قبل أن تقول يا ويلتى
لذلك سنتحدث اليوم عن شياطين الإنس من خلال هذه العناصر
1- الله ورسوله أو الشيطان 2- شبهات والرد عليها ( وماذا بعد لكن ) 3- احذر هؤلاء 4- من تصاحب
إن أعظم الشياطين المحاربة هو شيطان الإنس وصدق من قال قرناء السؤ شر من شياطين الجن ، قال مالك بن دينار شيطان الإنس أشد على من شيطان الجن لأني إذا تعوذت بالله من شياطن الجن ذهب عني أما شيطان الإنسان فيأخذني إلى المعاصي عيانا
وفي التاريخ ما يعطينا العظة والعبرة حتى لا ننجرف وراء تيار صداقة بائسة عيشها في الدنيا الضنك والكرب وفي الاخرة الخزي والهوان
لقد قصت علينا السيرة النبوية الأشخاص الذين آذوا رسول الله ومدى ما وصل إليه من غيذائهم وكان من ضمن القائمة السوداء لهؤلاء الأعداء عقبة بن أبي معيط الذي كان صديقا لأبي بن خلف يذهب الخير في تجارته فيعزم رسول الله على عقبة أن يسلم بعدما سمع شيئا من كتاب الله وينطق بها عقبة ويفرح رسول الله وياتي ابي من سفره فيسمع ما حدث فيذهب إلى عقبة فيواجهه فيخبره فيقسم عليه ابي بما بينه وبينه إلا كفر بمحمد وذهب فبصق في وجهه الأن فيفعل ذلك الشقي ويتجاوز الأمر إلى أن يجعله ساجدا ذات يوم فيلقي عليه سلا جذور على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، وهو الذي خنقه بردائه وكاد يقتله، لولا اعتراض أبي بكر رضي الله عنه ـ فلما أمر بقتله قال: من للصِّبْيَةِ يا محمد؟ قال: (النار). فقتله عاصم ابن ثابت الأنصارى، ويقال: علي بن أبي طالب.
وفي ذلك مدى تاثير الصديق والبراءة منه يوم القيامة ينزل الرحمن كلاما يخترق الآذان ويقنع القلب والعقول يقول الله فيه بعد أن يذكر اليوم الأعظم [وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) ][الفرقان : 25-29] هل يمكن أن نستيقظ من سباتنا وأن نتنبه من غفلتنا ؟ هذا هو السؤال قبل أن تقول يا ويلتي ؟
إن المؤمن حق الإيمان ليؤمن بأن الله أحب إليه من كل شيء واحب إليه من كل أحد ولا يريد له إلا الخير وكذا رسول الله لذا إذا واجه أمرا حار فيه أو مشكلة أعياه حلها أو كلمة ضاق بها عاد في ذلك كله إلى الله ورسوله وبعد أن يصدر الله أمره ويذكر رسوله قوله لا يكون من هذا المؤمن إلا قوله سمعنا وأطعنا [إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ][النور : 51] والسؤال الأن واحد من الله ورسوله أو الشيطان ؟
لقد بين ربنا خطورة خليل السؤ في الدنيا والآخرة وعلمك بأنه وإن أمتعك في الدنيا بصنوف الشهوات والملذات فإن كل ذلك شتان ولابد من يوم تندم فيه ولا ينفع الندم قال الله [الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ][الزخرف :67] ويؤكد رسولنا أن إيذائه بالغ في الدنيا في الدنيا والآخرة يقول الصادق المصدوق في ذلك عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَمَثَلُ جَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ، إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً رواه البخاري ومسلم
لذا كانت أولى خطوات الرجوع إلى الله والصدق معه واللجوؤ إليه أن ينفض المسلم عن نفسه غبار اهل السؤ وان يجافي بينه وبين هذه المستنقعات القذرة لأنه طالما ما استقر فيها فيستأثر بها نهجها لأجل ذلك كان أول ما نصح به العالم لقاتل المائة أن يترك أرض السؤ إلى أرض بها قوم صالحون يعبدون الله كما جاء في الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاه ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة رواه مسلم فالله ورسوله نختار
شبهات والرد عليها ( وماذا بعد لكن )
أولا أنا مصاحبهم كده ولكن مش ممكن اعمل زيهم
أصدقك أو أصدق رسول الله لابد من التأثر وصدق من قال ولا تجلس إلى أهل الدنيا فإن خلائق السفاء تعدي
