ويحذركم الله نفسه
1- وما قدروا الله حق قدره 2- حساب خاطيء 3- هؤلاء هم العقلاء
مخالفات أطاشت عقول أصحابها وقفة مع النفس
في زمن نشكو فيه الظلم ، ونشكو فيه الجور ، ونشكو فيه الغلاء ، ترى ما مدى علاقتنا مع الله حتى نخلص ما فيه ، فنحن نحارب الله جهارا نهارا بالمعاصي ،ونرتكب الموبقات دون أدنى حس أو شعور لا تظن أن الله غافلا عن كل هذا ولابد من جزاء ، قال تعالى : [قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ][آل عمران : 29]
إلى المدخنين وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى المغرمين بالغناء وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى المتبرجات وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى الذين يقيمون علاقات محرمة وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى المغتابين وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى النمامين وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى تاركي الصلاة وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
إلى الساخرين وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
هذا الموضوع حديثا لا يخاطب إلا أصحاب القلوب الحية الذين ما زال في قلوبهم بصيص رقابة الله وبصيص خوف منه أما من عميت قلوبهم وتجمدت أحاسيسهم وماتت عقولهم فهؤلاء ليس معنين بالحديث لأن الله قال لنبيه [فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ][الروم : 52]
هذا هو الجبار جل جلاله
* ما عصي الله إلا حين ضيع قدره في قلوبنا ، فالله هذا هو الإسم العظيم هذا الإله الذي هيمن على كل شيء الجبار القهار المتكبر هذا الإله الذي كان أعرف خلقه به محمد والذي قال عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إنِّى أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِداً لِلَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ » . رواه أحمد ، والترمذى - حسن غريب - وابن ماجه ، وابن منيع ، وأبو الشيخ فى العظمة ، والحاكم ، والضياء عن أبى ذر
"أَطّت السماء" : صاحت وصوتت من ثقل ما عليها من ازدحام الملائكة وكثرة الساجدين فيها . "وحق لها أن تَئِطّ" : وحق لها أن تصوت لأن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى صار لها صوت .
فأين تذهبون
* هذا الإله الذي علم منا ذلك فقال في الأثر الإلهي عبدى أذكرك وتنسانى واسترك ولا تخشانى لو أمرت الارض لأبتلعتك في بطنها او البحار لأغرقتك في معينها ولكن أوأخرك لأجل أجلته وإلا وقت أقته ولابد لك ولكل نفس من المرور على والوقوف بين يدى أعد عليك أعمالك وأذكرك أفعالك حتى إذا أيقنت بالبوار وأدركت أنك من أهل النار أوليتك غفرانى ومنحتك رضوانى وقلت لك لا تحزن عبدى فقد غفرت لك الذنوب والاوزار ومن أجلك سميت نفسى العزيز الغفار وصايا الرسول صـ 288
* هذا الإله الذي قال :[ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ][الزمر : 67]
* هذا الإله الذي إذا كان يوم القيامة جاءت الملائكة تعتذر إليه عن تقصيرها مع أنها ما فعلت معصية قط الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون, فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ما عبدنك حق عبادتك.
كل هذا التقنيع وكثير غيره لحق الله وقدره في قلوبنا وهذا الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من كثرة الجراة على الله والمجاهرة بمعاصيه لماذا؟
حسابات خاطئة
لأن حساباتنا في تعاملنا مع الله كثيرا ما تخطئ فإن حساب الأرباح والخسائر في الحسنات والسيئات حساب خاطئ لا يدل إلا على عدم فهم عن الله أو غفلة عما يحاسب به الله
نحقر كثيرا من الذنوب ونستصغرها ورسول الله قال فيما رواه ابن مسعود « إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ » . وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلاً كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاَةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِىءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِىءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَاداً فَأَجَّجُوا نَاراً وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا . رواه أحمد ، والطبرانى ، والبيهقى فى شعب الإيمان عن ابن مسعود قال الألباني ( صحيح لغيره )
أو نظن عدم مؤاخذتنا بها يعني آيه يرتشي أو ياكل ربا أو يسب بالدين أو يشتم أو تخرج من غير حجاب أو يسمع غناء أو ..................
