسية الجانب الجنسي خاصة إذا قلبت عينيك يمنة ويسرة وجدت أن هذه الإنحرافات استولت على بيئاتنا حتى صيرنا نسمع قصص غريبة لو لم تكن واقعًا لعددناها ضربا من الأساطير يعني لو لم تكن هذه من الواقع لقلنا أن هذه من قصص الأساطير لا تصدق سواء مايتعلق بالزنا مثل زنا المحارم وغيره أو ما يتعلق باللواط أو بالإستمناء أو غير ذلك من هذه المحرمات العظيمة التي تمثل أعظم العلل الخلقية انتشارًا في مجتمعاتنا لأجل ذلك كان لابد من وقفة تجاه أو في مواجهة هذه الإنحرافات ، لابد أن نقف عليها لابد وأن نبين خطرها ، لا بد وأن بين مدى أثرها على مجتمعاتنا وعلى أنفسنا وعلى بيوتنا ونسأل الله السلامة من كل هذه الإنحرافات لذلك كنت قد أعددت سلسلة سميتها بالإنحرفات الجنسية سأبدأ اليوم مع حضراتكم أول حلقة من حلقات هذه السلسلة ، هذه الحلقة التي تمثل الحلقة الأولى في هذه السلسلة تسمى
نيران الشهوة
هذا هو موضوع حديثي اليوم الذي يندرج الحديث فيه تحته أربع نقاط نتحدث
في أولها عن حقيقة الشهوة
ثم في ثانيها واقعنا والشهوة
ثم في ثالثها لماذا هذا السعار الجنسي؟
ثم في رابعها وأخيرها كيف الخلاص؟
وأسأل الله العلى القدير أن يفتح لهذا الحديث القلوب والآذان وأن يجعلنا وإياكم من العاملين بما نسمع وما نعلم إنه لا قادر على ذلك ولا موفق إلا الله
أما عن الأول حقيقة الشهوة فإنه كما عرفها العلماء هي الميل والرغبة لأي شيء كان وتنطوي على شيئين - اثنين وركز في حقيقة المفهوم جيدًا ، لأن الذي يقودك إلى معرفة ما بعده فهو البوابة لما بعده - انبعاث فطري داخلي ، ثم لذة جسمانية جسدية على ذلك نجد أن مبدأها من الله جل وعلا فهي في الإبتداء فطرة من الله ركبت في أصل الإنسان لأن الله قد فطر الإنسان على هذه الأشياء ومنها الشهوة قال الله تعالى ليبين لنا هذاالأساس [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)][الشمس : 7- 8] وفي الإنتهاء تنتهي بلذة الجسد ولما قال فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا وجدنا أن الشهوة إما مذمومة وإما محمودة يعني حينما نتحدث عن الشهوة عموما تتركز في أمرين انبعاث فطري ولذة جسمانية وهي نوعين إما محمودة وإما مذمومة فتكون محمودة - وركز في هذا جيدا - ما كانت من فعل الله جل وعلا وهي ما كانت وفقا لمراد الله وهي الشهوة التي ركبها الله في فطرة الإنسان ولولا هذه الشهوة لما وجد عمران وما وجدت حياة ولا وجدت بنيان فهي الأساس في كل شيء محمود ولكي تكون محموده لابد أن تتحرك بمنهج الله وفق مراد الله للغاية التي أرادها الله جل وعلاحينئذٍ تكون محمودة أما المذمومة وهي ما كانت من فعل البشر واستجابة النفس للذتها البدنية يعني الإنسان رأى صورة حسنة الذي قاده لذلك هو الشهوة ، وقع في الزنا الذي قاده لذلك هو الشهوة ، وقع في الإستمناء الذي قاده لذلك هو الشهوة ، وقع في اللواط عياز بالله الذي قاده لذلك هو الشهوة ، تبرجت المراة الذي قادها لذلك هو الشهوة ، وقس على ذلك ما نراه من أشياء قائدها الأول هو الشهوة ، وهذه هي الشهوة المذمومة وهي ما كانت من فعل الإنسان ، وهي استجابة النفس للذاتها الجسدية حتى ولو كان في ذلك مخالفة لمنهج الله تعالى وتعظم هذه الشهوة إذا استتبعتها الفكرة لأن الفكرة بين العقل وبين الشهوة فإذا استتبعتها الفكرة انقاد إلى الحيوانية وإذا انقطعت الشهوة عن الفكرة علت النفس حتى تصل إلى الملائكية لماذا لأن هذا هو الذي أراده الله جل وعلا من خلق الإنسان ، فهو مركب من عقل وشهوة لذلك النفس فيها هذا التركيب لذلك كثير من الخبائث الذي إذا استولت عليها ضيعتها ن لذلك يقول الإمام بن القيم رحمه الله تعالى متحدثا عن النفس سبحان الله في النفس كبر إبليس, وحسد قابيل, وعتو عاد, وطغيان ثمود, وجرأة نمرود, واستطالة فرعون, وبغي قارون, وقحّة هامان وهوى بلعام (عرّاف أرسله ملك ليلعن بني إسرائيل فبارك ولم يلعن), وحيل أصحاب السبت, وتمرّد الوليد, وجهل أبي جهل.وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب, وشر الكلب, ورعونة الطاووس, ودناءة الجعل, وعقوق الضب, وحقد الجمل, ووثوب الفهد, وصولة الأسد, وفسق الفأرة, وخبث الحية, وعبث القرد, وجمع النملة, ومكر الثعلب, وخفة الفراش, ونوم الضبع.وما إلى ذلك من الصفات القبيحة التي إذا سلمت النفس قيادها لها صارت أمة لها غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك أي تُغَيرُ طبع هذه النفس ويخرج منها بالكلية حينئذٍ تصلح نفسه لئن تكون عقدا [إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ][التوبة : 111] فالله عز وجل لايشتري سلعة هذبها الإيمان خرجت من طبعها إلى بلد سكانه[التائبون العابدون الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ] ابن القيم في كتاب الفوائد صـ 74-75 خلاصة هذا الكلام ليت مذمومة على كل حال ولكن محمودة بمنهج الله وفق مراد الله للغاية التي أرادها الله جل وعلا وغيرذلك تكون الشهوة مذمومة بل تكون سببا لكل بلاء ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم هذا عن حقيقة الشهوة
بعد أن وقفت على حقيقة الشهوة لابد أن نأخذ فيه هذا المصطلح وننزل به إلى واقعنا ، كيف وجود الشهوة المذمومة في واقعنا، لو قلبت عينيك يمنة ويسرة وجدت أن هذا الواقع ينأى من وجود شهوات الجنس الآخر ، هذا الذي نراه في كل أحوال مجتمعاتنا ، لو أخذنا قطاعا مثل قطاع الشباب مثلا لوجدت أن ثلث الشباب الأن يلث وراء شهوات الجنس المحرمة ، يدل على ذلك النظرات الأثمة ، والكلمات النابية ، والعبارات المحرمة ، التي ما تركت شابا في مرحلة من مراحل نموه إلا أفسدت خلوته بالله جل وعلا ، إلا وأرادت الشهوة أن تكون حائلا بينه وبين الله جل وعلا ، المصيبو كل المصيبة التي ينأى بها جبينك وتعجب أن المصيبة كل المصيبة في العلاقات الشهوانيةيمكن أن تقام بين طلاب المرحلة الإبتدائية ،كنا نسمع أن هذا العلاقات تبدأ مع مرحلة المراهقة الأن والله أسمع أن في المرحلة الإبتدائية أن هناك أولاد وبنات يقيمون علاقات حب ، سبحان الله ، ما الذي دلهم على ذلك ، من الذي علمهم ذلك ، ما الذي قادهم إلى ذلك ، إنه مجتمع امتلأت كل جنباته بالشهوة المحرمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا تعديت هذه المرحلة ودخلنا المرحلة المتوسطة أو الإعدادية والثانوية وجدت أن الأمر أخطر من ذلك ، الشباب الأن في الإعدادية وليس الثانوية يمكن أن يقيم علاقات محرمة وطوال الليل تكلم شاب من خرل هذا المحمول الذي اشتراه لها أبوها لكي يطمئن عليها إذا غابت ولا يرق4بفثي ذلك إلا ولا ذمة ، إذا وصلت إلى المرحلة الثانوية وجدت الأمر يزداد ، إذا وصلت إلى المرحلة الجامعية وجدت العجب العجاب علاقات مع الجميع في المواصلات والطرقات والجامعات ، وإذا نظرت إلى الشباب الأن ما وجدت شابا يتبع منهج رسول الله في لباسه وفي هندامه وفي وضعه العام ، ما الذي دعى هذه البنت إلى التبرج وإلى خروجها من بيت أبيها وأمها بهذه الصورة إنها الشهوة ، المصيبة كل المصيبة في أجهزة المحمول الأن حين تجد أن أكثر هذه الأجهزة في أيدي الشباب تحتوي على مقاطع إباحية ، يمكن أن تشتمل على أفلام جنسية ، المصيبة أن هذا الأمر لم يتوقف على الشباب الذكور ، إنما دخل هذا الداء إلى المرأة المسلمة التي هي رمز للحياء والعفة ، فذبحت الحياء عندها بسكين الشهوة المحرمة ولا دية لها لأنها الجانية على نفسها ، فوجئت مرة بأخ يحكي لي عن موقف حدث له بوجود محمول كاميرا أي وجد محمول اتصل عليه صاحبه فإذا هي فتاة فأخبرها بمكانه فقالت له أنها ستمر عليه لتأخذ المحمول في فترة انتظارها أخذ يقلب فيه فوجده مليء بالصورة العارية والأفلام الخليعة ثم جأت الفتاة لتأخذ التليفون ، أخبرني أحدهم أنه في إحدى رحلات القطار الذي يرتاده وجدت بنات تنقل مقاطع إباحية للشباب ، سبحان الله ، ما لماذا كل ذلك؟ من أجل الشهوة المحرمة ، فإذا تعديت ذلك إلى العلاقات المحرمة حدث ولا حرج لم تتوقف عند مجموعة الشباب فقط إنما تعدت حتى المتزوجين ، مع أن المراة تنسى أن كل من ينظر إليها وكل من يعجب بها والله لا يريدها إلا عريانه ، لا يريد إلا أن يفضي بها ، لا يريد إلا أن يقع عليها أو يزني بها ، أوتغفل المرأة عند ذلك إنه يريد أن يكشف سترها الله به الذي هو زينتها يريد أن يدمر شرفها الذي هو شرف الأسرة بكاملها بل شرف مجتمع بأسره هذا هو الواقع الذي نعيشه والذي ينأى له الجبين لقدتفشى هذا الداء حتى وصل إلى طائفة المتزوجين ، تسمع قصص عجيبة في مجتمعاتنا هذه لماذا كل ذلك؟ من أجل الشهوة المحرمة وليس ذلك وحسب بل كل التنبأت تنذر بتوقد نار الشهوة في مجتمعاتنا المخدرات والإنحلال والتبرج ، الزنا بكل صوره وألوانه ، اللواط الذي كثر في مجتمعاتنا حتى فشى بين الأطفال الصغار ، الإستمناء هذه العادة الخبيثة التي قلما تنجو منها شاب أو فتاة كل هذهالأشياء دليل على استعار نار الشهوة عندنا ، الواقع لا يحتاج إلى كثير بيان لأنه واقع ملموس تحيط به عينيك
كيف يصح في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهار إلى دليل
فإذا تعرفت على هذا الواقع لك أن تسأل لماذا هذا السعار الجنسي ؟ لماذا هذا الواقع المر ؟
لماذا انتشرت الشهوة بهذا الشكل المشين ؟ اسأل نفسك عن الأسباب ستجد أن الأسباب كثيرة لايستطيع المرء أن يحصرها في حديث واحد ، ولك أن تأخذ بعضا من هذه الأسباب :
أولها الفراغ :هذا الفراغ الذي يعيشه كثير من الشباب و الفتيات والرجال والنساء ، الذي يعيشه كثير من فئات المجتمع صالحين كانوا أو غير صالحين ، ولا أقصد بالفراغ الفراغ اليدوي ، الحسي أي لا يوجد عمل ، يمكن أن يكون طالبا لا وقت عنده لأن يلهو ويلعب ساعة في اليوم ، ولكن المصيبة في الفراغ الفكري أن فكره خالي ، أنه بداخله هواء هذا الهواء أعظم مصيبة يمكن أن تولد نيران هذه الشهوة المحرمة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال« نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » . رواه البخاري والترمذي وبن ماجه وأحمد والدارمي الفراغ هذا نعمة عظيمة لكننا شغلناهابالبعد عنن منهج ربنا جلا وعلا ونسال الله السلامة هذا أول ما يظهر لك من أسباب الفتنة
ثاني هذه الأشياء بل يمكن أن يكون أولها ترتيبا حتي قبل الفراغ هذا الذي يسمونه الأعلام الجنسي الذي يفضح بشهوات الجنس المحرمه ، الإعلام الذي ما كنا نعده على ذلك الأن حتى في الإعلانات ، القنوات العادية جدا ، حتى في المسلسلات لاتخلو هذه الأشياء ومن تحريك الشهوة المحرمة ن لا تخلو هذه الأشياء من تحريك الجنس عند الشباب من الذكور والإناث على حد سواء ، حتى بالإعلاناتيمكن أن يكون الإعلان خاصًا بالرجال والذي تقوم على هذا الإعلان امرأة فاتنة متبرجة ، ما الداعي لذلك ؟ فضلا عن القنوات الإباحية والجنسية ، فضلا عن مواقع النت الإباحية التي تكثر وبشدة على أجهزة المحمول وما تحمله من وسائل كل هذا يدخل تحت السعار الجنسي الذي يحارب المسلمين لأنه يعلم أن قوة الإسلام تتمثل في حفظ المسلمين لشهواتهم هذا الذي عرفوه وغفلنا عنه
ثالث الأسباب وهي تمثل حلقة الوصل بين الرجال والنساء ألآ وهو التبرج والإختلاط هذا التبرج الذي يظهر في امرأة تدعو كل الرجال أو جل الرجال إلى الشهوة المحرمة ، هذا التبرج الذي أمر ربنا جل وعلا بأن تحفظه المرأة [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ] [الأحزاب : 33] وأي اختلاط تحت أي مسمى كان تحت مسمى التعارف أو الصداقة أو المساواة ، ظهر التبرج والإختلاط فظهرت عاقبه الوخيمة في المجتمع - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - تبرج إلى صديق السوء الذي يعين على انبعاث كل شهوة محرمة عند أصدقاءه ، وكذلك المراة السوء التي تعين على انبعاث كل شهوة محرمة عند صديقاتها إضافة إلى سوء التربية الإيمانية التي تبدأ في بيوتنا فتجد المتبرجه تخرج أمام أبوها وأمها وأخوها بهذه الصورة ولا حاكم لذلك ولا رادع لذلك ولا مربي لذلك ، والولد يمكن أن يكلم الفتيات طوال الليل بالساعات ولارادع له لأنه ولد ولا أحد يحاول أن يصده عن ذلك ، لأنه شاب حتى إذا فسد ، حتى إذا ضاع فضياعه لا يعد إلاشيئا مفلتا فنكنبذلك قدضيعناهم والسبب في ذلك سوء التريبة الإيمانية التي أمرنا بها ربنا جل وعلا ووصانا بها نبينا صلى الله عليه وسلم هذا جزء من الأسباب المتعلقة بإستعار نار الشهوة المحرمة في مجتمعاتنا بعد ذلك لابد أن نقف على الحل لأنه أهم مراحل الموعظة ، كيف الخلاص من هذه الفتنة كلها؟ كيف الخلاص من فتنة الشهوة المحرمة ؟ كيف الخلاص وقد أحاطت بنا شهوات الجنس من كل جانب؟ ما السبيل الذي يمكن أن نسلكه حتى ننجو من كل هذه المخاطر ؟
كيف الخلاص ؟ هذا كما قلنا هو عنصر العلاج ويعد أهم العناصر لمن ابتلي بهذا الإبتلاء ولا أكون مبالغا إذا قلت أن كل فئات المجتمع الأن فيها بعضًا من هذا البلاء ن لا يخلو منه صغيرٌ أو كبير رجل ٌ أو امرأة متزوجٌ أو غير متزوج ، صالح أو غير صالح ويبدو ذلك كما قلنا في المصالح التي هي أوضح من الشك في الرحا ، يظهر ذلك حتى عند بعض الملتزمين ، يظهر ذلك في النظرة المحرمة التي تسوقهم عينهم إليها والمحرك الداخل لهم هو الشهوة ، يمكن أن يكون نهايته على هذه الشهوة إذا لم يتب إلى الله جل وعلا ولكننا نقرر واقعًا فكل عناصر المجتمع قد ابتلي بهذا السعار الجنسي ولا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله أن يبرأنا جميعا منه لهذا الداء العضال الذي دمر المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله
أول خطوات العلاج واحفظ ذلك جيدًا فإنه حجة عليك وأهمها : كمال التعلق بالله جل وعلا : أن يكون هناك تعلق بالله جل وعلا ، ان يكون هناك شعورٌ بالله تعالى ،لأن الشهوة هذه كالكلب إن أفلت أفلس ولا حل ولاعلاج أحسن منالتعلق بالله مع مثل هذا الكلب المتلف كلب الشهوة المحرمة ، أحد السلف الصالح يقول لتلامذته وأصحابه"ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال هذا يطول، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها ، أو منعك من العبور ما تصنع ؟ قال : أكابده جهدي وأرده . قال : هذا أمر يطول ، ولكن استعن بصاحب الكلب يكفّه عنك " . يريد أن يعلمهم إذا راودك شيء فاستعن بالله جل وعلا إذا دعتك هذه الشهوة المحرمة ،هذا هو الحل الأنجح ، وهذا هو الحل الأسرع ، أن تتعلق بالله جل وعلا والذي يعينك على ذلك هو أمر الله قال تعالى :[ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ][النساء : 27] ولكي نفكر في هذه الحقيقة الربانية ربنا جل وعلا قال وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ تركيب الجملة لغة وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ولكن الله جل وعلا فيما يخص ذاته قال وَاللّهُ يُرِيدُ ثم تحدث عن كل الذين يتبعون الشهوات وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً الشيء اللطيف في هذا الأمر لأن الله قدم الفاعل ليخاطب كل مؤمن ومؤمنة أنه إذا كان الله عز وجل معك فمعك الفئة التي لا تغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لايضل ، لو أنك فكرت لوجدت أن الله ذكر هاتينالطريقتين أي تقديم الفاعل على الفاعل مرتينمرةمع بني إسرائيلومرةمع صديق هذه الأمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ربنا لما حكى عن بني إسرائيل مع موسى عليه السلام وفرعون يريد أن يقتلهم قال [إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ][الشعراء : 61-62] ما قال ربي أولاً أي لم يقل إِنَّ رَبِّي مَعِيَ لأنبني إسرائيل يتعلقون بالحسيات بالأشياء المادية أهم شيء حاجة يراها بعينه لذلك قدم المعية فقال إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ الأمر يختلف تماما مع المسلم المؤمن الذي رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا ، ما أجمل التعايش مع الله جل وعلا ، فما أجمل أن يتعلق قلبك بالله جل وعلا في حوار نبينا مع الصديق يذكره ربنا جل وعلا [إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا][التوبة : 40] قال هنا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ما قال إِنَّ مَعَنَا اللَّهَ لأن أبى بكر إذا سمع الله انتهى الأمر عنده لذلك وضح كمال تعلق الصديق بالله جل وعلا حتى في الشهوات ربنا جل وعلا يخاطبنا وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً
* وفي قصة المرأة الصالحة التي استدرجها رجل، فأرادت أن تلقنه درسا لا يُنسى، فقالت له: هل أغلقت الأبواب جيدا؟ قال: نعم. قالت: أنظر، لعل بابا لم يُغلق. قال: لا، أغلقت كل الأبواب. فتقول له: ولكن باب الله لم يغلق، فحين يُذكر الله تتصاغر الشهوات في نفوس المؤمنين الصادقين، ويتحول الزاني إلى رجل خاشع لله. فخرجت من بيته ولم يمسسها سوء من الذي حفظها الله جل وعلا
* وروي أن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها وأورعهم خرج من المدينة حاجا ومعه رفيق له حتى نزلا بالأبواء فقام رفيقه وأخذ السفرة وانطلق إلى السوق ليبتاع شيئا وجلس سليمان في الخيمة وكان من أجمل الناس وجها وأورعهم فبصرت به أعرابية من قلة الجبل وانحدرت إليه حتى وقفت بين يديه وعليها البرقع والقفازان فأسفرت عن وجه لها كأنه فلقة قمر وقالت أهنئني فظن أنها تريد طعاما فقام إلى فضلة السفرة ليعطيها فقالت لست أريد هذا إنما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله فقال جهزك إلى إبليس ثم وضع رأسه بين ركبتيه وأخذ في النحيب فلم يزل يبكي فلما رأت منه ذلك سدلت البرقع على وجهها وانصرفت راجعة حتى بلغت أهلها وجاء رفيقه فرآه وقد انتفخت عيناه من البكاء وانقطع حلقه فقال ما يبكيك قال خير ذكرت صبيتي قال لا والله إلا أن لك قصة إنما عهدك بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها فلم يزل به حتى أخبره خبر الأعرابية فوضع رفيقه السفرة وجعل يبكي بكاء شديدا فقال سليمان وأنت ما يبكيك قال أنا أحق بالبكاء منك لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها فقال الحمد لله الذي نجاني والحمد الله الذي عصمك
سبحان الله التعلق بالله جل وعلا ومن وسائل التعلق بالله جل وعلا الدعاء من منايدعو أن يحفظه ربه من كل شهوة محرمة ، بالله عليك من منا أن يذكر أن يحفظه الله جل وعلا وأهل بيته من كل شهوة محرمة ، القليل جدًا من يفعل ذلك مع أن أعظم من يذكر من علمائنا من السلف أن الإمام ابن القيم بعث إليه بعض الناس بسؤال هذا السؤال يريد جوابا قال السائل فيه بسم الله الرحمن الرحيم ماذا تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل ابتلى ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق فما يزداد إلا توقدا وشدة يتحدث عن الشهوة المحرمة فما الحيلة في دفعها وما الطريق إلى كشفها فرحم الله من أعان مبتلى "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى. هذه صيغة السؤال فأجاب الإمام العلم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر عرف بابن قيم الجوزية رضي الله عنه بجواب مفصل هذا الجواب جاء في كتاب احتوى علي خمسين ومائتين 250 صفحة عرف واشتهر من كتب ابن القيم الداء والدواء أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي عن آثار المعاصي عن اللواط والزناة والصور المحرمة والشاهد أن الإمام ابن القيم قبل أن يبدأ هذه التفصيلات تجد بعد عدة صفحات تجد عنوان الدعاء من أنفع الأدوية فما الدعاء إلا تعلق بالله جل وعلا فالدعاء من أنفع الأدوية في هذا الأمر لأن الدعاء هو العبادة كما أخبر بذلك سيد المرسلين عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (2) [غافر: 60] رواه أحمد إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين
ثانيا الإبتعاد عن المثيرات الجنسية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُشَبَّهَاتٍ، لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ ، فَمَنْ تَرَكَهَا، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَهَا ، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، فَمَنْ رَعَى إِلَى جَنْبِ حِمًى ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ رواه البخاري مسلم وأحمد والطبراني وابن حبان والترمذي والنسائي والطبري وغيرهم كثير فالمثيرات الجنسية يجب أن تتجنبها لأن من حام حول الحمى أوشك أن يواقعها حتى ولو كان أولها نظرة عادية ، سواء كانت مكالمة تليفونية سواء كانت صداقة جامعية أو غيرها ، سواءكانت أغنية يمكن أن يبقى أثرها في قلبك ، أيما كان هذا المؤثر وأي ما كان هذا المثير حتى وإن قل يمكن أن يضيعك وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه) رواه الطبراني وفيه عبد الله بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف والحاكم من حديث حذيفة وقال صحيح الإسناد. ( ضعيف ) وذكره الألبانى في ضعيف الترغيب والترهيب 1194.وقال: ضعيف جداً قالوا سهم مسموم يعني ليس سهما عاديا إنما مسموم إين ما وقع ظهر آثره وصدق ابن القيم حين قال النظرة ينقش في القلب صورة المنظور والقلب كعبة وما يرضى المعبود بمزاحمه الأصنام.
ثالثا صوم النافلة وهو ما عالمنا أيها رسول الله سواءكنت متزوج أو متزوجة لابد أن نعتاد الصوم لقوله الرسول الله صلى الله عليه وسلم « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ » . رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد والنسائي والدارمي والصوم ذكروا له أشياء عظيمة تكبح جماع الشهوة لايعرفهاغلا من ذاقها نسال الله أن يذيقنا لذة الصوم حلاوتها
رابعا احذر الفراغ فلا بد من أن تشغل وقت فراغك فنفسك
* نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
.هذه هي طبيعة النفس وأنت في المواصلات طالما أنتغير مشغول أنت تقلب عينيك يمنة ويسرة ،وهكذا حتى في البيت طالما أنت غير مشغول ستشغل بمعصية إن لم تشغل بطاعة ،فما المانع أن نشغل وقتنا إذا كنت في مواصلات بقراءةالقرآن أو ذكر الله أو كتاب نافع إذا كنت في البيت لا أخلو أبدا بنفسي خصوصا الشباب لأن الفراغ شيء قاتل خصوصا الشباب وقد ذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » . رواه البخاري والترمذي وبن ماجه وأحمد والدارمي
خامس هذه الأشياء والذي يتركز على عرشها تذكر بالخاتمة الذي يقضي عليها تماما ويقتلعها من جذورها ويستأصلها كلها هو أن تتذكر الخاتمة ترىلو أنني مت على هذه الحالة هل أحب أن ألقى الله بذلك وأنا انظر إلى الحرام والإباحيات وغيرها وأنا في علاقة محرمة وأنا في مكالمة تليفونية بالله عليك تحب أن تموت على هذا الحال فتذكر إذا أن رسول الله قد قال يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ
ذكر ابن الجوزي في كتاب المنتظم أن امرأة جميلة كانت بمكة وكان لها زوج فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به قال نعم قالت من قال عبيد بن عمير قالت فائذن لي فيه فلأفتننه قال قد أذنت لك قال فأتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر فقال لها يا أمة الله استتري فقالت إني قد فتنت بك قال إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك قالت لا تسألني عن شيء إلا صدقتك قال أخبريني 1: لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة قالت اللهم لا قال صدقت قال 2: فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال 3: فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال 4: فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال 5: فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك قالت اللهم لا قال صدقت قال اتقي الله فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك قال فرجعت إلى زوجها فقال ما صنعت قالت أنت بطال ونحن بطالون فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة فكان زوجها يقول مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة لأنها علمت أن كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ هذا هو خامس الخطوات لكل من أوقدت نار الشهوة عنده أراد لو النظرة المحرمة أو اتصالا هاتفيا......... إذاكدت تقع في ذلك فتذكر هذه الخاتمة نسأل الله أن يحسن خواتيمنا
وأن يزيل كل أثرٍ للشهوة المحرمة من قلوبنا
اللهم أزل كل أثر للشهوة المحرمة من قلوب آبائنا وأمهاتنا وأخواننا وجميع المسلمين
اللهم أزل كل أثر للشهوة المحرمة من قلوبنا جميعا
اللهم إنا نسالك طهارة قلوبنا
اللهم إنا نسالك طهارة جوارحنا