إن رسول الله أخبر عن قوم متعلمين بأن تابعهم في المنفرده وإن شاركهم شكلا وذلك لأنه لابد أن يتأثر بهم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - هُوَ شَكَّ، يَعْنِي الْأَعْمَشَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، فُضُلًا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ، فَإِذَا، وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ،تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى بُغْيَتِكُمْ، فَيَجِيئُونَ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ اللهُ: أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ ؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونَكَ . فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي ؟ فَيَقُولُونَ: لَا . فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي (1) ؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا لَكَ (2) أَشَدَّ تَحْمِيدًا وَتَمْجِيدًا وَذِكْرًا . فَيَقُولُ: فَأَيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُونَ ؟ فَيَقُولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ . فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا . فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا . قَالَ: فَيَقُولُ: مِنْ (3) أَيِّ شَيْءٍ يَتَعَوَّذُونَ ؟ فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ . فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ: لَا . قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا هَرَبًا، وأشد منها خوفًا . قال: فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم . قال: فيقولون: فَإِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا الْخَطَّاءَ، لَمْ يُرِدْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ . فَيَقُولُ: هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " رواه البخاري ومسلم واحمد وابن حبان
ولقد تبرا رسول الله ممن يقيم بين اظهر المشركين فقال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِمَ قَالَ لَا تَرَايَا نَارَاهُمَا رواه الترمذي وأبو داود قال البخارى وهو الصحيح ، بل إن المشاركة النعم تعدي بطيأ نعها لذا عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا كنت أرعى لأهل مكة بالقراريط (البخارى ، وابن ماجه عن أبى هريرة) وقال أيضا اتخذوا الغنم فإنها بركة (ابن جرير ، والطبرانى بسند حسن ، والخطيب عن أم هانئ ، والرافعى عن عائشة)
ويؤكد ذلك العلماء فيقلون مثلا إن مصاحبة المدخنين أشد ظفرا من التدخين لأنهم يدخنون سلبيا فيكون التأثير عليهم أشد وهذا سار حتى في العقوبات عن هشام بن عروة قال: أخذ عمر بن عبد العزيز قومًا على شرابٍ فضربهم، وفيهم صائم، فقالوا: إنّ هذا صائم! فتلا"فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذًا مثلُهم". تفسير الطبري أي إن الرضا بالمعصية معصية، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم.
وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة، كما قال: * فكل قرين بالمقارن يقتدي * وقد تقدم (3). تفسير القرطبي
ثانيا أنا بحبهم ومعاهم ولو سببتهم هاعيش وحدي
عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ " قَالَ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ شَيْءٍ - وَقَالَ سُفْيَانُ : مَرَّةً مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ شَيْءٍ - وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ . قَالَ : " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى : " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " رواه البخاري ومسلم والبيهقى عن أنس . أحمد ، وابن حبان عن أبى ذر
لذا قال ابن مسعود لو ان رجلا عبد الله بين الركن والمقام سبعين سنة لبعثه الله يوم القيامة مع من أحب
والعيش وحدك من مخاوف الشيطان لأن هناك البديل الصالح وإن لم يكن فإن الوحدة خير جليس وقد قال علي الوحدة خير من الجليس السوء و الجليس الصالح خير من الوحدة خصوصا وإن هذا الزمن زمن اعتزال الذي أخبر به رسول الله حين ساله عقبة بن عامر وعن عقبة بن عامرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ : يَا رسولَ اللهِ مَا النَّجَاةُ ؟
قَالَ : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
وأنا أسالك بالله عليك هل يستحق أحد أن يُعصي الله لأجله والله غذا جاء لقاء الله سيكون هذا أول الفارين منك قال تعالى :[ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)][عبس : 34-37]
ثالثا هم كويسين بس مشكلتهم ما بيصلوش أو بيدخنوا أو بيشربوا بانجو.........