مع أنه من الممكن أن يكمن عقب الله كله في ذنب لا يعبأ العبد به
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد (1 / 63):
يَا مغرورا بالأماني
1- لعن إِبْلِيس وأهبط من منزل الْعِزّ بترك سَجْدَة وَاحِدَة أَمر بهَا و
2- َأخرج آدم من الْجنَّة بلقمة تنَاولهَا
3- وحجب الْقَاتِل عَنْهَا بعد أَن رَآهَا عيَانًا بملء كف من دم
4- وَأمر بقتل الزَّانِي أشنع القتلات بإيلاج قدر الْأُنْمُلَة فِيمَا لَا يحل
5- وَأمر بإيساع الظّهْر سياطا بِكَلِمَة قذف أَو بقطرة سكر
6- وَأَبَان عضوا من أعضائك بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَلَا تأمنه أَن يحبسك فِي النَّار بِمَعْصِيَة وَاحِدَة من مَعَاصيه {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا}
7- دخلت امْرَأَة النَّار فِي هرة
8- وَإِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لَا يلقِي لَهَا بَالا يهوي بهَا فِي النَّار أبعد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب
9- وَإِن الرجل ليعْمَل بِطَاعَة الله سِتِّينَ سنة فَإِذا كَانَ عِنْد الْمَوْت جَار فِي الْوَصِيَّة فيختم لَهُ بِسوء عمله فَيدْخل النَّار الْعُمر بى خره وَالْعَمَل بخاتمته
10- من أحدث قبل السَّلَام بَطل مَا مضى من صلَاته
11- وَمن أفطر قبل غرُوب الشَّمْس ذهب صِيَامه ضائعا
12- وَمن أَسَاءَ فِي آخر عمره لقى ربه فِي ذَلِك الْوَجْه لَو قدمت لقْمَة وَجدتهَا وَلَكِن يُؤْذِيك الشره
* وفي الحديث الصحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِى هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ » . رواه البخاري ومسلم وابن ماحه وأحمد
وكأنها ما ظنت أن حبس هرة يمكن أن يجعلها تستوجب النار ولكن حكم الله
* وهذه كلمة قالها رجل أطاع الله عمره لكنها الموبقة عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ » رواه البخاري أحمد
* قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « كَانَ رَجُلاَنِ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِى الْعِبَادَةِ فَكَانَ لاَ يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ أَقْصِرْ . فَوَجَدَهُ يَوْماً عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِى وَرَبِّى أَبُعِثْتَ عَلَىَّ رَقِيباً فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لاَ يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ . فَقُبِضَ أَرْوَاحُهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ أَكُنْتَ بِى عَالِماً أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِى يَدِى قَادِراً وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِى وَقَالَ لِلآخَرِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت ( أهلكت ) دنياه وآخرته . صحيح » . رواه ابو داود
وبدا لهم من الله لم يكونوا يحتسبون
* الإمام بن الجوزي حين يموت يجلس تلاميذه حوله فيقولون له يا إمام ما يبكيك فقد علمت وعملت وفعلت كذا وكذا فيقول أما والله وإني أخشى أن أكون فرطت ونافقت فأتي إلى الله فإذا بقول الله [وََبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ] [الزمر: 47] لاتغتروا بأعمالكم، لا تغتروا بطاعتكم، لا تغتروا بشبابكم، لا تغتروا بصحتكم، لا تغتروا بمنصبكم عسى ألإ نكون ممن قال الله فيهم وََبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ يقول والله لقد تاب على يديه في يوم واحد أكثر من 200 ألف مسلم ولقد أسلم على يدي أكثر من 200 نفس. يقول جلست يوما أتأمل وحولي ما يزيد على 10 ألآف ما من احد إلا وقد رق قلبه أو دمعت عينه فقلت في نفسي: كيف بي إن نجو وهلكت أنا ثم صحت بلساني حالي يا سيدي ومولاي إن حكمت علي بالعذاب فلا تعذبني أمامهم لا لأجلي أنما صيانة لجودك حتى لا يقولوا عذب الله من دل عليه
نسوا الله فنسيهم
* المصيبة أن تأتي فتظن أن لك عند الله قدرا فتصدم بان الله ينساك [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ][الحشر : 18]
* عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعاً وَبَصَراً وَمَالاً وَوَلَداً وَسَخَّرْتُ لَكَ الأَنْعَامَ وَالْحَرْثَ وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلاَقِىَّ يَوْمَكَ هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لاَ . فَيَقُولُ لَهُ الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِى » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ . رواه الترمذي
غضب لا مثل له
