الليلة فرح

أن ما نراه في أفراحنا وفي واقعنا شيء يؤرق كل مؤمن صادق ويؤلم كل مسلم غيور على دينه على الحالة التي وصلنا إليها وعلى الإستخفاف بأمر الدين الذي منينا بها مع أنه إذا ذكر الإسلام ذكر الحزن عليه وعلى أهله وذكر الجنة والنار ......... وغير ذلك من هذه الأشياء التي تُدمع العيون وتضطرب القلوب وتتحرك الجوارح . هذه الجوارح التي يتراقص أكثرها على نغمات الموسيقى في الأفراح . هذه القلوب التي تطير فرحا بما تلاقي من المعاصي . هذه العيون التي تكاد تخرج على الحرام من عظم ما ترى من تبرج وسفور. ما هذا التناقض ...... لذا سنتحدث عن هذا الموضوع من 3 جوانب

من كبائر الأفراح                       ما السبب في ذلك                         الدواء لمن اراد النجاة

من كبائر الأفراح :

1- المخدرات والمسكرات : وما نره من جلب البيرة وإحضار المزه وشراء البانجو واضح لكل عيان وهذا المسكر والمخدر الذي حرمه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لكنه التهاون بذلك والمصيبة أن يكون أكثرهم من أوتاد المساجد ولكن الليلة فرح سكر وخمر ولف وتدخين .....سبحان الله كل ما تغيب العقل تؤثر فيه هي خمر     عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ » . تحفة 8492 - 2003/74  متفق عليه رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد والدارقطني صححه الألباني

وقد أخبرني أحد الأخوة أن شابًا باع موتوسيكل له حتى يجلب له بانجو ليكرم به أصدقائه  في فرح له ليسمع هؤلاء إلى ما قاله الله ورسوله في الخمر قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ] [المائدة : 90]   عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَعَلَهَا فِى بَطْنِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَلاَةً سَبْعاً إِنْ مَاتَ فِيهَا » . وَقَالَ ابْنُ آدَمَ « فِيهِنَّ مَاتَ كَافِراً فَإِنْ أَذْهَبَتْ عَقْلَهُ عَنْ شَىْءٍ مِنَ الْفَرَائِضِ » . وَقَالَ ابْنُ آدَمَ « الْقُرْآنِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِنْ مَاتَ فِيهَا » . وَقَالَ ابْنُ آدَمَ « فِيهِنَّ مَاتَ كَافِراً » . تحفة 8921 - 317/8    وفي رواية للنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل منه صلاة سبعا وإن مات فيها مات كافرا فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض وفي رواية عن القرآن لم تقبل منه صلاة أربعين يوما وإن مات فيها مات كافر. رواه أحمد والنسائي ( حسن ) وقال الألباني ضعيف   

2- الغناء

عن DJ حدث ولا حرج  أصبح أحضاره في أفراحنا فرض عين لا يتم زواج ولا تنجيد ولا طهور ولا افتتاح محل إلا عليه ......... مع أن الله قال [ َمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ] [لقمان : 6]                    ( وكسبه حرام لمن يؤجره  ) وقد أقسم ابن عباس وابن مسعود أنه في الغناء . عن أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ - الأَشْعَرِىُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِى سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَداً . فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » . تحفة 12161 ، 12065 رواه البخاري وابن حبان والطبراني  ( صحيح )

من أقوال العلماء في الغناء:                                        

وقد قال مالك إنما يفعله الفساق عندنا قال أبو حنيفه يوجب الفسق وترد شهادته قال أحمد ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل  قال الشافعي  لهو مكروه يشته الباطل ومن استكثر منه ترد شهادته عن أي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ويضرب على رءوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير . صحيح  رواه البخاري وابن ماجه ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " يُمْسَخ قَوْم مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة فِي آخِر الزَّمَان قِرَدَة وَخَنَازِير ، فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَلَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ بَلَى وَيَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ ، قَالُوا فَمَا بَالهمْ ؟ قَالَ اِتَّخَذُوا الْمَعَازِف وَالدُّفُوف وَالْقَيْنَات فَبَاتُوا عَلَى شُرْبهمْ وَلَهْوهمْ فَأَصْبَحُوا وَقَدْ مُسِخُوا قِرَدَة وَخَنَازِير. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَرِجَال إِسْنَاده ثِقَات . وَرَوَى اِبْن أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَاب الْمَلَاهِي ضعيف