ما بيصلوش يعني طيب مصر على الكبائر يعني مش كويس وما دام قد حارب الله بالمعاصي كيف يمكن أن يكون طيبا أو حسنا أو خيرا باي منطق يمكن أن أقبل هذا أو باي شرع يمكن أن يكون مستساغ .... المهم أن دورك وعظهم وليست مجاراتهم فيما يعملون قال الله تعالى :[لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ][المائدة :78] عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله Y إن بني إسرائيل لما وقع فيهم النقص جعل الرجل يرى أخاه على الذنب فينهاه عنه ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ما رأى منه أن يكون خليطه وأكيله وشريبه فضرب الله على قلوب بعضهم على بعض ونزل فيه القرآن { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم } الآية إلى قوله { كثيرا منهم فاسقون } ثم قال رسول الله كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم فتأطروه على الحق رواه الترمذي وابن ماجه وضعفه الألباني المصيبة كل المصيبة أنك تجد أكثرنا أذنابا رضينا والذي يرضى بالدون دنيء أنت تصلي فلماذا إلى الأن لا يصلون ، أنت لا تفحش بالقول فلماذا هم لا يفحشون ............لأنك غير مؤثر اعترت إن هؤلاء طعنوك في شخصيتك حتى ضاعت وتلك هي التنعية المقيتة والإمعية البغيضة ( ورحم الله عبد الملك بن مروان سأل رجل من جلسائه ما عندكم من الفراسة في الصبيان قال ما عندنا فيهم شيء لأنهم يخلقون خلقاً بعد خلق أغيرانا نرمقهم فإن سمعنا منهم من يقول في لعبه من يكون معي رأيناه ذاهمة وحنو صدق فيه وإن سمعناه يقول مع من أكون كرهناها منه فكان أول ما علم من ابن الزبير أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صبي فرم رجل فصاح عليهم ففررا ومشى ابن الزبير القهقهري وقال يا صبيان اجعلوني أميركم وشدوا بنا عليه
إن أيقنت فشك في أن تكون رأسا إلى الهدى فزل عن هؤلاء كما قالوا " إن لم تزل المنكر فزل عنه "
رابعا الصحاب بينفعوا في الأوقات الصعبة
سبحان الله يصادق أصحاب الجاه والسلطان لينتفع بمعارفهم ، ويصادق البلطجية علشان لو وقع في مشكلة بنفعوه ، يصاحب اهل السكر والمخدرات فربما يحتاج من هذه الأشياء مستقبلا .... وهكذا
كيف هذا وقد عرفنا أن الله قال [قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)][التوبة : 51] وحديث بن عباس المشهور وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا ، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا، إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا " رواه أحمد هذا حديث ضعيف للاضطراب الذى وقع في إسناده ورواه الترمذي وقال قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني
وعن ابن مسعود قال إن على باب السلاطين فتنا كبارك الأبل والذي نفسي بيده لا تصيبون من دنياهم شيئا إلا اصابوا من دينكم مثله
وأخيرا قال تعالى في بيان مواقفهم يوم القيامة [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)][البقرة : 165-167]
احذر هؤلاء
1- الأحمق
وهو المتسرع المتهور الذي لا يدرك الأمور ولا يزنها بميزان العقل لذا قالوا " لا تصاحب الأحمق فإنك لست منه على شيء يريد أن ينفعك فيضرك " وقالوا " مقاطعة الأحق قربان إلى الله تعالى " وقالوا " عدو عاقل خير من صديق أحمق " وقالوا " لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
2- الكذاب الخائن
لأنه كما قالوا مثل السراب يقرب منك البعيد يبعد عنك القريب وهذه الصفة ليست في المؤمن وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا فَقَالَ نَعَمْ فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا فَقَالَ نَعَمْ فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا فَقَالَ لَاََََ رواه مالك في الموطأ قال الألباني في ضعيف الترغيب ( مرسل ضعيف )
وكذا الخيانة فلا أمان لصديق خائن لا آمنه على عرضي أو على أهل بيتي أو على نفسي ، وما أقبح الخيانة وأبشعها قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ رواه أحمد، والطبرانى ، والبيهقى فى شعب الإيمان عن ابن عمر وسعد بن أبي وقاص ، وأبي أمامة ، وعبد الله بن أبي أوفى .
)
قال الهيثمى (1/92) : إسناده ضعيف فهو منقطع بين الأعمش وأبى أمامة .
وفي رواية القضاعي في مسند الشهاب يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ» [تعليق الألباني] حسن - «صحيح أبي داود» (1383).
[تعليق شعيب الأرنؤوط] إسناده حسن، ابن عجلان: هو محمد بن عجلان المدني فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وباقي رجاله ثقات.
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ" رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد إسناده صحيح على شرط الشيخين.