حديث الشفاعة وذهاب الناس إلى الأنبياء فيذكر كل منهم ذنبه وما هو بذنب والحديث. عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ إِلاَّ لَهُ دَعْوَةٌ قَدْ تَنَجَّزَهَا فِى الدُّنْيَا وَإِنِّى قَدِ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلاَ فَخْرَ وَبِيَدِى لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِى وَلاَ فَخْرَ وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِى الْبَشَرِ فَلْيَشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِى خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا . فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا . فَيَقُولُ إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّى قَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِى وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحاً رَأْسَ النَّبِيِّينَ . فَيَأْتُونَ نُوحاٌ فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا . فَيَقُولُ إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّى دَعَوْتُ بِدَعْوَةٍ أَغْرَقَتْ أَهْلَ الأَرْضِ وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ . فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ يَا إِبْرَاهِيمُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا . فَيَقُولُ إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّى كَذَبْتُ فِى الإِسْلاَمِ ثَلاَثَ كِذْبَاتٍ - وَاللَّهِ إِنْ جَادَلَ بِهِنَّ إِلاَّ عَنْ دِينِ اللَّهِ قَوْلُهُ ( إِنِّى سَقِيمٌ ) وَقَوْلُهُ ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانَُوا يَنْطِقُونَ ) وَقَوْلُهُ لاِمْرَأَتِهِ حِينَ أَتَى عَلَى الْمَلِكِ أُخْتِى - وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِى اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلاَمِهِ . فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا . فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّى قَتَلْتُ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ . فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا قَالَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ إِنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَقَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ » . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « فَيَأْتُونِى فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا . فَأَقُولُ أَنَا لَهَا حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ فَتُفْرِجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا فَنَمْضِى غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ فَتَقُولُ الأُمَمُ كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا . فَآتِى بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ فَيُقَالُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ . فَيُفْتَحُ لِى فَآتِى رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرْسِيِّهِ - أَوْ سَرِيرِهِ شَكَّ حَمَّادٌ - فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِداً فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِى وَلَيْسَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِى فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ تُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ . فَأَرْفَعُ رَأْسِى فَأَقُولُ أَىْ رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى . فَيَقُولُ أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا - لَمْ يَحْفَظْ حَمَّادٌ - ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ مَا قُلْتُ فَيُقَالُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ أَىْ رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى . فَيَقُولُ أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا دُونَ الأَوَّلِ ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِى ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ تَسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ . فَأَقُولُ أَىْ رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى فَيُقَالُ أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا دُونَ ذَلِكَ » رواه البخاري ومسلم وأحمد
سنستدرجهم
قال تعالى :[ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ][آل عمران : 178]
عن أبي هبيرة عن بن حجيرة عن قال إذا رأيت العبد معطاء زهدا في الدنيا الطبراني المعجم الأوسط (2/ 247)
مخالفات أرقت الكبار
* عمر وموقفه يوم صلح الحديبية وبعدها يقول فما زلت أصوم وأتصدق رجاء أن يغفر الله لي ما راجعت فيه رسول الله
* توبة أبي هريرة رضي الله عنه عن فتواه في امرأة زانية وقرأت في تنبيه الغافلين عن أبي هريرة قال خرجت ذات ليلة بعد ما صليت العشاء مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أنا بامرأة متنقبة قائمة على الطريق فقالت يا أبا هريرة إني قد ارتكبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقلت وما ذنبك قالت إني زنيت وقتلت ولدي من الزنا فقلت لها هلكت وأهلكت والله مالك من توبة فشهقت شهقة خرت مغشيا عليها ومضت فقلت في نفسي أفتي ورسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقلت يا رسول الله إن امرأة استفتتني البارحة بكذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا لله وإنا إليه راجعون أنت والله هلكت وأهلكت أين كنت عن هذه الآية والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون إلى قوله فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ( الفرقان 68-70 ) قال فخرجت من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أعدو في سكك المدينة وأقول من يدلني على امرأة استفتتني البارحة كذا وكذا والصبيان يقولون جن أبو هريرة حتى إذا كان الليل لقيتها في ذلك الموطن فأعلمتها بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم وأن لها التوبة فشهقت شهقة من السرور وقالت إن لي حديقة وهي صدقة للمساكين لذنبي التوابين لإبن قدامة
* وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْبُخَارِيّ من طَرِيق ابْن شهَاب عَن عَوْف بن الْحَرْث بن الطُّفَيْل وَهُوَ ابْن أخي عَائِشَة لأمها أَنَّ عَائِشَةَ حُدِّثَتْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِى بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ ، أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا . فَقَالَتْ أَهُوَ قَالَ هَذَا قَالُوا نَعَمْ . قَالَتْ هُوَ لِلَّهِ عَلَىَّ نَذْرٌ ، أَنْ لاَ أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَداً . فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا ، حِينَ طَالَتِ الْهِجْرَةُ فَقَالَتْ لاَ وَاللَّهِ لاَ أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَداً ، وَلاَ أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِى . فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، وَهُمَا مِنْ بَنِى زُهْرَةَ ، وَقَالَ لَهُمَا أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِى عَلَى عَائِشَةَ ، فَإِنَّهَا لاَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذُرَ قَطِيعَتِى . فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالاَ السَّلاَمُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَنَدْخُلُ قَالَتْ عَائِشَةُ ادْخُلُوا . قَالُوا كُلُّنَا قَالَتْ نَعَمِ ادْخُلُوا كُلُّكُمْ . وَلاَ تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِى ، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلاَّ مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ ، وَيَقُولاَنِ إِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ . فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا وَتَبْكِى وَتَقُولُ إِنِّى نَذَرْتُ ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ . فَلَمْ يَزَالاَ بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ ، وَأَعْتَقَتْ فِى نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً . وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَتَبْكِى ، حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا . رواه البخاري وأحمد وابن حبان
لا تنظر إلى حجم المعصية ولكن انظر من عصيت
إذا صغرت المعصية عند العبد عظمت عند الله
نظرة في العمر
فيا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
ويا أبناء الخمسين! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
ويا أبناء الستين! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون، لقد أسرفتم!
منذ متى وأنت تسير إلى الله
* وجد الفضيل بن عياض رجلاً فقال له: يا عبد الله كم بلغ عمرك؟ قال الرجل 60 عاما قال الفضيل: أنت منذ 60 سنة وأنت راحل إلى ربك يوشك أن تصل ففهم الرجل الجملة فقال: إن لله وإنا إليه راجعون فقال الفضيل أفهمتها فقال الرجل نعم فقال الفضيل من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤل، ومن علم أنه مسؤل فليعد للسؤال جوابًا. هل أنتم أعددتم لله الجواب كان بعض السلف يقول هذا: والله ما عملت عملا ولا قلت قولا إلا أعددت له الجواب بين يدي الله (إذا سألني ر بي لم فعلت هذا؟ أكون قد جهزت لربي الجواب) قال الرجل للفضيل فما الحيلة يرحمك الله؟ فقال الفضيل: الحيلة هينة أن تتقي الله فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي وإن لم تتق الله عز وجل فيما بقي أخذك الله فيما مضى وفيما بقي. بقي مثلا 3 سنين في عمرك اتق الله فيهم يغفر الله لك الـ 63 سنة وإلا يؤاخذك الله بـ 63 سنة.
* إحدى العابدات تبكي بكاءا شديدا عند موتها فيقولون لها ما يبكيك فتقول والله لو عصيت آدميا لإستحييت أن ألقاه فكيف وقد عصيت رب الأرباب ومالك الملوك
* قال تعالى [كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ] [الفجر : 17]
تذكر وقوفك يوم العرض عريانا *****مستوحشا قلق الاحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن حنق****على العصاه ورب العرش غضبانا
اقرا كتابك يا عبد على مهل******فهل ترى فيه حرفا غير ما كان
فلما قرات ولم تنكر قر اءته******واقررت اقرار من عرف الاشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتى***وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
العاصون غدا فى النار يلتهبوا***والموحدون لدار الخلد سكانا