3- التبذير وهو وضع المال أو الشيء في غير موضعه

قال تعالى : [وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ] [الإسراء : 26] ، قال تعالى : [إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ] [الإسراء : 27] وهذا وعيد شديد يستحث أن يكون كبيرة

4-إيذاء المؤمنين

قال تعالى : [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ] [الأحزاب : 58] عن مجاهد قال : « إن لجهنم جبايا فيها حيات كأمثال أعناق البخت (1) ، وعقارب كأمثال البغال الدهم فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات (2) والعقارب فتأخذ تلك الحيات والعقارب بشفاههم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر فما تنجيهم منها إلا الهرب في النار. إذا جيء بالرجل إلى النار قيل له : انتظر حتى نتحفك قال : فيؤتى بكأس من سم الأفاعي والأساود فإذا أدناها (3) من فيه ميزت اللحم على حدة والعظم على حدة »

 (1) البُخْتِية : الأنثى من الجِمال البُخْت، والذكر بُخْتِيٌّ، وهي جِمال طِوَال الأعناق    (2) الحيات : الأفاعي     (3) أدنى : قرب

5- إشاعة الفاحشة

قال تعالى : [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ] [النور : 19]

6- التبرج

ومخالفة اللبس الشرعي   عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا » . تحفة 12610 - 2128/125  رواه مسلم وأحمد صحيح

7- الإختلاط

وهو ما يحدث من الرجال والنساء وقد نهي رسول الله عن ذلك حتى في الخروج من المساجد بعد الصلاة فما بالنا بأماكن اللهو عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِى أُسَيْدٍ الأَنْصَارِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِى الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ « اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ » . فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ . تحفة 11192  رواه أبو داود والبيهقي وقال الألباني حسن

8- إيذاء الجار

عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ » . قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » . تَابَعَهُ شَبَابَةُ وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى . تحفة 12060  رواه البخاري وأحمد  وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عز وجل. ضعيف

9- إتيان السفهاء مالك

قال تعالى : [وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً] [النساء : 5]

10-المكابرة والمباهاة بالمحرم

عن أبي هريرة قال هناد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  قال الله عز وجل الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار  رواه  أبو داود وابن ماجه وأحمد والحميدي . قال الشيخ الألباني : صحيح

11-سائر آفات اللسان

( كذب – غيبة – نفاق – سخرية - ...............)  فلا تخلو هذه المجالس من ذلك

الأسباب

أولاً مراعاة الناس وتقليدهم : فإذا سألت الناس قالوا لك

* الناس هتقول علينا أيه مع أن الناس في الآخرة لن يغنوا عنك من الله شيئا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية قال فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعوه وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس  وفي رواية له بلفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس  ورواه البيهقي بنحوه في كتاب الزهد الكبير

* بعمل ذي الناس لأن كل الناس بيعمل كده قال تعالى : [بل قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ] [الزخرف : 22] هذا هو القول الذي قاله المشركون عمن سبقهم والمؤمن يتحلل من كل ذلك لأن قائده الأعلى هو رسول الله قال تعالى : [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ] [الأحزاب : 21] ومراقبة الله أولى من نظر الناس

ثانيا الشهوة الخفية :

بمعنى أن هناك هوى في النفس يشتهي ذلك الفعل والنزول على حكمه دون الرجوع إلى شرع أو عقل . ولابد أن يعلم الجميع أن هذه الشهوة الخفيه هي السبب في إبادة الأمم السابقة

فما حمل قوم  شعيب على البخس في الميزان إلاشهوة خفية للمال وتملكه

فما حمل قوم   موسى من فرعون وقومه على تكذيبه إلاشهوة خفية للرياسة وتقليدها

فما حمل قوم لوط على إتيان الذكران إلاشهوة خفية في الشذوذ وانتكاسة الفطرة

وهكذا كل مصيبة فتش ورائها الهوى والشهوة فكن عبد الله بعيدًا عن الهوى والشهوة , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ وَحُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ » . تحفة 13929 معتلى 9885  رواه أحمد

ثالثًا استصغار المعصية

* يعني هي ليلة وهتعدي وبعدين إحنا بنعمل أيه من أجل هذا السبب كان العنصر الأول حتى يعلم الجميع أنهم يقعون بذلك في مستنقع من الكبائر يصعب تنظيفه والخلاص منه وقد قالوا قديمًا ( لا تنظر إلى حجم المعصية ولكن انظر من عصيت ) ،  عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود  عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ » . رواه البخاري والترمذي وأحمد وقال الألباني صحيح

العلاج:

توطئة وضبط السلطان لهذه الأشياء :

إن الله يزع السلطان ما لم يزع بالقرآن

ولعل من أعظم ما جرأ الناس على فعل هذه الأفراح وخلق فئة من الشباب الفارغ التافة مغيب العقل إلا الحكومات ، ولا تعلم لماذا يقصد أعن عمد أم غفلة أم إغفاء طرف ....!

وإن كنا لا نملك ذلك من الحكومات فإن هذا  يعد علاجًا النسبة لنا لكن نذكره للتذكير أولاً ثم بعد ذلك حتى لا نجعل الحكومة شماعة نضع عليها تقصيرنا وجرأتناعلى الله.

أولاً البديل الإسلامي :

فقد حث النبي على الفرحة في هذه المناسبة – الزواج – وأباح الضرب الدف فيها للنساء فقط أجاز الكلمات التي يغنى بها في هذه المناسبات بلا معازف ولا الآت على أن تكون الكلمات لها معنى مثل ما قاله لبعض من ذهب إلى عرس أتيناكم أتيناكم فحيونا نحيكم .........

* والآن كثير من الملتزمين تجد هذه الأشياء دون محرمات ولا موسيقى ولا اختلاط ولا تبرج في قاعات منفصلة الكل يفرح والكل يلهو لهوا مباحًا والكل يؤجر ومع خلوها تماما من المشاكل والمجون كل ذلك مع قلة التكلفة . إذن البديل الإسلامي موجود .

 * ولن ينتشر هذا البديل إلا بإقبالنا عليه فما الذي نشر الغناء؟ وجعل الناس تتجر فيه وتربح منه ( DJ ، فراشة ، غيرها ) إلا لأننا نشرنا هذه الأشياء وطلبناها مع خضوعها كأي سلعة تجارية لقانون العرض والطلب . نسيى التاجر فيه أن الأموال التي تأتي من ورائها حرام ..........كل ذلك كان السبب فيه نحن أنفسنا  نشرنا الفجور وأعنا على إطعام الحرام لغيرنا  ولا حول ولا قوة إلا بالله

ثانيًا المراقبة :

وأن أعمل على أن الله يراني ، ففي حديث جبريل قال. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِحْسَانُ قَالَ « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لاَ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » .

لو رأك أحد المشاريخ الذين تجلهم وأنت في الفرح فإنك تستحي من رؤيته .فما بالك لو رأك رسول الله وأنت ترقص وتغني وتنظر إلي البنات وتستمع إلى الغناء كيف سيكون حالك؟

ماذا لو رأك الملك ( الله عز وجل )  ومع ذلك تفجر أمامه وأمام كل الناس وهذا وحده جدير بعدم عفوه عنك ، وفي الأثر أوحى الله تعالى إلى نبيٍّ من الأنبياء : قُلْ لقومك : ما بالكم تسترون الذنوبَ من خلقي ، وتُظهرونها لي ، إنْ كنتم ترون أني لا أراكم ، فأنتم مشركون بي ، وإنْ كنتم تَرَونَ أني أراكم((1)) فلم جعلتموني أهونَ الناظرين إليكم ؟ عن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ » . تحفة رواه البخاري ومسلم   فاتق الله وراقبه وأعمل على رضاه وحده فهو وحده يكفيك مؤنة خلقه أجمعين إن صدقت نيتك قال تعالى : [وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ] [الزمر : 67]

ثالثًا تذكر الخاتمة:

لقد تحدثت عن أحاديث المسخ والخسف والله لا يعجزه شيء من ذلك . ولكن تخيل إذا لم يحدث ذلك ولكن جاءت الساعة وجاء الموت   قال تعالى : [حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ] [المؤمنون : 99] قال تعالى : [كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ ] [القيامة : 26] حدثني بعض أصدقائي أنهم شهدوا فرح كسائر أفراحنا الماجنة وكان في الفرح رجلٌ مسرورٌ بإبنته ورقصها وخلاعتها وهي طالبة في الثانوية  حتى أنه قرب لها كرسي حتى ترقص عليه  وهو مبهور بمواهبها ووسط اندهاش الناس بها سقط كأنه خشبة فذهبوا به إلى المستشفى وقبل أن يصل إليها كان قد فارق الحياة

ترى أنت الذي ترقص وتغني وتدخن تنفق عليها كل ليلة ..........لو جاء ملك الموت ساعتها ماذا تصنع؟

فسأل الله أن يتوب  علينا توبة ترضيه علينا أن يقوي عزائمنا نحو طاعته