3- البذئ باللسان والمغتاب
قال عمر " لولا أني أجلس مع أخوة ينتقون أطايب الكلام "
هناك أقوام يتوقون إلى أكل لحوم البشر والخوض في أعراضهم مع الترويج للإشاعات المعرضة بجانب بذاءة الللسان ، وهؤلاء لابد من مقاطعتهم حتى لا ينتهج نهجهم لأن عدوى الخلق الالسقيم تسري في بدن الصحيح سريان النار في الهشيم اليابس ولا نقل خطرا عن عدوى الأجسام بشتى الميكروبات الفتاكة وانظر إلى هذه العدوى ( فيما حدث لخالد الربعي أحد السلف قال كنت في المسجد الجامع فاغتابوا رجلا فنهيتهم عن ذلك فكفوا وأخذوا في غيره ثم عادوا إليه فدخلت معهم في شئ من أمره فرأيت تلك الليلة رجلاً أسود طويلاً ومعه طبق عليه قطعة من لحم خنزير فقال لي : كُل 00 فقلت والله لا آكل لحم خنزير 00 فانتهرني انتهاراً شديداً وقال : قد أكلت ما هو شراً منه 00 فجعل يدسُّه في فمي حتى استيقظتُ 00 فوالله قد مكثت أربعين يوماً ما أكلت طعاماً إلا وجدت طعم ذلك اللحم ونتنَه في فمي
4- الفاسق
الذي يضيع دينه ويفرط في حق الله إنسان لا هم له إلا التدخين والغناء والعلاقات المحرمة وسماع ومشاهدة الأفلام الجنسية الماجنة الداعرة ، نهاره ليلة وليلة نهاره ، قد ترك مصلاه وضيق حق مولاه فلا يعرف من حق الله شيء ولا يراعي له حرمة ولا يقدر قدرا بالله عليك حارب ربه بالمعاصي ألا تخاف أن ياخذه الله أخذ عزيز مقتدر فيأخذك معه أولا تسمع إلى مولاك يا من تجيب قوله [وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ][الكهف : 28] [فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ][النجم : 29] [أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا][الفرقان : 43]
من أصاحب ؟
لقد أجاب الله على ذلك فقال [وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ][لقمان : 15]
وأجاب رسول الله عن ذلك فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ، قَالَ: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ». رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني وشعيب الأرنؤوط
لذا دارت أقوال العلماء الناصحين في الصحبة حول هذا الأمر
قال عثمان بن الحكم : «اصْحَبْ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ فِي الدِّينِ وَدُونَكَ فِي الدُّنْيَا» أي يعني لابد أن يعنيك صاحبك على طاعة الله
وقال آخر : وصاحبك إما رجل تلقاه فتتعلم من دينه وتستفيد أو آخر تعلمه من دينك وتفيده والثالث فاهرب منه
ولقد صدق الله وصدق رسوله وصدق سلفنا الصالح
فإنه يكفيك من صحبة هؤلاء
1- أن تتأثر بهم فتعمل بعملهم
يقول سفيان بن عيينه : انظروا إلى فرعون معه هامان وإلى الحجاج معه يزيد بن أبي أسلم أشر منه وانظروا إلى سليمان بن عبد الملك صحبه رجاء بن حيوة فقومه وسدده
وهذا صادق على مدى التاريخ الإسلامي فإن أول رجل بعد رسول الله هو أبو بكر وتأمل إلى ذلك لصداقته لرسول الله قبل مبعثه ، وهؤلاء أكثر العشرة المبشرون بالجنة " عن سعيد بن زيد قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء فذكر عشرة فى الجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وسعيد بن زيد وعبد الله بن مسعود كانوا أصدقاء لأبي بكر ففازوا بهذا الشرف التبشير بالجنة في الآخرة
2- إن الذي معكم هو الله
وقد قال رسول الله عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا
رواه أحمد ولذا تنال الشرف العظيم بهذه الصحبة قال أبو الفضل الجوهري : إن من أحب أهل الفضل نال من بركتهم وصحبهم فهذا كلب أحب أهل فضل وصحبهم فذكره الله في
محكم التنزيل [وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ][الكهف : 18] قال القرطبي إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبته ومخالطته الصلحاء والأولياء حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه جل وعلا فماظنك بالمؤمنين الموحدين المخالطين المحبين للأولياء و الصالحين
قال رسول الله ما أحب عبد عبدا لله ، إلا أكرم ربه السلسلة الصحيحة
3- أنك في أكنافهم يوم القيامة
قال رسول الله استكثروا من صحبة الصالحين فإن لكل مؤمن شفاعه يوم القيامة (ابن النجار عن أنس) أورده الغمارى فى المداوى (1/542)
وقال ايضا قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ قال : ( المرء مع من أحب ) رواه البخاري
قال تعالى :[ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)][الحجر : 45-48]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا، لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ (1) ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: أَنَا أَخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رواه البخاري ومسلم واحمد وغيرهم
قال محمد بن يوسف الأصفهاني: ومن لك مثل الصديق الصالح وهب أهلك يقسمون ميراثك وهو منفرد بحزنك مهتم مما قدمت وما صرت إليه يدعو لك في ظلمة الليل وأنت تحت أطباق الثرى يدعو الله ان يغفر لك
وقال أحدهم اللهم إنك تعلم أني إذا كنت أعصيك إلا إني كنت أحب من يطيعك فاجعل ذلك قربة لي عندك
قال الشافعي رحمه الله
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلى أنا أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي *** ولو كنا سواء في البضاعة
عن المرء لاتسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي